الإمارات تعلن انسحابها من تحالف بحري بقيادة أميركا في الخليج

time reading iconدقائق القراءة - 5
علم دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة أبو ظبي. - وام
علم دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة أبو ظبي. - وام
دبي -الشرق

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة رفضها لما وصفته بـ"التوصيفات الخاطئة" التي وردت في تقارير صحافية، بشأن محادثاتها مع الولايات المتحدة بخصوص "الأمن البحري". وكشفت أنها "انسحبت من مشاركتها في القوة البحرية الموحدة في الخليج منذ شهرين"، بناءً على "تقييمها المستمر للتعاون الأمني مع الشركاء".

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان مقتضب نشرته "وكالة أنباء الإمارات" (وام)، الثلاثاء، إن "دولة الإمارات تلتزم بالحوار السلمي والسبل الدبلوماسية كوسائل لتعزيز الأهداف المشتركة والمتمثلة في الأمن والاستقرار الإقليميين".

وأشار البيان إلى أنه "نتيجةً لتقييمنا المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء، انسحبت دولة الإمارات منذ شهرين من مشاركتها في القوة البحرية الموحدة".

وأكد البيان "التزام دولة الإمارات بضمان سلامة الملاحة في بحارها بشكلٍ مسؤول، وفقاً للقانون الدولي".

يشار إلى أن القوة البحرية الموحدة في الخليج تتألف من 34 دولة، ويقع مقرها في القاعدة البحرية الأميركية في البحرين. وهي (القوة) تعمل على "ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب والقرصنة في البحر الأحمر والخليج".

"شكوى وإحباط"

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلت عن مسؤولين في الولايات المتحدة والخليج، الثلاثاء، قولهم إن الإمارات "مارست ضغوطاً على الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات أكثر قوة في الخليج لردع إيران، بعد سيطرة الأخيرة على ناقلتي نفط في خليج عمان في الأسابيع الأخيرة".

وأشارت "وول ستريت جورنال" في تقرير إلى أن الإمارات "أبلغت شكواها إلى مسؤولين أميركيين في أبو ظبي وواشنطن في الأسابيع الأخيرة". ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الشكاوى "تعكس لحظة إحباط جديدة بين شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشأن الأمن في الخليج العربي، حيث تمر ثلث الإمدادات النفطية المنقولة بحراً عبره".

وأفادت الصحيفة بأن مسؤولين خليجيين قالوا إن "الولايات المتحدة فشلت في اتخاذ الإجراءات الكافية لردع هجمات عملاء إيران في السنوات الأخيرة، ما يقوض إيمانهم بالتزام واشنطن تجاه الإقليم".

القرصنة الإيرانية

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن نظرائهم في الإمارات "كانوا محبطين جراء غياب رد أميركي على سيطرة إيران على ناقلتي نفط في 27 أبريل وفي 3 مايو".

وكانت إحدى الناقلتين المذكورتين تحمل خاماً كويتياً إلى شركة شيفرون الأميركية في هيوستن، فيما كانت الأخرى تعبر من إمارة دبي إلى إمارة الفجيرة في دولة الإمارات.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين أبلغوها بأن سيطرة إيران على الناقلة الثانية التي غادرت من دبي، "أغضبت الإمارات، لأن ذلك قد يعطي انطباعاً بأن مياهها ليست آمنة للملاحة".

وتحدثت "وول ستريت جورنال" عن "مقارنة مسؤول أميركي بين الرد الإماراتي (الحالي)، وغضب الإمارات في يناير 2022، التي انزعجت في حينه من بطء الدعم الأميركي للدولة الخليجية عقب شن جماعة الحوثي المدعومة من إيران هجوماً بمسيرة على العاصمة أبو ظبي ما أدى إلى سقوط 3 أشخاص".

وقالت الصحيفة إن "المسؤولين الإماراتيين الذين قارنوا بين هجوم يناير 2022، وهجوم تنظيم القاعدة على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر 2001، كانوا غاضبين من استغراق الولايات المتحدة أسبوعين لإرسال بارجة حربية والمزيد من المقاتلات إلى المنطقة لدعم الإمارات".

إقرار أميركي

وقالت "وول ستريت جورنال" إن مسؤولين أميركيين "أقروا بأنهم قللوا من التهديد الذي رآه الإماراتيون في الهجوم (على أبو ظبي)، ولكنهم أشاروا إلى استخدام أنظمة دفاعية أميركية لإسقاط الصواريخ التي أطلقتها جماعة الحوثي على العاصمة الإماراتية، كدليل على التزامهم الأمني تجاه دول المنطقة".

وذكّرت الصحيفة بأن رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، الذي كان لا يزال ولي عهد الإمارات وقت الهجوم، "رفض تلقي مكالمة من الرئيس الأميركي جو بايدن عقب الهجوم، لمحاولة تهدئة مخاوف الإمارات".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم "يتفهمون مخاوف الإمارات، وأنهم يعملون مع الشركاء في الخليج، لردع إيران عن استهداف السفن التجارية في الإقليم".

تجدر الإشارة إلى أن البحرية الأميركية سبق أن أنشأت وحدة عمل خاصة تستخدم مسيرات ملاحية بحرية لتوسيع قدراتها على الرد على التهديدات في منطقة الخليج العربي.

وختمت "وول ستريت جورنال" تقريرها، بالإشارة إلى تأكيد المتحدث باسم الأسطول الأميركي الخامس تيم هوكينز على أن "لدى الولايات المتحدة روابط بحرية قوية في الشرق الأوسط تمكنها من الرد على العدوان الإيراني بطريقة متعاونة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات