تبادلت روسيا وأوكرانيا القصف، الجمعة، وسط إعلان أوكراني بأن الاستعدادات لشن هجوم مضاد "أشرفت على الانتهاء"، فيما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنشاء متاحف مخصصة للحرب في أوكرانيا.
وقصفت القوات الروسية مدناً أوكرانية بالصواريخ، ما أسفر عن سقوط 12 شخصاً على الأقل في أول ضربات جوية واسعة النطاق منذ نحو شهرين.
والهجمات التي شنتها روسيا هي الأحدث في سلسلة من الضربات الصاروخية والهجمات بطائرات مسيّرة منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022.
وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط 21 من أصل 23 صاروخ كروز أطلقتها القوات الروسية.
وهزت انفجارات العاصمة كييف أيضاً، وذكر مسؤولون أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 11 صاروخاً وطائرتين مسيّرتين. وقال مسؤولون إن شخصين أصيبا في بلدة أوكراينكا جنوبي كييف.
وذكرت وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية للأنباء أنها تلقت تقارير عن وقوع انفجارات بعد منتصف الليل في مدينتي كريمنتشوك وبولتافا في وسط أوكرانيا، ومدينة ميكولايف في الجنوب.
أوكرانيا تقصف
في المقابل، شنّت أوكرانيا ضربات على دونيتسك، المدينة الرئيسية التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، على ما أكدت السلطات المعيّنة من موسكو، الجمعة.
واستهدفت الضربات الأوكرانية "مستشفى ومتنزهاً ومباني سكنية، وبحسب المعلومات الأولية، أسفرت عن مصرع 7 أشخاص بينهم طفل وأصيب 10"، وفق ما قاله دينيس بوشيلين، الزعيم الانفصالي الموالي لروسيا في مقاطعة دونيتسك، على تليجرام.
من جانبه، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الضربات الليلية التي شنّتها روسيا على أوكرانيا تجعل موسكو "أقرب إلى الفشل والعقاب"، داعياً العالم إلى "الرد".
وأضاف زيلينسكي في رسالة بثها عبر تطبيق تليجرام وأرفقها بصور للحطام: "كل هجوم وكل عمل شر ضد بلدنا وضد شعبنا يجعل الدولة الإرهابية أقرب إلى الفشل والعقاب".
وتابع: "يجب الرد على الإرهاب الروسي بشكل مناسب من جانب أوكرانيا والعالم"، وقال: "لن ننسى أي جريمة" ارتُكبت.
وجاء ذلك فيما قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الجمعة، إن الاستعدادات للهجوم المضاد للجيش الأوكراني "شارفت على نهايتها"، حيث تقول كييف منذ أشهر إنها تريد شن هجوم لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وقال ريزنيكوف خلال مؤتمر صحافي في كييف: "الاستعدادات شارفت على نهايتها"، وأضاف: "تم التعهد بمعدات وأصبحت جاهزة وسُلّمت جزئياً. بالمعنى الواسع، نحن جاهزون".
تقريب نهاية الصراع
وأعلن الكرملين، الخميس، ترحيبه بأي شيء قد يسهم في تقريب نهاية الصراع في أوكرانيا، وذلك في إشارة إلى مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء.
وكانت تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيسان منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الكرملين قال إنه لا يزال بحاجة إلى تحقيق أهداف "عمليته العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وهي العملية التي تصفها كييف وحلفاؤها الغربيون بأنها "استيلاء غير مبرر" على الأرض.
الغرب استعد مسبقاً
وفي موسكو، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن الإمكانات والقدرات القتالية لجميع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) استُخدمت ضد روسيا مع بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
ولفت شويجو، في خطابه خلال اجتماع لوزراء الدفاع للدول المشاركة في منظمة شنغهاي للتعاون في نيودلهي، إلى أن الغرب أظهر استعداده المسبق للمواجهة مع روسيا.
ودلّل شويجو على صحة كلامه بالإشارة إلى فرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا فوراً، وإمدادات السلاح لأوكرانيا، وبيانات الاستخبارات والمستشارين العسكريين والمرتزقة.
ومضى قائلاً: "وبالتالي، فإن الإمكانات والقدرات العسكرية لجميع دول الناتو تقريباً متورطة".
واتهم الوزير الروسي واشنطن وحلفاءها بأنهم "قوّضوا بشكل خطير" هيكل الأمن العالمي في محاولة للحفاظ على الهيمنة العالمية"، مضيفاً: "وبمبادرة منهم، بدأت عملية هدم وتفكيك الاتفاقات الرئيسية بشأن الحد من التسلح وبناء الثقة".
وأشار شويجو إلى أن واشنطن أنهت في البداية من جانب واحد معاهدة الصواريخ السوفيتية الأميركية المضادة للصواريخ الباليستية، ورفضت التصديق على اتفاقية التكيف مع معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، ثم انسحبت من معاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
متاحف للحرب
من جهته، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته بالعمل على إنشاء سلسلة متاحف مخصصة للهجوم العسكري الروسي المستمر في أوكرانيا، وفقا لوثيقة نُشرت، الخميس، على موقع الكرملين الإلكتروني.
وأوردت الوثيقة أن المتاحف الإقليمية والبلدية الجديدة يجب أن تكون "مخصصة لأحداث العملية العسكرية الخاصة، ومآثر المشاركين فيها".
وأضاف بوتين أنه يجب على السلطات المعنية، كجزء من مبادرة المتاحف، أن تنظر في كيفية "نقل القطع والمشغولات المتعلقة بالعملية العسكرية الخاصة" من أجل عرضها.
وطالب الحكومة أيضاً بالنظر في إدخال دروس خاصة بتاريخ العملية العسكرية في "المناهج التعليمية".
وتحوي روسيا عدداً لا يحصى من المتاحف والمعارض المخصصة لبطولاتها خلال الحرب العالمية الثانية.
منعطف حاسم
وتقترب الحرب من مفترق طرق بعد هجوم شنّته روسيا في الشتاء استمر شهوراً، ولم يحقق سوى القليل من المكاسب على الأرض. وتستعد كييف لهجوم مضاد باستخدام مئات الدبابات والعربات المدرعة التي أرسلها الغرب.
وتركز القتال بشكل رئيسي منذ شهور في مدينة باخموت شرق أوكرانيا، حيث تحاول روسيا السيطرة على المناطق المتبقية من إقليم دونباس الصناعي الذي لم تسيطر عليه بعد.
وتبسط روسيا سيطرتها أيضاً على مساحات شاسعة في جنوب وجنوب شرق أوكرانيا، وكانت استولت على شبه جزيرة القرم وضمتها في عام 2014.
اقرأ أيضاً: