يجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين، بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج في البيت الأبيض، لإجراء محادثات تتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا وقضايا متعلقة به، في ظل احتدام المنافسة على إيجاد شخصية جديدة تقود التحالف العسكري، خلفاً لستولتنبرج الذي تنتهي ولايته سبتمبر المقبل.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إن بايدن وستولتنبرج سيناقشان الغزو الروسي لأوكرانيا والجهود المبذولة لإقناع تركيا، العضو في الناتو، بالتراجع عن عرقلة انضمام السويد إلى التحالف العسكري، بعد موافقتها على انضمام فنلندا.
وصرح ستولتنبرج، الذي قاد الحلف منذ 2014 ومُددت ولايته 3 مرات، في وقت سابق من هذا العام بأنه "سيترك المنصب عندما تنتهي ولايته في سبتمبر المقبل"، لكن الأمور تزداد تعقيداً لإيجاد الشخصية التي ستحل مكانه.
سباق محموم
ووصل التسابق على المنصب الأعلى في الناتو ذروته مع بلوغ المناقشات المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، إذ استقبل بايدن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الذي يسعى لمنح الوظيفة لوزير دفاعه بن والاس، ورئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن المرشحة المحتملة لقيادة الحلف، رغم نفيها مؤخراً كونها مرشحة.
وتلعب الولايات المتحدة دوراً أساسياً في عملية اختيار الأمين العام للحلف، وألمح بايدن إلى أنه يريد "رئيس دولة أو رئيس حكومة" لقيادة الحلف وليس وزيراً في حكومة، وفقاً لما نقله موقع "أكسيوس" عن إيفو دالدار ممثل الرئيس السابق باراك أوباما في التحالف.
وقال دالدار: "لا أري فرنسا تؤيد مرشحاً بريطانياً"، فيما لم تلق فريدريكسن معارضة من باريس أو برلين، وأثنى بايدن على موقفها الداعم لأوكرانيا.
ومن المقرر أن يجتمع قادة التحالف العسكري المؤلف من 31 عضواً الشهر المقبل لحضور قمة الحلف السنوية في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، في ظل اعتراض تركيا المستمر على انضمام السويد إلى الناتو.
كما أعرب ستولتنبرج ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أملهما في ضم السويد إلى الناتو بحلول اجتماع فلنيوس يومي 11 و12 يوليو.
بن والاس أم ميته فريدريكسن؟
وتطرق سوناك الأسبوع الماضي، إلى ترشيح وزير الدفاع البريطاني بن والاس مباشرة مع بايدن، كما التقى الرئيس الأميركي مع ميته فريدريكسن.
وعندما سُئل عن وظيفة "الناتو" في مؤتمر صحافي مع سوناك، وصف بايدن والاس بأنه "مؤهل للغاية"، لكنه أشار إلى أن المحادثات بين قادة الحلف للتوصل إلى إجماع على الشخصية التي ستحل مكان ستولتنبرج "ما زالت مستمرة".
بدورها، سعت فريدريكسن للتقليل من شأن ترشيحها، بعد أن التقت بايدن الأسبوع الماضي، ورفضت الإفصاح عما إذا كانت ناقشت معه الموضوع، وقالت إنها "لا تريد أن تذهب أبعد من ذلك في هذه التكهنات حول قيادة الناتو".
لكن مسؤولاً بريطانياً، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قبل زيارة سوناك، قال إن "بريطانيا تسعى للتأكد من أن الأمين العام المقبل سيواصل عمل ستولتنبرج الجيد، ولكنه يتفهم أيضاً أهمية الإنفاق الدفاعي في هذا الوقت الحرج".
ورأى "أكسيوس" أن تصريح المسؤول البريطاني كان تلميحاً إلى تخلف الدنمارك عن الوفاء بهدف الناتو تخصيص 2% من الناتج الإجمالي المحلي للإنفاق الدفاعي بحلول 2030.
وتأخرت الدنمارك في تحقيق هدف "الناتو"، لكن الحكومة الوسطية أعلنت أواخر الشهر الماضي أنها تتطلع إلى استثمار 143 مليار كرونة (20.6 مليار دولار) في الدفاع عن البلاد خلال العقد المقبل.