اللاجئون السوريون.. "ورقة انتخابية" ترجح كفة رئيس تركيا القادم

time reading iconدقائق القراءة - 7
أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال فعالية انتخابية في إسطنبول قبل جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة. 26 مايو 2023 - REUTERS
أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال فعالية انتخابية في إسطنبول قبل جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة. 26 مايو 2023 - REUTERS
إسطنبول -أ ف بالشرق

اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، حملته الانتخابية استعداداً للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية المقررة، الأحد، بمهرجان شعبي بميدان أسنلار في مدينة إسطنبول حضره عشرات الآلاف من أنصاره.

وشدد أردوغان الذي تقدم السباق في الجولة الأولى من الانتخابات التي اجريت في 14 مايو الجاري، على "محاربة الإرهاب"، متهماً خصمه كمال كيليجدار أغلو بـ"التحالف مع الارهابين"، مشيراً في ذلك الى اتفاق الأخير مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.

وحث أردوغان، أنصاره، على التوجه إلى صناديق الاقتراع وعدم التراخي والتلكؤ. 

اتفاق على إعادة اللاجئين

وتبرز قضية اللاجئين في تركيا بشكل واضح في انتخابات الرئاسة، خاصة في الجولة الثانية، إذ تعهد أردوغان بأن بلاده "لن تعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم عبر الطرد أو الإجبار"، مشيراً إلى الإعادة  ستكون "ضمن المعايير الإنسانية إلى مساكن ستبنيها تركيا في الشمال السوري لذلك الغرض".

وقال أردوغان، الجمعة، "لن نعيد السوريين إلى بلادهم طرداً أو قسراً، سنعيدهم بشكل يليق بالقيم الإنسانية والإسلامية"، مضيفاً أن "مؤسسات الدولة والمنظمات المدنية في تركيا أنشأت منازل من الطوب في شمال سوريا".

وأوضح الرئيس التركي، خلال مشاركته، في فعالية بمدينة إسطنبول بعنوان "صناعة قوية.. تركيا قوية"، أن العمل جارٍ لبناء منازل جديدة تستوعب نحو مليون سوري، وذلك بدعم من قطر.

وتابع: "بالأمس توجه وزير داخليتنا سليمان صويلو إلى الشمال السوري، وأشرف على وضع حجر الأساس لمشروع المنازل، ومع هذا المشروع نكون قد بدأنا بتأسيس البنية التحتية للعودة الطوعية للسوريين إلى تلك المناطق".

على الطرف الآخر، اتهم مرشح "تحالف الأمة" المعارض في تركيا، زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، حكومة أ ردوغان بالفشل في "حماية الحدود وجلب 10ملايين لاجئ إلى تركيا بهدف الحصول على أصواتهم في الانتخابات"، مشدداً على أنه في حال الوصول إلى السلطة سيعيدهم إلى بلادهم خلال سنة على حد أقصى.

وقد اختفى أوغلو (74 عاماً) الذي فوجىء، كما يبدو، بنتيجة الجولة الأولى من الانتخابات التي لم يتوقعها، عن الشاشات غداة يوم 14 مايو لكي يظهر مجدداً ويجدد حملته بحزم.

وانتهى زمن الابتسامات ورسم القلب بأصابع اليد الذي أصبح رمزاً لتجمعات كمال كيليجدار أغلو الانتخابية، وحل محله "رفع القبضة" بحزم، لإعلان عزمه إبعاد اللاجئين السوريين "في اليوم التالي للفوز".

وهو تهديد كرره بعد أيام حين وعد بأن تركيا لن تصبح مجدداً "مخزن مهاجرين". منذ ذلك الحين، خفف المرشح لهجته حيال السوريين وطالب أوروبا بأن تؤدي قسطها قائلاً "نحن نتخبط بهذه المشاكل لجلب الراحة لأوروبا، سنصلح هذا الأمر، سترون".

وتستقبل تركيا 3.4 مليون لاجىء سوري على الأقل (بحسب الأرقام الرسمية)، ومئات الآلاف من الأفغان والإيرانيين والعراقيين، وتأتي في مقدمة بلدان العالم المضيفة للاجئين.

آمال في التمديد وطموحات بالتغيير 

ويأمل أردوغان، بعد أكثر من 20 عاماً من وصوله وحزب العدالة والتنمية للسلطة، في تمديد فترة حكمه كأطول الحكام بقاءً في السلطة في تركيا الحديثة.

وتحدى أداء أردوغان في الجولة الأولى بالانتخابات (14 مايو)، عندما تمكن من حشد الناخبين المحافظين، التوقعات والطموحات بإنهاء حكمه.

ومن شأن فوز الرئيس التركي أن يرسخ حكمه، ويعيد تشكيل الدولة العلمانية التي تأسست قبل 100 عام لتناسب رؤيته المحافظة مع تعزيز سلطته فيما يعتبره معارضوه توجهاً نحو السلطوية.

وتلقى أردوغان قبل أيام دعماً من المرشح القومي المتشدد سنان أوغان مما عزز موقفه، وزاد من التحديات التي يواجهها كيليجدار أوغلو في جولة الإعادة.

وفي جولة الانتخابات الأولى في 14 من مايو ، حصل أردوغان على 49.5% من الأصوات، وهي تقل قليلاً عن الأغلبية اللازمة لتجنب جولة إعادة لانتخابات يُنظر لها باعتبارها استفتاء على حكمه.

كيليجدار أوغلو هو مرشح المعارضة الرئيسي ورئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.

وطرح أغلو على الناخبين برنامجاً شاملاً ووعوداً بتحسين النظام الديمقراطي، بما في ذلك العودة إلى النظام البرلماني لإدارة البلاد، واستقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن أردوغان استغله لقمع المعارضة.

لكنه بدأ منذ 14 مايو تشديد لهجة خطاباته في محاولة لاستمالة الناخبين القوميين من أجل هزيمة أردوغان، متعهداً بإعادة ملايين اللاجئين إلى بلادهم.

وأكدت الأحزاب الموالية للأكراد في تركيا، الخميس، استمرار دعم كيليجدار أوغلو في جولة الإعادة دون ذكر اسمه، وذلك بعد يوم من إبداء غضبها من اتفاقه مع حزب الظفر اليميني المتطرف.

وأعلن أوميت أوزداغ، زعيم حزب الظفر، تأييده لكيليجدار أوغلو، الأربعاء، مما قد يمنحه دفعة في مواجهة تأثير دعم أوغان لأردوغان.

وحصل حزب الظفر على تأييد 2.2% من الناخبين في انتخابات البرلمان.

وحصل كيليجدار أوغلو، وهو مرشح تحالف يضم 6 أحزاب (تحالف الأمة)، على تأييد 44.9% من الناخبين. 

وأقر استفتاء أُجري عام 2017، بفارق ضئيل، تحرك أردوغان لتوسيع سلطات الرئاسة وجعل رئيس الدولة رئيسا للحكومة وألغى منصب رئيس الوزراء.

وبصفته رئيساً للبلاد، يحدد أردوغان السياسات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والشؤون الداخلية والدولية.

قضايا تحديد المصير

ويحدد التصويت ليس فقط من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 85 مليون نسمة، ولكن أيضاً كيف ستتم إدارتها، وإلى أين يتجه اقتصادها وسط أزمة غلاء المعيشة المتفاقمة، كما سيحدد مسار سياساتها الخارجية.

والاقتصاد التركي هو أيضاً في بؤرة التركيز. ويقول خبراء اقتصاد إن سياسة أردوغان غير التقليدية المتمثلة في خفض أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع الأسعار هي التي زادت التضخم إلى 85% العام الماضي، وأدت إلى هبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدى العقد الماضي.

وتعهد كيليجدار أوغلو بالعودة إلى تنفيذ سياسات اقتصادية تقليدية واستعادة استقلال البنك المركزي التركي.

وفيما يتعلق بالشؤون الخارجية، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه في ظل حكم أردوغان، وأقامت علاقات أوثق مع روسيا، بينما شهدت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توتراً على نحو متزايد.

كما توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق بين موسكو وكييف لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية وأعلن أردوغان الأسبوع الماضي أحدث تمديد للاتفاق لمدة شهرين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات