طهران تنفي التفاوض على اتفاق نووي "مؤقت" مع واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 4
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي. 23 مارس 2023 - "وكالة "إرنا
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي. 23 مارس 2023 - "وكالة "إرنا
دبي-الشرق

نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، إجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن التوصل لاتفاق نووي "مؤقت" في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على بلاده، مؤكداً أن التشاور الدبلوماسي مع "الأطراف الأخرى" مستمر عبر "الدول الصديقة"، ملوحاً في الوقت نفسه بإمكانية تبادل سجناء مع واشنطن.

وقال ناصر كنعاني في تصريحات صحافية أوردتها وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء: "لا صحة للتوصل لاتفاق نووي مؤقت أو ترتيبات جديدة لتحل محل الاتفاق النووي القديم. لدينا وجهة نظر مبدئية وواضحة بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة وعملية التفاوض".

وأضاف: "وضعت إيران سياسة إلغاء الحظر (العقوبات) على رأس جدول أعمالها بالاعتماد على قدراتها الداخلية وعلاقاتها الواسعة مع جيرانها، لكنها لم تتخل عن العمليات الدبلوماسية بهدف رفع العقوبات القاسية والجائرة".

وتابع: "الجانب الإيراني لم يترك طاولة المفاوضات أبداً، لضمان أقصى قدر من المصالح الوطنية، ولطالما أبدی استعداده لتحقيق ذلك وما يهمنا هو أداء الطرف الآخر وليس تصريحاته الإعلامية".

وأردف كنعاني: "مطالبنا القوية ومصالحنا الوطنية وقانون العمل الاستراتيجي، لرفع الحظر وحماية مصالح الشعب الإيراني وعدم تجاوز الخطوط الحمراء کانت وستكون محور لفريق التفاوض الإیراني في أي اتفاق، وسنواصل هذه العملية حتى تحقيق النتيجة".

وبشأن تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة، قال كنعاني: "نأمل أن نشهد تبادلاً للسجناء، لأننا بذلنا كل الجهود اللازمة، وتستمر المفاوضات عبر وسطاء بالنظر إلى الجانب الإنساني للقضية ويمكننا أن نعبر عن ارتياحنا، لأن هذا سيحدث إذا كان الجانب الآخر جاداً أيضاً، لذلك كل شيء يعتمد على إرادة الجانب الآخر".

"لا نمانع عقد اتفاق"

يأتي ذلك بعد يوم من تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، والتي قال فيها إن إيران "لا تمانع" توقيع اتفاق بشأن برنامجها النووي مع الغرب، بشرط عدم المساس بالبنية التحتية للأنشطة النووية.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن خامنئي قوله إن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع الغرب حول أنشطة طهران النووية إذا ظلت البنية التحتية النووية للبلاد دون مساس.

وأضاف: "لا ضير في الاتفاق (مع الغرب) لكن البنية التحتية لأنشطتنا النووية لا ينبغي المساس بها"، وتابع أنه يتعين على طهران مواصلة العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في إطار من الضمانات.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن خامنئي قوله، عقب تفقده معرض "إنجازات الصناعة النووية الإيرانية": "لقد خلق الأعداء تحدياً نووياً لنا منذ 20 عاماً، لأنهم يعرفون أن الحركة في الصناعة النووية هي مفتاح التقدم العلمي للبلاد".

وتزايدت المخاوف، في فبراير، من البرنامج النووي الإيراني، إذ عثر مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على يورانيوم مخصب في 3 مواقع غير معلنة، فيما رفعت طهران من معدلات التخصيب إلى درجة نقاء 84%، وهي نسبة أقل بقليل من 90% اللازمة لتصنيع أسلحة نووية

وكانت 3 مصادر مطلعة على الاتصالات بين واشنطن وطهران، ذكرت أن وفداً إيرانياً برئاسة كبير المفاوضين النوويين علي باقري زار العاصمة العُمانية مسقط سراً أثناء تواجد منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك في 8 مايو الماضي.

وتبادل ماكجورك ومسؤولين إيرانيين رسائل عبر مسؤولين عمانيين، ولم يلتق الجانبان وجهاً لوجه، بل كانا في موقعين منفصلين. وتنقل مسؤولون عمانيون بين الوفدين لتمرير الرسائل.

ولم تعلن الولايات المتحدة أو عُمان عن زيارة ماكجورك إلى مسقط، فيما أشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إلى أن القضية الرئيسية التي تمت مناقشتها كانت إجراء "محاولة دبلوماسية جديدة" بشأن البرنامج النووي الإيراني بوساطة عمانية، بحسب "أكسيوس".

وأوقفت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في سبتمبر الماضي، في ضوء رفض طهران مسودة اقتراح أوروبي لإحياء الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، واتهامها بشن حملة عنيفة ضد متظاهرين مناهضين للنظام، وبيع مسيرات إلى روسيا، واحتجاز مواطنين أوروبيين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات