وقود الهند المشتق من الخام الروسي تحت المجهر الأوروبي

time reading iconدقائق القراءة - 5
نموذج لبراميل نفط أمام العلمين الروسي والهندي. 9 ديسمبر 2022 - REUTERS
نموذج لبراميل نفط أمام العلمين الروسي والهندي. 9 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي - الشرق

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه يتعين على التكتل اتخاذ تدابير صارمة ضد الهند التي تعيد بيع النفط الروسي المكرر إلى أوروبا، في ظل تحرّك دول غربية لتشديد العقوبات على قطاع الطاقة في موسكو.

وأضاف بوريل في مقابلة نشرتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الثلاثاء، أن بروكسل على علم بأن شركات تكرير نفط هندية تشتري كميات كبيرة من الخام الروسي، قبل معالجته، وتقوم بتحويله إلى وقود للبيع في أوروبا، وصرح لأول مرة بأن الاتحاد الأوروبي "يجب أن يعمل على وقف ذلك".

وتابع: "إذا كان الديزل أو البنزين يدخل أوروبا... قادماً من الهند ويتم إنتاجه بالنفط الروسي، فهذا بالتأكيد يمثل التفافاً على العقوبات، ويجب على الدول الأعضاء اتخاذ تدابير".

عوائد ضخمة

وأصبحت الهند واحدة من أكبر مشتري النفط الروسي منذ بداية غزو موسكو لأوكرانيا، إذ تحقق شركات التكرير هناك هوامش ربح كبيرة عن طريق شراء الخام الروسي، الذي يحظره الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير، بأسعار مخفضة للغاية، قبل أن تبيعه بالسعر الكامل إلى أوروبا، بحسب "فاينانشيال تايمز".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التجارة لا تمثل انتهاكاً لعقوبات الاتحاد الأوروبي، ولكنها تعرضت لانتقادات من قبل أولئك الذين يريدون تشديد العقوبات على روسيا، ويرون أن هذه التجارة ساعدت موسكو على مواصلة جني عائدات كبيرة من مبيعات النفط، التي تشكل الجزء الأكبر من ميزانية الكرملين.

وأشار بوريل إلى أن تحديد سقف سعر النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل من قبل دول "مجموعة السبع" الصناعية الكبرى، ساعد في خفض عائدات النفط الروسي، وأن رغبة الهند في الاستفادة من هبوط أسعار النفط الخام "أمر منطقي".

مع ذلك، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن عدم ارتياحه من إعادة تدفق النفط الروسي إلى أوروبا في شكل وقود مكرر. 

ومضى بوريل قائلاً: "شراء الهند للنفط الروسي أمر طبيعي. وإذا كانت الهند قادرة على شراء هذا النفط بسعر أرخص بكثير، بفضل القيود التي نفرضها على سعر النفط، حسناً، كلما قل المال الذي تحصل عليه روسيا، كان ذلك أفضل".

وأضاف بوريل: "ولكن إذا استغلوا ذلك ليصبحوا مركزاً لتكرير النفط الروسي، وبيع المنتجات الثانوية لنا... فيجب أن نتحرك".

ويرى بوريل أن أي آلية لوقف تدفق النفط الروسي يجب أن تُنفذ من قبل السلطات الوطنية، وقال إن الاتحاد الأوروبي ربما يستهدف مشتري الوقود المكرر الهندي الذي يعتقد الاتحاد أنه مشتق من الخام الروسي.

"ضغوط" على نيودلهي

تأتي تصريحات بوريل قبل اجتماع يعقده، الثلاثاء، مع وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، من المتوقع أن يطرح خلاله المسألة. 

كما يُتوقع أن يتعرض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، لضغوط من قادة مجموعة السبع في قمتهم التي تستضيفها اليابان، والتي ستناقش عدة قضايا رئيسية من بينها التصدي للالتفاف على العقوبات، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في ائتلاف الدول التي تفرض الحد الأقصى للسعر، قوله إن الدول تعتقد أن تحديد السقف السعري حقق الهدف المزدوج المتمثل في تقييد عائدات روسيا مع الحفاظ على الإمدادات في السوق العالمية. 

وأضاف المسؤول أن صادرات النفط الروسية مستقرة بشكل ملحوظ منذ تطبيق سقف الأسعار، رغم المزاعم الروسية بتخفيض الإنتاج.

تغيير في نظام العقوبات

"فاينانشيال تايمز" لفتت إلى أن استهداف صادرات الوقود المكرر سيمثل تغييراً كبيراً في نظام العقوبات الغربية، الذي كان يسعى للموازنة بين الرغبة في وقف إيرادات موسكو، ومخاطر فقدان قدر كبير من الإمدادات من السوق العالمية.

ويرغب الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع في حظر واردات الغاز الروسي المنقولة عبر مسارات، قطعت فيها روسيا الإمدادات، وفقاً لتقرير نشرته الصحيفة في وقت سابق.

وتستخدم المصافي الهندية نفطاً خاماً من دول مختلفة، من بينها روسيا، ما يجعل تحديد المنشأ الأصلي لبرميل الديزل أو النزين أمراً صعباً. 

في هذا السياق، قال محلل لأسواق النفط، إن الهند ودولاً أخرى ربما تتوقف عن شراء النفط الخام الروسي إذا رأت أن سوق الاتحاد الأوروبي قد تتوقف عن شراء صادراتها من الوقود المكرر.

ومنذ أن شنت روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، الذي وصفه الكرملين بأنه "عملية عسكرية خاصة"، تبنى الاتحاد الأوروبي 10 حزم من العقوبات ضد أفراد وشركات روسية، ما تسبب في صعوبات اقتصادية وجعل تمويل الحرب الروسية أكثر صعوبة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات