مسرّب "وثائق البنتاجون" يواجه 6 تهم جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
رسم توضيحي للمتهم بتسريب وثائق "البنتاجون" جاك تيشيرا خلال جلسة استماع أولية في المحكمة في بوسطن بماساتشوستس. 19 أبريل 2023 - REUTERS
رسم توضيحي للمتهم بتسريب وثائق "البنتاجون" جاك تيشيرا خلال جلسة استماع أولية في المحكمة في بوسطن بماساتشوستس. 19 أبريل 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

وجهت هيئة محلفين كبرى في بوسطن، الخميس، اتهامات جديدة إلى جاك تيشيرا، عضو الحرس الوطني الجوي الأميركي المتهم بتسريب أسرار حكومية إلى مجموعة من اللاعبين على الإنترنت.

وتقدم هذه التهم مزيداً من التفاصيل حول نوع المعلومات السرية التي يُزعم أنه أساء التعامل معها، حسبما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. 

وقالت الصحيفة إن لائحة الاتهام الجديدة الموجهة إلى تيشيرا تضمنت 6 تهم تتعلق بالاحتفاظ ونقل معلومات الدفاع الوطني بشكل غير قانوني، وهي جرائم يمكن أن تؤدي إلى سجنه لسنوات في حال تمت إدانته. 

واعتقِل تيشيرا، البالغ من العمر 21 عاماً، في أبريل الماضي، بعد أن اتهمه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بتسريب الصور المنشورة على الإنترنت للوثائق السرية.

وتقول السلطات الأميركية إنه كان يعمل كمتخصص في تكنولوجيا المعلومات في قاعدة عسكرية في كيب كود بولاية ماساتشوستس، وأساء استغلال التصريح الخاص به الذي يسمح له بالاطلاع على مواد سرية للغاية من خلال مشاركة تقييمات المخابرات الأميركية وغيرها من المعلومات الحساسة بشكل غير قانوني على منصة "ديسكورد" الاجتماعية الشائعة لدى لاعبي ألعاب الفيديو. 

وأعلن المدعي العام الأميركي ميريك جارلاند عن لائحة الاتهام في بيان مكتوب، قائلاً إن تيشيرا "كان موثوقاً به من قبل حكومة الولايات المتحدة للوصول إلى معلومات سرية للدفاع الوطني، بما في ذلك المعلومات التي يمكن توقع أنها ستحدث أضراراً جسيمة بشكل استثنائي للأمن القومي في حال تمت مشاركتها." 

معلومات بشأن حرب أوكرانيا

وعندما جرى القبض عليه، واجه تيشيرا تهمتين فقط، ولكن مع تقدم التحقيقات بدا أنه سيواجه تهماً أخرى، إلا أنه ادّعى براءته من هاتين التهمتين الأوليتين، ولم يتضح على الفور موعد مثوله أمام المحكمة للرد على لائحة الاتهام الجديدة. 

واستندت التهمة الأولى الموجودة في لائحة الاتهام الصادرة الخميس إلى وثيقة تتحدث عن "تنازل خصم أجنبي عن حسابات معينة مملوكة لشركة أميركية"، ولكنها لم تحدد البلد أو الشركة.

وتزعم التهمة الثانية أن تيشيرا شارك معلومات سرية تتعلق بالحرب في أوكرانيا، بما في ذلك توفير المعدات العسكرية للبلاد، وكيف سيتم نقلها واستخدامها، كما أنه متهم بالكشف عن وثيقة تصف تحركات القوات في كييف، والتي قالت لائحة الاتهام إنها تستند إلى "معلومات استخباراتية أميركية حساسة، تم جمعها من خلال مصادر وأساليب سرية". 

وقالت "واشنطن بوست" إن تفاصيل الوثائق التي يُزعم أن تيشيرا شاركها تتوافق مع تلك التي حصلت عليها الصحيفة والتي قال أصدقاؤه إنه نشرها على "ديسكورد" مع أشخاص كان يعتقد أنهم دائرة موثوق بها لن يشاركوا المعلومات على نطاق أوسع. 

ونقلت الصحيفة عن هؤلاء الأصدقاء قولهم في مقابلات أجرتها معهم مؤخراً إن تصرف تيشيرا كان مدفوعاً بالرغبة في إطلاعهم على تفاصيل الحرب في أوكرانيا والكشف لهم عن معلومات لم تكن متاحة بشكل عام للجمهور. 

وقال أحد أصدقائه والذي تلقى الوثائق من تيشيرا على "ديسكورد"، إن الأخير كان يدرك أن المعلومات سرية وأنه لم يكن من المفترض أن يشاركها مع أشخاص ليس لديهم تصريحاً أمنياً يسمح لهم بالاطلاع عليها. 

وتابع: "بالطبع كان يعرف ما يفعله عندما نشر هذه الوثائق، ولكنه لم يقصد أبداً أن تصبح المعلومات منشورة على نطاق واسع، ولم يكن يحاول فضح أي مخالفات محتملة من قبل الحكومة، فقد كان مدفوعاً بالرغبة في إظهار معرفته الفائقة بالأحداث الجارية بسبب قدرته على الوصول إلى المعلومات السرية، ولذا فإنا بالتأكيد لن أصفه بأنه مُبلِغ عن مخالفات". 

مخالفة التعليمات

ووفقاً لمذكرات المحكمة التي قدمها المدعون سابقاً، فإن إحدى المجموعات التي تم فيها مشاركة المعلومات السرية كانت تضم أكثر من 150 مستخدماً، وكان من بين الأعضاء عدد من الأفراد الذين يقولون إنهم يقيمون في دول أخرى، والذين تعود حساباتهم إلى أماكن خارج الولايات المتحدة بالفعل. 

وقال المدّعون أيضاً إنه كان قد تم الإبلاغ عن تيشيرا عدة مرات من قبل رؤسائه لعدم اتباعه قواعد استخدام الأنظمة السرية، حيث أشارت مذكرة مدرجة في مواد المحكمة، صادرة عن القوات الجوية الأميركية في 15 سبتمبر الماضي، إلى أن تيشيرا شوهد وهو يدون ملاحظات على معلومات استخباراتية سرية داخل غرفة مصممة خصيصاً للتعامل مع مواد سرية حساسة. 

وجاء في المذكرة أن تيشيرا تلقى تعليمات "بعدم تدوين الملاحظات بأي شكل من الأشكال بشأن المعلومات الاستخباراتية السرية"، ولكنه بعد حوالي شهر تجاهل هذه التعليمات التي طالبته بـ"عدم التعمق في المعلومات الاستخباراتية السرية والتركيز على وظيفته". 

وفي يناير الماضي، لاحظ أحد أعضاء وحدته أن تيشيرا "يشاهد محتوى لا علاقة له بعمله الأساسي ولكنه كان مرتبطاً بمجال الاستخبارات"، وأشارت تلك المذكرة إلى أنه "قد تم إخطاره مسبقاً بالتركيز على واجباته المهنية وعدم البحث عن المواد الاستخباراتية". 

كما تضمنت إحدى مذكرات الادعاء أيضاً الدردشات عبر الإنترنت التي تظهر أن تيشيرا يتفاخر بأفعاله ويدرك العواقب القانونية المحتملة للقيام بذلك، حيث كتب في محادثة أجراها عبر الإنترنت في نوفمبر الماضي: "معرفة ما يحدث أكثر من أي شخص آخر هو أمر رائع"، وعندما اقترح شخص آخر أن ينشئ مدونة يكتب بها المعلومات التي يطلع عليها، أجاب تيشيرا: "إنشاء مدونة سيكون مماثلاً لما فعلته تشيلسي مانينج"، في إشارة إلى قضية تسريب معلومات سرية كبيرة أخرى في عام 2010. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات