تواجه دول الاتحاد الأوروبي صعوبات في التوصل لاتفاق بشأن كيفية تنفيذ عقوبات جديدة ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا، إذ تواصل السجال على مدى صرامة تطبيقها.
وذكرت "بلومبرغ" في تقرير، الجمعة، أن الهدف الرئيسي للحزمة الـ11 من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، التي كان يأمل التكتل في تبنيها بالأساس خلال قمة مجموعة الدول السبع التي عُقدت في هيروشيما باليابان، الشهر الماضي، هو محاولة "سد الثغرات، والتصدي لأساليب التحايل الروسية"، لكن مبعوثي دول الاتحاد لم يتوصلوا إلى اتفاق خلال المباحثات الأخيرة التي عُقِدَت هذا الأسبوع.
وأشارت إلى أن هذا الهدف ذو أهمية خاصة، لا سيما في ما يتعلق باتخاذ إجراءات صارمة ضد قدرة موسكو على الحصول على تقنيات محظورة عن طريق دول أخرى، مثل أرمينيا وكازاخستان ودول أخرى في آسيا الوسطى، والتي تدخل في تصنيع أسلحة روسية في ساحة المعركة في أوكرانيا.
واقترحت المفوضية الأوروبية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، آلية جديدة لاستهداف البلدان التي لا تبذل جهوداً كافية لمنع روسيا من التهرّب من قيود التصدير، ولكن متحدثاً باسم المفوضية رفض الرد على طلب التعليق.
وأوضحت "بلومبرغ" أن "الهدف الأساسي لهذه الآلية يتمثل في ردع الحكومات عن مساعدة روسيا، ولكن في حال ثبت أن الضغط الدبلوماسي غير فعَال، فإن الآلية ستمنح الدول الأعضاء صلاحية اعتماد قيود تصدير تستهدف منتجات رئيسية، وستتضمن قائمتين، واحدة للسلع المحظورة، وأخرى للبلدان التي لا يمكن إرسال العناصر المدرجة في القائمة الأولى إليها".
ونقلت عن دبلوماسيين مطلعين على المناقشات التي أجريت خلال الأسابيع والأيام الماضية، لم تكشف عن هوياتهم، قولهم إن هناك مجموعة من البلدان، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، سعت إلى إضعاف معايير الاقتراح من خلال رفع مستوى القيود بشأن متى يمكن استهداف بلد ما، فضلاً عن تحجيمها لنطاق القطاعات التجارية التي يغطيها.
بينما تفضل بعض دول الاتحاد الأخرى استهداف الشركات أولاً وليس البلدان، على الرغم من الجدل بأنه من السهل إنشاء شركات جديدة، وأن مثل هذه الخطوة ستعني أنه سيتعين على التكتل ملاحقة كيانات جديدة ستظهر باستمرار.
مخاوف أوروبية
ونقلت "بلومبرغ" عن أحد الدبلوماسيين قوله، إن "ثمة مخاوف من أنه يمكن تخفيف هذه الآلية لدرجة أنه سيكون من الصعب للغاية تنفيذها بشكل فعّال، كما أنها ستصبح في نفس الوقت ضعيفة كإجراء رادع".
وأشار الدبلوماسيون إلى أن بعض حكومات الاتحاد تخشى أيضاً من أن يؤدي استهداف دول أخرى إلى "الإضرار بعلاقات التكتل مع تلك الدول، ودفعها إلى الاقتراب بشكل أكبر من روسيا".
واعتبرت "بلومبرغ" أن هذا الجدل كشف الأزمة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي في العمل على فرض عقوباته الخاصة بطريقة صارمة ومنسقة بين الدول الأعضاء، لافتة إلى أن الافتقار إلى وجود أدوات مشتركة بين الدول سيؤدي إلى تنفيذ العقوبات بشكل غير مكتمل، فضلاً عن أن تنفيذها سيرتبط بالإرادة السياسية الفردية للدول الأعضاء.
وفي غضون ذلك، لا تزال المجر واليونان ترغبان في رفع أسماء بعض شركاتهما من القائمة الأوكرانية السوداء، لما تسميه كييف "الرعاة الدوليين للحرب"، كما تمنعان إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ حزمة العقوبات الشاملة.
وقال عدد من الدبلوماسيين لـ"بلومبرغ"، إن المناقشات بشأن هذه المسألة لا تزال جارية على الرغم من أن القائمة الأوكرانية لا تمثل عقوبة، وليس لها أية عواقب قانونية، فيما قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، إنهم أعربوا عن ثقتهم بشأن إمكانية التوصل لتسوية جميع التفاصيل التي يجري مناقشتها الأسبوع المقبل.
اقرأ أيضاً: