
أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في لقاء على هامش الاجتماع الوزاري لأصدقاء مجموعة "بريكس" في جنوب إفريقيا عن "تطلعهما إلى تكثيف اللقاءات التشاورية" و"بحث سبل التعاون لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات الثنائية".
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن اللقاء "بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات"، إضافة إلى "متابعة خطوات تنفيذ اتفاق البلدين الموقع في بكين، بما فيه تكثيف العمل الثنائي لضمان تحقيق الأمن والسلم الدوليين".
ووفقاً للبيان، عبّر الجانبان عن "تطلعهما إلى تكثيف اللقاءات التشاورية وبحث سبل التعاون لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف".
وأجرت السعودية وإيران مباحثات عدة، استمرت على مدار عامين، في بغداد ومسقط، توّجت باتفاق أبرم في العاصمة الصينية بكين في 10 مارس، على عودة العلاقات بين البلدين، وتبادل البعثات الدبلوماسية خلال شهرين من توقيع الاتفاق.
وقطعت إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسيّة في عام 2016، عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد (شمال شرق).
واعتبر وزير الخارجية السعودي، في أعقاب توقيع الاتفاق بين البلدين، أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران "يأتي انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار"، فيما أشار نظيره الإيراني إلى أن عودة العلاقات "توفر إمكانات هائلة للبلدين والمنطقة".
وحظي الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية، بترحيب دولي واسع، باعتبارها "خطوة تدفع باتجاه الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط".
وذكرت وسائل إعلام إيرانية في مايو الماضي أن طهران عينت مساعد وزير الخارجية، علي رضا عنايتي، سفيراً جديدا لها لدى السعودية.
اجتماعات بريكس
وأجرى مسؤولون كبار من أكثر من 12 دولة من بينها السعودية وإيران محادثات لتعزيز العلاقات مع مجموعة "بريكس" في اجتماعات للمجموعة تستهدف توثيق الروابط بينها وجعلها قوة مقابلة للغرب.
وتبحث دول "بريكس" التي تتألف الآن من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا توسيع عضويتها وأبدى عدد متزايد من البلدان، معظمها من جنوب العالم اهتماماً بالانضمام.
وظهر في برنامج رسمي أن السعودية وإيران والإمارات وكوبا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر القمر والجابون وكازاخستان أرسلت ممثلين إلى كيب تاون للمشاركة في محادثات يطلق عليها "أصدقاء بريكس"، بحسب وكالة "رويترز" التي قالت إن مصر والأرجنتين وبنجلادش وغينيا بيساو وإندونيسيا شاركت عن بعد عبر الإنترنت.
"مبادئ عدم التدخل"
وأوضح الوزير السعودي في كلمة له خلال الاجتماع الوزاري لأصدقاء مجموعة "بريكس" بمدينة كيب تاون أن بلاده "تتشارك مع دول المجموعة قيمٌ أساسية، وهي الإيمان بأن العلاقات بين الدول تقوم على مبادئ احترام السيادة وعدم التدخل والتمسك بالقانون الدولي".
وأضاف أن "المملكة تتشارك أيضاً مع دول (بريكس) الإيمان بأهمية السلام والأمن والاستقرار من أجل إعادة تركيز الجهود نحو التنمية الوطنية والازدهار المشترك".