يجتمع حوالى 50 من القادة الأوروبيين، الخميس، في مولدوفا الدولة الصغيرة التي تشهد على غزو أوكرانيا المجاورة من قرب، وتعيش في خوف من احتمال زعزعة روسيا استقرارها، لتوجيه رسالة قوية إلى موسكو بأن كيشيناو ليست وحدها.
ويبدأ وصول رؤساء دول وحكومات 47 بلداً لحضور قمة "المجموعة السياسية الأوروبية"، اعتبارًا من الساعة 07,30 بتوقيت جرينتش إلى قلعة ميمي، وهي مصنع نبيذ يقع في قرية بولبواكا على بعد نحو 35 كيلومتراً عن العاصمة كيشيناو.
ووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قلعة ميمي، ليكون أول رئيس تستقبله رئيسة مولدوفا مايا ساندو على السجادة الحمراء.
وزار زيلينسكي الكثير من الدول في الأسابيع الأخيرة، وبينها إيطاليا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والسعودية، حيث حضر قمة "جامعة الدول العربية"، واليابان حيث حضر قمة "مجموعة السبع".
في المقابل، سيتغيّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعيد انتخابه الأسبوع الماضي عن الاجتماع، وفقاً لما أفادت به مصادر دبلوماسية.
منتدى أوسع من الاتحاد الأوروبي
ويعد منتدى مولدوفا، أوسع من الاتحاد الأوروبي (20 بلداً مدعواً بالإضافة إلى 27 دولة عضو في الكتلة) وأطلق فكرته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو يجمع دولاً ذات اهتمامات استراتيجية مختلفة مثل أرمينيا وأيسلندا والنرويج وسويسرا وتركيا والمملكة المتحدة وصربيا وأذربيجان..
"مولدوفا ليست وحدها"
بالنسبة إلى مولدوفا، يشكل هذا التجمع محطة مهمة وفرصة للتعبير مجدداً - بقوة - عن إرادتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في أقرب فرصة.
وقالت رئيسة مولدوفا مايا ساندو الأربعاء، إن "وجود جميع هؤلاء القادة في بلادنا يبعث برسالة واضحة مفادها أن مولدوفا ليست وحدها"، مشددة على أن "مكان مولدوفا في الاتحاد الأوروبي".
وتلقت ساندو رسالة تشجيع من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي أشادت بـ"التقدم الهائل" الذي حققته البلاد في إصلاحاتها.
ويشكل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مسألة عاجلة بالنسبة إلى أوكرانيا التي تحتلها القوات الروسية جزئياً.
وعل الرغم من أن أوكرانيا حصلت على وضع "مرشح رسمي" ومثلها مولدوفا في يونيو 2022، فإن الطريق ما زال طويلاً.
ودعا الرئيس فرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في حوكمته و"ابتكار صيغ عدة" لتلبية هذه التطلعات.
ويتوقع أيضا أن يناقش القادة المجتمعون، الخميس، أمن أوكرانيا، في الوقت الذي يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوسلو للرد على طلب كييف للانضمام إلى هذا التحالف العسكري.
كوسوفو على الطاولة
وستكون قمة "المجموعة السياسية الأوروبية" مناسبة لبعض المناقشات الثنائية أو بحضور محدود بين القادة، ما قد يساهم في خفض التوتر في شمال كوسوفو حيث اندلعت أعمال عنف نهاية الأسبوع الماضي بين الشرطة ومتظاهرين صرب.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن رغبته في لقاء رئيس كوسوفو والرئيس الصربي الخميس مع المستشار الألماني أولاف شولتز.
ودان ماكرون الأربعاء "مسؤولية" سلطات كوسوفو في تفاقم الأوضاع في هذا البلد بعد الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عم إصابة 30 جنديا من قوات الناتو.
وقاطع الصرب الانتخابات البلدية التي جرت في أبريل في هذه المناطق تحدياً لبريشتينا وأسفرت عن انتخاب رؤساء بلديات ألبان بنسبة إقبال تقل عن 3,5 %. أشعل تنصيبهم الأسبوع الماضي من قبل حكومة كوسوفو أزمة جديدة.
أرمينيا وأذربيجان
من جانب آخر، يفترض أن يجتمع لرئيس الوزراء الأرمني والرئيس الأذربيجاني، برعاية إيمانويل ماكرون وأولاف شولتز ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
وتتواجه يريفان وباكو منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية التي تسكنها غالبية من الأرمن.
وتكثفت المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان ويبدو أنها أحرزت تقدماً في الأسابيع الأخيرة، بدفع من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وكان رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف التقيا في القمة الأولى للمجموعة السياسية الأوروبية في براغ.