وجّهت مجموعة "الحوار الأمني الرباعي" (كواد) التي تضم الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، السبت، انتقادات مبطّنة للصين في القمة التي عقدت بهيروشيما، ملمحةً إلى أن الأخيرة تسعى إلى "زيادة نفوذها" و"توسّعها العسكري" في منطقة المحيط الهادئ.
ولم يشر القادة الأربعة في المجموعة صراحة إلى الصين، لكن البيان المشترك لـ"كواد" أشار إلى القوة الشيوعية العظمى في دعوته إلى "السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وأعرب البيان عن معارضة المجموعة "الشديدة لزعزعة الاستقرار أو الأنشطة الأحادية التي ترمي إلى تغيير الوضع القائم بالقوة أو الإكراه".
وصيغ البيان بلغة دبلوماسية بدا أنها تشير إلى سياسات اقتصادية تعتمدها الصين لزيادة نفوذها في دول فقيرة وتوسّعها العسكري في منطقة المحيط الهادئ، بحسب وكالة "فرانس برس".
وأعرب البيان عن "مخاوف جدية إزاء عسكرة" نزاعات و"الاستخدام الخطير لخفر السواحل وسفن بحرية، وجهود إعاقة أنشطة تمارسها بلدان أخرى لاستغلال مواردها البحرية"، في إشارة واضحة إلى بناء الصين قواعد على شعاب بحرية سابقة ومضايقتها سفناً غير صينية في مياه متنازع عليها.
الديون الصينية
وأكد قادة دول "كواد" دعم المجموعة تحسين البنى التحتية في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، مشيرين في انتقاد جديد يبدو أنه موجّه للصين، إلى سعيهم للمساهمة في استثمارات كتلك "دون فرض ديون لا قدرة على تحمّلها" لدى متلقّي المساعدة.
ومن بين المشاريع التي سلّط قادة "كواد" الضوء عليها "الحاجة الملّحة لدعم إقامة شبكات كابلات بحرية عالية الجودة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تعد أساسية للنمو والازدهار العالميين".
وأعلن قادة "كواد" عن شراكة ترمي للاستفادة من خبرات بلدانهم في قطاع الكابلات البحرية المتخصصة، مشيرين كذلك لـ"توسيع نطاق برنامج تجريبي قائم لرصد عمليات الصيد غير المشروع بواسطة تقنيات متطورة".
وأعربوا عن "قلقهم البالغ" إزاء القمع في بورما، كما دانوا "اختبارات كوريا الشمالية الصاروخية المزعزعة للاستقرار وسعيها المستمر لأسلحة نووية في انتهاك لقرارات عدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي".
"منبر مهم للسلام"
بدوره، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في كلمة خلال الاجتماع إن بلاده ستستضيف العام المقبل قمة مجموعة "الحوار الأمني الرباعي"، معتبراً أن "المجموعة منبر مهم للسلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي".
بدوره، ذكر الرئيس الأميركي جو بايدن في الاجتماع ذاته، أن "مهمة المجموعة، تعزيز حرية منطقة المحيطين وانفتاحها وأمنها"، لافتاً إلى أن "كواد حققت تقدماً كبيراً في مجال أمن المنطقة لذلك نطلق مبادرات جديدة لمواصلة هذا التقدم منها بناء شبكات اتصالات آمنة في منطقة المحيطين".
وكان من المقرر أن يستضيف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ومودي في سيدني الأسبوع المقبل، لكن بايدن قرّر الانسحاب من الاجتماع المقرر وأعلن أنه سيغادر اليابان، الأحد، بعد قمة مجموعة السبع للعودة إلى واشنطن لمواصلة المفاوضات مع خصومه الجمهوريين بشأن رفع سقف الدين العام الأميركي.
واعتذر بايدن عن التغيير الذي طرأ على جدول الأعمال، ودعا ألبانيزي لإجراء زيارة دولة إلى الولايات المتحدة.
استياء صيني
وعقد قادة مجموعة "كواد" اجتماعهم خلال وجودهم في هيروشيما للمشاركة في قمة مجموعة السبع التي شدد قادتها في بيان على معارضتهم لـ"أنشطة العسكرة" التي تمارسها الصين في منطقة آسيا المحيط الهادئ، لكنهم أكّدوا أيضاً إرادتهم بناء "علاقات بنّاءة ومستقرة" مع بكين.
وفي المقابل، أبدت الخارجية الصينية في بيان "استياءها الشديد" إزاء بيان مجموعة السبع، منددةً بـ"إصرار مجموعة السبع على التلاعب في قضايا على صلة بالصين، وبتشويه سمعة الصين ومهاجمتها".