روسيا تدعو لإدانة أوكرانيا بعد تفجير سد كاخوفكا.. وزيلينسكي: الهجوم المضاد لن يتأثر

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة تظهر الضرر الذي لحق بسد نوفا كاخوفكا في خيرسون بجنوب أوكرانيا. 5 يونيو 2023 - REUTERS
صورة تظهر الضرر الذي لحق بسد نوفا كاخوفكا في خيرسون بجنوب أوكرانيا. 5 يونيو 2023 - REUTERS
كييف/ موسكو/ نيويورك/ دبي-الشرقرويترزأ ف ب

دعت روسيا، الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى إدانة كييف، بعد التدمير الجزئي لسد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا، التي قال رئيسها فولوديمير زيلينسكي إن الأمر لن يؤثر على خطط كييف لشن هجوم مضاد.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "ندعو المجتمع الدولي إلى إدانة الأعمال الإجرامية للسلطات الأوكرانية، التي تعتبر غير إنسانية بشكل متزايد وتشكّل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والعالمي".

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم على السد لن يؤثر على خطط كييف للمضي قدماً بهجومها المضاد الرامي لاستعادة أراضيها من القوات الروسية.

وقال عبر "تيليجرام": "لم يؤثر انفجار السد على قدرة أوكرانيا على طرد الاحتلال من أراضيها"، مشيراً إلى أنه تواصل مع كبار قادة بلاده العسكريين وأن الجيش في أعلى مستويات الجهوزية.

الاستخبارات الأميركية

من ناحية أخرى، اتهمت الاستخبارات الأميركية روسيا بالوقوف وراء تفجير سد نوفا كاخوفكا، بحسب ما نقلت شبكة "NBC NEWS" عن مصادر لم تسمها.

ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤولين أميركيين وآخر غربي قولهم إن "إدارة الرئيس جو بايدن لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن موسكو هي الجاني الحقيقي في هذا الحادث (تفجير السد)"، موضحة أنه "كان من المفترض رفع السرية عن بعض المعلومات في هذا الشأن ومشاركتها في وقت مبكر الثلاثاء".

وتتناقض هذه التصريحات مع ما أعلنه البيت الأبيض، في بيان، قال فيه إن واشنطن غير قادرة على التحديد "بشكل قاطع" الجهة المسؤولة عن هجوم السد الأوكراني، مرجحاً سقوط العديد من الضحايا في التفجير.

كما قال المسؤول الغربي، في تصريحات لـ"NBC NEWS"، إن "الدافع وراء الانفجار لا يزال قيد التقييم، لكن يبدو أن الانهيار سيجعل من الصعب على القوات الأوكرانية معبر على النهر لدعم الهجوم المضاد الذي تشنه كييف لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية".

وفيما لا يزال الطرف المسؤول عن الحادث غير واضح، تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن تفجير السد، وألقت روسيا باللوم على ضربات أوكرانية في انهيار السد، فيما اتهمت كييف القوات الروسية بتفجيره.

وانهار السد الضخم في جنوب خيرسون جزئياً بعد تعرضه لتفجير، في وقت سابق الثلاثاء، ما أدى إلى غمر الفيضانات عدة قرى كلياً أو جزئياً، فيما بدأت السلطات الأوكرانية عمليات إجلاء ضخمة لسكان المناطق المتأثرة، والتي قدرت أعدادهم بنحو 17 ألفاً.

تنديد أممي

بدوره، اعتبر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن تدمير السد "نتيجة مدمرة أخرى" للحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن "مأساة اليوم مثال آخر على الثمن المروع للحرب الذي يدفعه الناس"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن الوصول إلى معلومات مستقلة عن الظروف التي أدت إلى تدمير السد". وذكر أن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني يسارعون في تقديم الدعم بالتنسيق مع حكومة أوكرانيا.

إجلاء 17 ألف شخص

وكانت أوكرانيا أعلنت إجلاء "أكثر من 17 ألف" مدني من مناطق غمرتها الفيضانات في محيط سد كاخوفكا، الذي دمر جزئياً في انفجار، خلال ساعة مبكرة الثلاثاء.

وقال المدعي العام الأوكراني أندريي كوستين عبر "تويتر": "أكثر من 40 ألف شخص معرضون لخطر التواجد في مناطق غمرتها الفيضانات.. تقوم السلطات الأوكرانية بإجلاء أكثر من 17 ألف شخص.. للأسف يوجد أكثر من 25 ألف مدني في الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية".

بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم المساعدات الضرورية والإنسانية لتخفيف تداعيات تدمير سد كاخوفكا.

وأضاف كوليبا، عبر "تويتر"، أنه أطلع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل هاتفياً على "تفجير روسيا لسد كاخوفكا والآثار المترتبة على الناس والبيئة".

ترقب في القرم

وفي شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، أعربت السلطات الموالية لموسكو عن قلقها بشأن إمدادات مياه الشرب التي كانت تعتمد على مخزون السد.

ويخلق تدمير السد أزمة إنسانية جديدة وسط منطقة الحرب ويتسبب في تحول جبهات القتال بينما تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد طال انتظاره لطرد القوات الروسية من أراضيها.

وتسيطر روسيا على السد منذ بداية الحرب على الرغم من أن القوات الأوكرانية أعادت السيطرة على الجانب الشمالي من النهر في العام الماضي. وتبادل الجانبان الاتهامات بالتخطيط لتدمير السد.

وقال حاكم القرم المدعوم من روسيا سيرجي أكسيونوف إن هناك خطراً من انخفاض مياه مستويات الماء في قناة شمال القرم التي تنقل الماء العذب من نهر دنيبرو إلى شبه جزيرة القرم.

وقال مسؤول عينته روسيا في بلدة نوفا كاخوفكا إنه تم إجلاء سكان نحو 300 منزل، وفقا لما ذكرته وكالة "تاس" المملوكة للدولة. وذكر أن على الأرجح سيكون من المستحيل إصلاح السد.

يأتي تدمير السد بينما تستعد أوكرانيا لهجوم مضاد طال انتظاره لطرد القوات الروسية من الأراضي التي سيطرت عليها خلال أكثر من 15 شهراً من القتال.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات