أعلنت الصين، الأحد، أنها قدّمت شكوى لكوريا الجنوبية على خلفية تصريحات رئيسها يون سوك يول بشأن تايوان، في وقت يشتد الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين.
وتبادلت بكين وسول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة "رويترز" مع يون في وقت سابق هذا الشهر، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان "مسألة دولية" على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على "محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة".
وجاءت الشكوى الجديدة في أعقاب انتقادات من وزارة الخارجية الصينية الأسبوع الماضي، إذ قالت إنه يتعين على كوريا الجنوبية أن تتعامل "بحكمة" مع المسائل المتعلقة بتايوان. وردّت سول باستدعاء سفير الصين للاحتجاج على تصريحات بكين.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية أنها طلبت من مساعد وزير الخارجية سون ويدونج، الخميس، تقديم شكوى لدى السفير الكوري الجنوبي على خلفية تصريحات يون. وقال سون للسفير إن تصريحات يون "مرفوضة تماماً"، وعبّر عن "استياء عميق"، وفق الوزارة.
ويأتي البيان الصيني قبيل زيارة دولة سيجريها يون إلى الحليف الرئيسي الولايات المتحدة، التي تقول بكين إنها تسلّح تايوان وتشجع المسؤولين السياسيين المؤيدين للاستقلال.
وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، مؤكدة عزمها على استعادة الجزيرة ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
بكين تدعو سول للحذر
وقال مساعد وزير الخارجية الصيني إن قضية تايوان مسألة "تخص الصينيين، ولا يمكن السماح لأي قوة بالتدخل"، ودعا سول إلى "الالتزام بمبدأ الصين الواحدة، والحذر في الكلام والأفعال المتعلقة بالمسألة التايوانية".
وشدد سون، وفقاً لما ورد في بيان الخارجية، على أن تصريحات الرئيس الكوري الجنوبي "غير مقبولة على الإطلاق".
وأضاف أن "الرئيس الكوري الجنوبي لم يشر إلى مبدأ الصين الواحدة، وساوى بين قضية تايوان وقضية شبه الجزيرة الكورية".
وتابع: "الكوريتان الشمالية والجنوبية دولتان ذواتا سيادة انضمتا إلى الأمم المتحدة. ومن الحقائق المعروفة جيداً أن قضية شبه الجزيرة الكورية وقضية تايوان تختلفان تماماً في طبيعتهما، ولا يمكن المقارنة بينهما على الإطلاق".
وفي وقت سابق انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وين بين، تصريحات يون، مشيراً إلى "حقيقة عالمية معروفة" مفادها أن مسألة تايوان لا تُقارن بالتوترات في شبه الجزيرة الكورية.
ودفعت تلك التصريحات وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، الخميس، إلى انتقاد الصين بسبب ما اعتبرته "عدم لياقتها الدبلوماسية الكبيرة".
وتعد كوريا الجنوبية الشريك التجاري الثالث للصين، وتبلغ قيمة التجارة بين البلدين مئات المليارات من الدولارات. ومع ذلك، تسبب نشر كوريا الجنوبية لنظام "ثاد" الصاروخي الأميركي في 2016 على أراضيها، في ارتفاع التوترات بين بكين وسول.
توتر متصاعد في مضيق تايوان
تصاعد التوتر في مضيق تايوان في السنوات الماضية. وأجرت الصين مناورات عسكرية حول تايوان في 8 أبريل، عقب عودة رئيستها تساي إنج وين من جولة خارجية، توقفت خلالها في الولايات المتحدة، حيث التقت رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في ولاية كاليفورنيا، وهو اللقاء الذي عارضته الصين بشدة، وطالبت الولايات المتحدة بعدم السماح بحدوثه.
وتطالب الصين بالسيادة على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، وتندد بشدة باللقاءات بين مسؤولين تايوانيين ومسؤولين أجانب رفيعي المستوى.
وركزت الصين في تدريباتها العسكرية، التي حاكت تطويق الجزيرة والهجوم على أهداف برية وبحرية فيها، على "منع القوات الأميركية وحلفائها من الوصول إلى تايبيه وإنقاذها" في حال وقوع غزو، وفقاً لما ذكره مسؤولون وخبراء لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
اقرأ أيضاً: