ضغوط دولية متصاعدة على كوسوفو وصربيا لوقف التوتر

time reading iconدقائق القراءة - 5
فيوسا عثماني رئيسة كوسوفو تتوسط المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضورهم قمة المجموعة السياسية الأوروبية، بلباكاو، مولدوفا. 1 يونيو 2023 - AFP
فيوسا عثماني رئيسة كوسوفو تتوسط المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضورهم قمة المجموعة السياسية الأوروبية، بلباكاو، مولدوفا. 1 يونيو 2023 - AFP
زفيتشان/بلباكاو-أ ف ب

طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز الخميس، بتنظيم انتخابات جديدة في البلديات المتنازع عليها في شمال كوسوفو الذي شهد مواجهات أخيراً، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى خفض التوتر في الإقليم.

وواصل متظاهرون صرب، الخميس، تحركهم المعارض لتسلم رؤساء بلديات ألبان مناصبهم في شمال كوسوفو الذي شهد مواجهات مع قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، فيما يتصاعد الضغط الدولي على بريشتينا وبلجراد لوقف تصاعد التوتر.

وعقد الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني اجتماعاً رباعياً مع رئيسي صربيا وكوسوفو  على هامش قمة المجموعة السياسية الأوروبية في كيشيناو (مولدوفا).

وقال ماكرون: "طالبنا الطرفين بتنظيم انتخابات جديدة في هذه البلديات الأربع في أقرب وقت، مع التزام من كوسوفو ومشاركة في هذه الانتخابات بشكل واضح من جانب الصرب". وشدد على أن "قرارات واضحة مطلوبة من الرئيسين للأسبوع المقبل".

وأوضحت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني بعد ذلك أنها "مستعدة للتفكير" بهذا الاحتمال.

وإذا كانت القوى الكبرى لا سيما باريس وواشنطن حملت في بادىء الأمر مسؤولية الحوادث الأخيرة لبريشتينا، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا الخميس، قادة صربيا وكوسوفو إلى خفض التوتر.

وقال في ختام اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي في أوسلو: "ندعو حكومتي كوسوفو وصربيا إلى اتخاذ اجراءات فورية لخفض تصعيد التوتر". وأضاف أن "التصعيد الحالي" يعرض للخطر طموحاتهما للانضمام الى أوروبا.

صدامات

ميدانياً، في زفيتشان (شمال)، المدينة التي وقعت فيها صدامات في مطلع الأسبوع بين متظاهرين صرب وجنود من قوة الأطلسي (كفور)، تجمع عشرات من الصرب مرة أخرى الخميس، قرب مبنى البلدية لكن عددهم كان أقل مما سجل في الأيام الماضية. وكانت بينهم مجموعة من عمال منجم تريبكا كما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس.

في هذا المكان، أصيب حوالى ثلاثين جندياً من قوة الأطلسي وخمسين متظاهراً صربياً في صدامات الاثنين.

ويحظى المبنى البلدي بحماية منذ الثلاثاء، من قبل عناصر كفور التي عززت الأربعاء دفاعاتها بالأسلاك الشائكة والحواجز المعدنية.

وتمركز عسكريون من كفور أيضاً، الخميس، على محاور طرق عدة تؤدي إلى وسط المدينة، تلبية لدعوة من الحزب الصربي المحلي الرئيسي، بعد حوادث تعرضت فيها سيارتان لشرطة كوسوفو لرشق بالحجارة الاربعاء من قبل مجموعة أشخاص "مقنعين".

أزمات متتالية في المنطقة

وأعلنت وزارة الداخلية في كوسوفو أن شرطياً أصيب بجروح وتحطمت نوافذ السيارات.

وقاطع الصرب الانتخابات البلدية في أبريل في أربع بلدات في شمال كوسوفو حيث يشكلون غالبية، ما أدى إلى انتخاب رؤساء بلديات ألبان مع نسبة مشاركة تقل عن 3,5%.

وأدى تنصيبهم في مهامهم الأسبوع الماضي من قبل حكومة كوسوفو إلى توترات. واندلعت الصدامات أولاً الجمعة، بين المتظاهرين والقوات الخاصة من شرطة كوسوفو.

وطالب المتظاهرون برحيل رؤساء البلديات الألبان الذين اعتبروا "غير شرعيين" وكذلك رحيل شرطة كوسوفو.

ولم تعترف صربيا بدعم من حلفائها الروس والصينيين، أبدا بالاستقلال الذي أعلنه إقليمها السابق في 2008 بعد عقد من حرب دامية بين القوات الصربية والمتمردين الألبان الانفصاليين. وتشجع حوالى 120 ألف صربي يقيمون هناك (ما بين 6% و7% من السكان) على تحدي سلطات بريشتينا.

وتتجه المنطقة من أزمة إلى أخرى منذ سنوات وقرر حلف شمال الأطلسي نشر 700 جندي إضافي هناك.

تظاهرات للألبان

في حادث جديد في الجانب الصربي من مدينة ميتروفيتسا (شمال) المقسمة، تعرض ألبانيان لهجوم وأصيبا بجروح على أيدي "مجموعة مجرمين مقنعين ومنظمين لهذا الهجوم" كما أعلنت شرطة كوسوفو في بيان.

في هذه المدينة، تظاهر مئات من ألبان كوسوفو ومعظمهم من الشباب الذين لبوا دعوات أطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي، لأقل من ساعة بالقرب من جسر فوق نهر إيبار الفاصل بين شطري المدينة. ولوح المتظاهرون بالاعلام الألبانية ورددوا هتافات: "ميتروفيتسا لا يمكن تقسيمها" كما أفادت مراسلة وكالة "فرانس برس".

وكانوا يعتزمون التوجه إلى القسم الشمالي من المدينة حيث تقيم غالبية صربية، لكن طوقاً أمنياً كبيراً منعهم من المرور نحو الجسر.

ودعت شرطة كوسوفو إلى عدم المشاركة في تلك التظاهرة لتجنب تأجيج الوضع.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات