قال وزير الخارجية الصيني تشين جانج، إن الصين تولي أهمية كبرى للقضية الفلسطينية وستواصل دعم محادثات السلام، مضيفاً أن بلاده ستساهم بـ"الحكمة الصينية" في دعم محادثات السلام لحل القضية الفلسطينية "العادلة" في الاتجاه الصحيح.
وأضاف خلال اجتماع مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، في بكين، الثلاثاء، أن بلاده ستواصل دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة.
ووصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بكين، الثلاثاء، في زيارة تستمر 3 أيام، يلتقي خلالها عدداً من كبار المسؤولين الصينيين يتقدّمهم الرئيس شي جين بينج، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وذكرت الوكالة أن "عباس سيبحث مع الرئيس الصيني خلال القمة تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الرأي بشأن آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
ويأمل عباس خلال الزيارة أن يحصل على دعم صيني لإقامة دولة فلسطينية، بعدما أخفق في لقاء المسؤولين الأميركيين أثناء وجوده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضي.
والأسبوع الماضي قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين، للصحافيين إن عباس "أول رئيس دولة عربي تستقبله الصين هذا العام، ما يُجسد بشكل كامل المستوى العالي للعلاقات الصينية الفلسطينية الجيدة والودية تقليدياً".
وأضاف أن "عباس صديق قديم للشعب الصيني، والصين دعمت دائماً بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية الشرعية".
وساطة صينية
وتسعى بكين لأداء أدوار وساطة في الشرق الأوسط، وأثمرت وساطة قامت بها في مارس الماضي، بين إيران والسعودية في استئناف البلدين علاقاتهما الدبلوماسية.
ولا تدّخر الصين جهداً لتعزيز علاقتها بالشرق الأوسط.
وترسل الصين مبعوثين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية من حين لآخر، لكنها لم تلعب دوراً رئيسياً في صراعات الشرق الأوسط أو الدبلوماسية المتعلقة به على الرغم من اعتمادها على المنطقة في توفير النفط.
لكن يبدو أن الصين مستعدة لزيادة وجودها الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية مع توصل البلدين لاتفاق مبدئي على 4 مشروعات ستمولها بكين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حسبما ذكر محمد مصطفى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الاقتصادية.
وقال مصطفى للتلفزيون الفلسطيني في وقت سابق، الثلاثاء: "إن شاء الله أمام الرؤساء سيتم التوقيع الأولي على هذه الاتفاقيات".
وأضاف أن المشروعات تشمل محطة للطاقة الشمسية ومصنعاً لإنتاج ألواحها وآخر للحديد وتطوير البنية التحتية للطرق.
وسهلت المشروعات الممولة من الصين بشكل إيجابي الحياة اليومية لسكان مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المعروفة بازدحامها المروري واكتظاظها السكاني، بحسب مسؤولين فلسطينيين وسكان محليين تحدثوا إلى "شينخوا".
وأنشأت بلدية رام الله عام 2018 طريقاً دائرياً ضخماً بطول 7.5 كيلومتر ممولاً من الصين يربط أحياء المدينة بمركزها للتخفيف من حدة أزمة المرور الخانقة التي تعاني منها.
وبعد الطريق مولت الصين عام 2021، بناء مدرسة للطلاب الذكور في حي عين مصباح بالمدينة تحمل اسم "المدرسة الصينية للذكور".
وكان الحي الذي يعد من أكثر الأحياء كثافة سكانية في المدينة خالياً من أي مدرسة للذكور ما كان يضطر الطلاب إلى المشي عشرات الكيلومترات للوصول إلى المدارس القريبة من منازلهم.
وكان الرئيس الصيني زار السعودية، خلال ديسمبر الماضي، حيث التقى الرئيس الفلسطيني وتعهد بـ"السعي من أجل حل مبكر وعادل ودائم للقضية الفلسطينية".
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي إن "الصين وفلسطين صديقتان أقرب من الأشقاء".
وأعرب المسؤول الفلسطيني عن سعادته "لأن الصين بدأت تأخذ دوراً أكبر بكثير من الماضي في منطقة الشرق الأوسط منذ القمة العربية الصينية" التي عقدت العام الماضي.
اقرأ أيضاً: