"أخطر رجل في أميركا".. وفاة مُسرب أوراق البنتاجون عن حرب فيتنام

time reading iconدقائق القراءة - 5
الموظف السابق في البنتاجون دانيال إلسبرج يقف لالتقاط صور بوسط لندن. 1 نوفمبر 2004 - REUTERS
الموظف السابق في البنتاجون دانيال إلسبرج يقف لالتقاط صور بوسط لندن. 1 نوفمبر 2004 - REUTERS
نيويورك-أ ف ب

توفي الأميركي دانيال إلسبيرج الذي كشف عام 1971 وثائق سرية حول التخطيط للحرب في فيتنام عرفت باسم "أوراق البنتاجون"، الجمعة، عن 92 عاماً.

إلسبيرج، الذي ساهم في تغيير نظرة الرأي العام الأميركي حيال النزاع في فيتنام، "توفي جراء سرطان البنكرياس الذي شخصت إصابته به في 17 فبراير الماضي"، حسبما قال أولاده وزوجته، في بيان، أشاروا فيه إلى أنه "لم يعاني وكان محاطاً بعائلته".

في مارس الماضي، أعلن إلسبيرج إصابته بسرطان عضال وأنه لم تتبق له سوى "ثلاثة إلى ستة أشهر".

هذا المحلل السابق في وزارة الخارجية ووكالة "راند كوربوريشن" المرتبطة بوزارة الدفاع الأميركية، اشتهر في أوائل سبعينيات القرن المنصرم بعد تسريب 7000 وثيقة سرية عرفت باسم "أوراق البنتاجون" التي كشفت أن حكومات أميركية عدة كذبت على الأميركيين بشأن حرب فيتنام.

"أخطر رجل في أميركا"

وأخبر إلسبيرج الأميركيين أن حكومتهم كانت قادرة على تضليلهم وحتى الكذب عليهم، كما أصبح في سنواته الأخيرة مدافعاً عن المبلغين عن المخالفات والمتسربين، وتم تصوير تسريبه لـ "أوراق البنتاجون" في فيلم "The Post" لعام 2017.

وذهب إلسبيرج سراً إلى وسائل الإعلام في عام 1971 على أمل الإسراع في إنهاء حرب فيتنام، ما جعله هدفاً لحملة تشويه من قبل البيت الأبيض. وأشار هنري كيسنجر، الذي كان مستشار الأمن القومي للرئيس حينها، إليه بأنه "أخطر رجل في أميركا ويجب إيقافه بأي ثمن".

وعندما ذهب إلى العمل في وزارة الخارجية في منتصف الستينيات، كان لإلسبرج سيرة ذاتية مميزة، حيث حصل على 3 درجات من جامعة هارفارد، وخدم في سلاح مشاة البحرية وعمل في البنتاجون ومؤسسة RAND، وهي مؤسسة أبحاث سياسية مؤثرة.

تقرير سري

وكان مسؤولون في البنتاجون قد أعدوا سراً تقريراً من 7000 صفحة يغطي تورط الولايات المتحدة في فيتنام من عام 1945 حتى عام 1967، قبل أن تذهب منه نسختان في عام 1969 إلى مؤسسة RAND حيث كان إلسبيرج يعمل.

بدأ إلسبيرج التسلل إلى الدراسة السرية للغاية في مكتب RAND ونسخها ليلاً على جهاز Xerox مستأجر، مستخدماً ابنه البالغ من العمر 13 عاماً، وابنته البالغة من العمر 10 أعوام كمساعدين.

وأخذ إلسبيرج الوثائق معه عندما انتقل إلى بوسطن للعمل في معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا وانتهى به الأمر بالجلوس عليها لمدة عام ونصف قبل تمرير الصفحات إلى صحيفة "نيويورك تايمز".

ونشرت "التايمز" أول دفعة لها من "أوراق البنتاجون" في 13 يونيو 1971، وتحركت إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون بسرعة لحمل قاضٍ على وقف المزيد من النشر.

وأدى إدعاء نيكسون بالسلطة التنفيذية والتذرع بقانون التجسس، إلى اندلاع معركة حرية الصحافة حول الرقابة الشديدة.

وكانت الخطوة التالية لإلسبرج هي إعطاء "أوراق البنتاجون" إلى "واشنطن بوست" وأكثر من 12 صحيفة أخرى.

في قضية الحكومة الأميركية ضد "نيويورك تايمز"، حكمت المحكمة العليا بعد أقل من 3 أسابيع على النشر بأن الصحافة لها حق النشر، واستأنفت صحيفة The Times القيام بذلك.

خطط انقلاب فيتنام

وقالت الدراسة إن المسؤولين الأميركيين خلصوا إلى أن الحرب، ربما لا يمكن كسبها وأن الرئيس جون كينيدي وافق على خطط انقلاب من أجل الإطاحة بزعيم فيتنام.

وذكرت الدراسة أن خليفة كينيدي، ليندون جونسون، كان لديه خطط لتوسيع الحرب، بما في ذلك القصف في شمال فيتنام، على الرغم من قوله خلال حملة عام 1964 إنه لن يفعل ذلك.

وكشفت الصحف عن القصف الأميركي السري في كمبوديا، ولاوس وأن عدد الضحايا كان أعلى مما تم الإبلاغ عنه. ولم تذكر "التايمز" مطلقاً من سرب الأوراق، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي اكتشف الأمر بسرعة، وبقي إلسبيرج تحت الأرض لمدة أسبوعين تقريباً قبل الاستسلام في بوسطن.

وذكر إيلسبيرج في ذلك الوقت: "شعرت أنه كمواطن أميركي، كمواطن مسؤول لم يعد بإمكاني التعاون في إخفاء هذه المعلومات عن الجمهور الأميركي"، "لقد فعلت ذلك بشكل واضح على مسؤوليتي وأنا على استعداد للرد على كل عواقب هذا القرار".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات