مبعوثة واشنطن لمكافحة "معاداة السامية" لـ"الشرق": انتقاد إسرائيل حق مشروع

time reading iconدقائق القراءة - 5
المبعوثة الأميركية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية ديبورا ليبستات خلال مقابلة مع قناة "الشرق". 12 يونيو 2023 - الشرق
المبعوثة الأميركية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية ديبورا ليبستات خلال مقابلة مع قناة "الشرق". 12 يونيو 2023 - الشرق
القدس-محمد دراغمة

قالت مبعوثة الولايات المتحدة الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة "معاداة السامية"، ديبورا ليبستادت، إن انتقاد السياسات والممارسات الإسرائيلية "أمر مشروع لا علاقة له بمعاداة السامية".

وأضافت ليبستادت لـ"الشرق" على هامش جولة في المنطقة، شملت دولاً عربية وإسرائيل، أن "الإدارة الأميركية تقف ضد معاداة السامية، وضد كافة أشكال التمييز العنصري، مثل اضطهاد المسلمين، وما تسمى بظاهرة الإسلاموفوبيا، ومعاداة أصحاب البشرة السمراء، والمرأة وغيرها".

وأشارت المبعوثة الأميركية إلى أنها قامت، خلال جولتها بزيارة "البيت الإبراهيمي" في أبو ظبي، والذي يضم 3 دور عبادة متساوية في المساحة والمعمار، للمسلمين والمسيحيين واليهود، لافتةً إلى أنها "تأثرت بالرسالة والمعاني التي يحملها البيت، وفي مقدمتها تعايش الديانات ونزع التوتر بين البشر".

وأٌسس "البيت الإبراهيمي" عقب زيارة البابا فرنسيس وشيخ "الأزهر" أحمد الطيب لدولة الإمارات عام 2019، والتي أطلق خلالها دعوة "التعايش بين الأديان".

"ضد الكراهية"

وقالت ليبستادت إنها ستقوم في يوليو المقبل، بزيارة للبوسنة، وحضور إعادة الدفن الثالثة لرفات ضحايا مجزرة "سبرينيتسيا"، برفقة مدير مكتب حرية الأديان العالمية الأميركي رشاد حسين.

وفي السياق، أكدت أن "مجزرة سبرينيتسيا التي راح ضحيتها 10 آلاف من الرجال والأطفال المسلمين، شاهد آخر على بشاعة الكراهية، والعنصرية، والتصفية العرقية".

وأضافت: "نحن ضد الكراهية، ونرى أن كراهية مجموعة بشرية لا تنتهي فقط عند تلك المجموعة، بل تنتقل إلى مجموعات أخرى".

وأوضحت المبعوثة الأميركية أن "تأسيس هذا المنصب في عام 2000 جاء إثر وجود شعور بانتشار وتنامي معاداة السامية في العالم". لكنها اعتبرت أنه "جاء متناغماً مع السياسة الأميركية المناهضة لكل أشكال العنصرية الأخرى، ومنها تأسيس مكتب حرية الاعتقاد الديني"، والذي قالت إنها "تعمل معه عن قرب".

وذكرت أنهما سيقومان بزيارة مشتركة للبوسنة الشهر المقبل، للتعبير عن الموقف الأميركي المناهض للكراهية، والتمييز، والعنصرية.

وأوضحت ليبستادت، سياسة مكتبها، قائلة إنها "لا تكترث عند انتقاد إسرائيل وسياستها، لكنها تتوقف عند اتهام اليهود بالجشع، وحب المال، والسيطرة التامة، مثل اتهام المسلمين بالإرهاب، واتهام السود بالكسل وغيرها".

وأضافت: "أثناء جائحة كورونا، أطلق بعض الأشخاص في أميركا على الفيروس مسمى الصيني، وكان هناك من يهاجم الآسيويين في الولايات المتحدة على هذه الخلفية"، معتبرةً ذلك "نوعاً من الكراهية التي يجب محاربتها".

"انتقاد إسرائيل حق للجميع"

وفي ما يتعلق بفصل صحافيين من مؤسسات إعلامية غربية، بسبب انتقاداتهم لإسرائيل، واعتبار ذلك "معاداة للسامية"، مثلما جرى في هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، و"DW" الألمانية، قالت ليبستادت: "لا أعرف هذه الحالات على وجه الخصوص، لكن من حق الجميع أن تنتقد إسرائيل وسياستها".

ولكنها في الوقت نفسه، أشارت إلى أنه "لا يمكن اتهام اليهود كشعب وتطلق عليهم أوصافاً، كما ليس من حق أي أحد أن يتهم المسلمين بالتطرف، لأن شخصاً قام بعملية متطرفة".

وفي ردها على سؤال بشأن عدم توزان السياسة الأميركية وانحيازها إلى تل أبيب، رغم ممارساتها القهرية ضد الفلسطينيين، قالت: "لدينا مبعوث خاص للشؤون الفلسطينية، هو هادي عمرو، الذي يقوم بعمله خدمة لفلسطين، وللعلاقات الأميركية الفلسطينية".

وأضافت: "نعمل بجد لإيجاد حل سياسي.. واشنطن ترى هذه الأزمة مصدراً لعدم استقرار المنطقة، وهناك قلق على الفلسطينيين، والإسرائيليين، واستقرار المنطقة.. ونحن نعمل كل ما من شأنه نزع الفتيل".

وأضافت: "من حق الجميع أن يختلف مع إسرائيل وممارساتها، لكن يجب ألا يتحول ذلك إلى عداء لليهود في كل مكان، كذلك الأمر مع المسلمين، نحن ضد أي شكل من أشكال العداء للمسلمين على خلفية ممارسة قام بها مسلم في مكان ما".

كما انتقدت بشدة ممارسات قام بها إسرائيليون ومنها تعرض بعضهم إلى رجال دين مسيحيين في القدس، قائلة: "هذا غير يهودي، بل أيضاً غير مقبول وعنصري".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات