قال الرئيس الصيني شي جين بينج، الجمعة، إن بلاده تأمل في إقامة "صداقة دائمة" مع الولايات المتحدة، وسط محاولات لخفض التوتر المتصاعد بين البلدين.
جاء تصريح الرئيس الصيني خلال لقاءه مع المؤسس المشارك لشركة التكنولوجيا العملاقة مايكروسوفت بيل جيتس في بكين، بحسب ما نقلت وسائل إعلام صينية.
وقال شي جين بينج لبيل جيتس إن أساس العلاقات الصينية الأميركية في أيدي الشعبين، وإنه يأمل في صداقة دائمة بين البلدين.
وذكرت صحيفة "الشعب" اليومية أن شي وصف جيتس خلال اجتماعهما الجمعة، بأنه أول "صديق أميركي" التقى به في بكين هذا العام، مضيفاً أن الصين ترغب في تعزيز التعاون مع "مؤسسة بيل وميليندا جيتس".
وكان جيتس وصل إلى بكين الأربعاء في أول زيارته إلى الصين منذ عام 2019، بحسب ما أكد في تغريدة على تويتر.
وأشار جيتس في التغريدة إلى أنه يسعى إلى لقاء "شركاء يعملون في مجال الصحة العالمية وتحديات التنمية مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس" الخيرية، التي تنفق أكثر من 5 مليارات دولار سنوياً على المشروعات الصحية والتنموية.
وتأتي زيارة جيتس في وقت تعيش فيه العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً منذ فبراير الماضي، عقب رصد واشنطن ما قالت إنه منطاد تجسس صيني فوق أجوائها.
ويرتقب يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، زيارة تستمر يومين إلى بكين ، وسط توقعات ضعيفة بأن يحقق تقدماً بالنسبة للقائمة الطويلة من الخلافات بين الولايات المتحدة والصين.
إحياء الاستثمارات الخارجية
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فإن زيارة بيل جيتس إلى الصين تأتي فيما تحاول بكين جذب كبار رجال الأعمال في العالم بهدف إحياء الاهتمام بالاستثمار في البلاد.
وقالت الوكالة إن الحزب الشيوعي الحاكم يسعى إلى إحياء الاهتمام الأجنبي باقتصاد الصين المتباطئ وطمأنة الشركات القلقة بسبب حملات بكين لمكافحة الاحتكار وأمن البيانات، والتوتر مع واشنطن.
وجيتس الذي تنحى عن منصبه بمجلس إدارة مايكروسوفت في 2020، هو آخر رجل أعمال بارز يزور بكين بعد زيارات سابقة لمؤسس شركة "تسلا" و"سبيس إكس" إيلون ماسك والرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك في وقت سابق من العام الجاري.
وفي أواخر مايو الماضي، التقى ماسك وزيرا الصناعة والتجارة الصينيين في بكين لبحث التعاون في مجال تصنيع طرز حديثة من السيارات الذكية.
كما التقى ماسك كذلك بوزير الخارجية الصيني تشين جانج. وذكر بيان حكومي أن ماسك قال في اجتماعه مع تشين جانج إن "مصالح الصين والولايات المتحدة متشابكة". وأضاف أن "(تسلا) تعارض الانفصال عن الصين ومستعدة لمواصلة التوسع في البلاد".
وإثر ذلك، تعهدت بكين بخلق بيئة أعمال أفضل للشركات من جميع البلدان، بما في ذلك "تسلا".
مصالح وخلافات
تصريحات إيلون ماسك توافقت مع موقف أولا كالينيوس، الرئيس التنفيذي لـ"مرسيدس"، الذي قال لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية أبريل الماضي، إن الانفصال عن الصين هو محض "وهم".
كما تبين تصريحات ماسك مشاركته نفس الموقف الذي أعلن عنه تيم كوك، الرئيس التنفيذي لـ"أبل" خلال زيارته للصين في مارس الماضي، بشأن أهمية الحفاظ على العلاقات مع الصين.
وأكد كوك على الطبيعة التبادلية لعلاقة الشركة الصانعة لـ"أيفون" مع الصين.
وفي مايو الماضي، قالت ماري بارا، الرئيسة التنفيذي لـ"جنرال موتورز" إن الصين تظل سوقاً رئيسية للشركة وإنها تتطلع إلى مواصلة تطوير سيارات صديقة للبيئة مع شركاء محليين.
وتتعارض هذه التصريحات مع جهود الرؤساء، بما في ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز للانتصار جيوسياسياً على الرئيس الصيني شي جين بينغ من خلال ممارسة تأثير أكبر على تجارة المكونات الرئيسية، بما في ذلك بطاريات السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات، بحسب "بلومبرغ".
ورحب المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينج بماسك وكبار رجال الأعمال الآخرين، قائلة إن الحكومة تودّ أن يجني المستثمرون الأجانب أرباح التنمية في الصين.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينج، انتقد في وقت سابق الولايات المتحدة، معتبراً أنها "تقود مساع لاحتواء وقمع الصين".
وتلقّت طموحات الصين التكنولوجية ضربة جراء قيود فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، فيما شدّدت السلطات الصينية على ضرورة الابتعاد عن الصادرات المتعلقة بقطاعات تعتبر رئيسية للأمن القومي، مثل أشباه الموصلات.
كما تواجهت واشنطن وبكين في السنوات الماضية في قضايا التجارة وحقوق الإنسان وسواها، وساءت العلاقات بدرجة أكبر هذا العام، عندما أسقطت الولايات المتحدة منطاداً صينياً، قالت إنه "يُستخدم لأغراض التجسس"، وهو ما نفته الصين بشدة.
اقرأ أيضاً: