قال كريستوفر كافولي أكبر قائد عسكري أميركي في أوروبا، إن عديد أفراد القوات الروسية أصبح في الوقت الحالي "أكبر مما كان عليه عند بداية غزو أوكرانيا، بالرغم سقوط ما بين 35 إلى 43 ألف جندي في الحرب"، فيما وصف خسائر القوات الجوية الروسية في الحرب بـ"القليلة".
جاءت تصريحات كافولي، الذي تم تكليفه في أبريل 2022 عقب بدء الغزو، بقيادة جميع قوات الولايات المتحدة وقوات الناتو بالقارة الأوروبية، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي الأربعاء، بحسب ما أفادت شبكة "سي إن إن".
وقال كافولي إنه على الرغم من تكبد روسيا خسائر بالآلاف وسط قواتها خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا، فإنه لا يزال لديها الكثير من الأسلحة في ترسانتها.
وأضاف: "لقد تدهورت القوات البرية الروسية إلى حد ما بسبب هذا الصراع، وبالرغم من ذلك، فإنها باتت أكبر حجماً اليوم مما كانت عليه في بداية الصراع".
وتابع: "أما القوات الجوية فخسائرها قليلة جداً، إذ فقدت 80 طائرة، ومازال لديها ألف طائرة مقاتلة وقاذفة قنابل أخرى، فيما فقدت البحرية سفينة واحدة فقط".
"الجيش لم يتأثر بالغزو"
وأشارت الشبكة، في تقرير نشرته الخميس، إلى أن الوثائق العسكرية السرية التي تم تسريبها أخيراً من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أعطت لمحة عن عدد القوات البرية الروسية التي شاركت في الحرب، إذ ذكرت إحدى الوثائق المؤرخة في فبراير ومارس الماضيين أن 527 من أصل 544 من الكتائب الروسية شاركت في الصراع الدائر في أوكرانيا، لافتة إلى أن 474 منها موجودة بالفعل في أوكرانيا.
كما قدرت إحدى الوثائق أن ما بين 35 إلى 43 ألف جندي روسي لقوا حتفهم خلال الحرب في أوكرانيا. وبحسب "سي إن إن"، فإن هذه الخسائر على ما يبدو ليست سوى جزء بسيط فقط من إجمالي عدد القوات العسكرية الروسية.
وبسؤاله عن دوريات الغواصات الروسية في المحيط الأطلسي، قال كافولي إن "جزءاً كبيراً من الجيش الروسي لم يتأثر سلباً بغزو أوكرانيا".
وتابع: "أصبح الروس أكثر نشاطاً مما رأيناه منذ سنوات، ودورياتهم في جميع أنحاء المحيط الأطلسي باتت على مستوى عالٍ، وفي معظم الأوقات على مستوى أعلى مما رأيناه في السنوات الماضية، وذلك على الرغم من كل الجهود التي يبذلونها داخل أوكرانيا".
"الهجوم الأوكراني المضاد"
وتأتي تصريحات كافولي، في وقت تترقب فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها هجوماً مضاداً للقوات الأوكرانية في الربيع المقبل.
وأظهرت الوثائق المُسربة وجهة نظر متشائمة بشأن مدى ثقة الولايات المتحدة في هذا الهجوم، بحسب "سي إن إن"، التي أشارت إلى أن الوثائق رجحت أن روسيا قد تتمتع قريباً بتفوق جوي وأن الدفاعات الجوية الأوكرانية متوسطة المدى "ستتقلص تماماً بحلول 23 مايو المقبل".
وذكرت الوثائق المؤرخة في فبراير ومارس 2023 عدداً من أوجه القصور الموجودة لدى الجيش الأوكراني، وتوقعت أن يؤدي الصراع في النهاية إلى "طريق مسدود بين الجانبين".
غير أن كافولي قدم تقييماً مختلفاً أمام مجلس النواب الأميركي، إذ قال إنه "وفقاً لعملية النمذجة التي قمنا بها معهم بعناية فائقة، فإن الأوكرانيين في وضع جيد الآن".
وأضاف: "صحيح أن لديهم بعض نقاط الضعف التي أفضل عدم التحدث عنها علناً، لكننا واثقون من قدرتهم على شن هجوم مفاجئ وأشياء من هذا القبيل، فقد عملنا على كل ذلك معهم".
إلى ذلك، أفادت وثائق عسكرية أميركية مٌسّربة، بأنَّ الاستخبارات الأميركية ترى أن روسيا ستكون قادرة على تمويل الحرب في أوكرانيا لمدة عام آخر على الأقل، في ظل العقوبات الغربية المتزايدة على نحو غير مسبوق.
وفي حين أنَّ بعض النخب في الاقتصاد الروسي قد لا تتفق مع مسار البلاد في أوكرانيا، وأضرت العقوبات بأعمالها، إلا أنها لن تسحب دعمها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً لتقييم يبدو أنه يعود إلى أوائل مارس.
اقرأ أيضاً: