
حض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، الغرب، على تقديم "ضمانات ملموسة وذات مصداقية" إلى أوكرانيا، فيما أكد "حتمية" الدفاع الأوروبي المشترك، معتبراً، في الوقت ذاته، أن الغزو الروسي لأوكرانيا "أيقظ" حلف الناتو "عبر أسوأ صدمة".
وأضاف ماكرون في منتدى "جلوبسيك" في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، أنه "على الغرب تقديم ضمانات أمنية ملموسة وذات مصداقية لأوكرانيا، من خلال طموح أكبر مما كان عليه حتى الآن".
وتابع: "اليوم تحمي أوكرانيا أوروبا وهي مجهزة بمعدات عسكرية كبرى، لدرجة أنه من مصلحة الغرب أن تكون لديها ضمانات أمنية موثوقة معنا في إطار متعدد الأطراف".
وأكد الرئيس الفرنسي أن اتفاقية "أوروبا الدفاعية" تعد الركيزة الأوروبية في حلف "الناتو" وهي بمثابة "أمر حتمي لكي تكون هناك مصداقية على المدى الطويل"، داعياً الأوروبيين إلى امتلاك "قدرة ضرب في العمق"، كما دعا أيضاً إلى شراء أسلحة أوروبية.
"روسيا الغد"
كما دعا ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في حوكمته وابتكار عدة صيغ لتلبية تطلعات عضوية دول في أوروبا الشرقية والبلقان، معلناً عشية قمة الجماعة السياسية الأوروبية في كيشيناو (عاصمة مولدوفا) والتي تضم 47 دولة "إنها الطريقة الوحيدة للاستجابة للتوقعات المشروعة لدول غرب البلقان ومولدوفا وأوكرانيا، التي يجب أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي والحفاظ على فعالية جيوسياسية".
ولفت إلى أن ذلك الملف سيكون موضوع نقاشات جماعية في الأسابيع المقبلة بحلول قمة "الناتو" المقررة في يوليو المقبل في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
وتابع في هذا الصدد: "يعود إلينا نحن الأوروبيون في المستقبل أن نمتلك قدرتنا الخاصة على الدفاع عن أنفسنا وإدارة جوارنا".
وأضاف: "جغرافيتنا لن تتغير. روسيا ستبقى روسيا مع نفس الحدود ويجب أن نبني فضاءً، يتيح لنا التعايش بأكثر الطرق سلمية، دون أي سذاجة، مع روسيا الغد"، معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أيقظ الحلف عبر أسوأ صدمة من خلال غزو أوكرانيا".
وقال: "نحتاج اليوم إلى مساعدة أوكرانيا بكل الوسائل للقيام بهجوم مضاد فعال. هذا أمر حتمي. وهو ما نقوم به.علينا تكثيفه لأن ما هو على المحك في الأشهر المقبلة هو إمكانية سلام يتم اختياره وبالتالي يكون دائماً".
كوريا الشمالية وكوسوفو
على الجانب الآخر، حضت فرنسا، كوريا الشمالية على "وضع حد فوري" لأعمالها المزعزعة للاستقرار، بعد أن حاولت بيونج يانج إطلاق قمر تجسس صناعي تحطم في البحر بعد فشل إطلاق الصاروخ الحامل للقمر الصناعي.
وقالت الخارجية الفرنسية، إن باريس "تدين بشدة" المحاولة التي نفذت "في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن".
كما أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "مسؤولية" سلطات كوسوفو في تفاقم الأوضاع في هذا البلد بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن جرح 30 جندياً من القوة التابعة لحلف الناتو.
وقال ماكرون: "من الواضح جداً أن هناك مسؤولية تقع على عاتق سلطات كوسوفو في الوضع الحالي وفشلاً في احترام اتفاق مع أنه كان مهماً وتم إبرامه قبل أسابيع فقط. قلنا بشكل واضح للسلطات الكوسوفية إن تنظيم هذه الانتخابات خطأ".