قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء قادة وفد الوساطة الإفريقية في سانت بطرسبرغ، إن بلاده "منفتحة على الحوار"، مشيراً إلى أن موسكو تثمن "الموقف المتوازن" الذي اتخذته الدول الإفريقية بشأن النزاع في أوكرانيا.
وأضاف بوتين: "نحن منفتحون على إجراء حوار بناء مع كل من يريدون السلام على أساس مبادئ العدالة، ومراعاة المصالح المشروعة للطرفين".
وتابع الرئيس الروسي: "في موسكو، نكن احتراماً كبيراً لموقف الدول الإفريقية من أجل الحفاظ على الاستقرار (..)، وندعم تطلعاتها نحو سياسة سلمية".
كما أشار إلى أنه "يقدر" مساعي هذه الدول بحثاً عن سبل لتسوية النزاع الاوكراني، مشدداً على أن "التعزيز الشامل للعلاقات مع دول القارة الإفريقية هو أولوية في السياسة الخارجية" الروسية.
وفي ما يتعلق بموضوع تصدير الحبوب الأوكرانية، قال بوتين إن صادرات أوكرانيا من الحبوب التي تتم بموجب اتفاق يضمن مرورها الآمن عبر البحر الأسود، "لا تساعد" في حل مشكلات إفريقيا المتعلقة بارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً، مضيفاً أن 3% فقط من هذه الصادرات تذهب لأكثر البلدان فقراً.
وتابع بوتين أن أزمة الغذاء نجمت عن تصرفات الدول الغربية، وليس بسبب ما تسميها روسيا "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
وتوجه الوفد الإفريقي بقيادة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، السبت، إلى سانت بطرسبرغ، شمال غربي روسيا، والتقى بوتين، بعدما رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرض الوساطة الذي قدمه.
ويضم الوفد 3 رؤساء إلى جانب رامافوزا، وهم ماكي سال من السنغال، وهاكيندي هيشيليما من زامبيا، وغزالي عثماني من جزر القمر، التي تترأس الاتحاد الإفريقي، فضلاً عن ممثلين لمصر والكونجو وأوغندا.
الإبقاء على قنوات الحوار
من جهته، قال رئيس جزر القمر غزالي عثماني، إن الحرب لا تؤثر فقط على روسيا وجوارها، بل على العالم بأسره، متوجهاً إلى بوتين بالقول: "جئنا للاستماع إليك، ولتشجيعك على الدخول في مفاوضات لإنهاء هذه الحرب"، مشدداً على أن الوساطة الإفريقية ستكون "وساطة من أجل السلام"، معرباً عن أمله في أن يتخذ بوتين مسار السلام.
بدوره، قال رئيس السنغال ماكي سال إن "إفريقيا تريد السلام بين أوكرانيا وروسيا، ونحن مقتنعون بأن السلام ممكن من خلال الحوار"، مشيراً إلى أنه "بغض النظر عن الوضع على الأرض، فإن من المهم الإبقاء على قنوات الحوار مفتوحة".
أما رئيس جنوب إفريقيا، فشدد على ضرورة إنهاء الحرب، مشيراً إلى أن الوساطة الإفريقية لا تتعارض مع أي وساطة أخرى تم تقديمها سابقاً، مشدداً على أن هذه الحرب لها آثار سلبية على الأفارقة، ودول عدة حول العالم، معرباً عن آماله في أن يشهد الصراع خفضاً للتصعيد.
كما رأى ضرورة إطلاق سراح سجناء من الجهتين، مشدداً على ضرورة عودة الأطفال إلى منازلهم.
وقبل وصول القادة الأفارقة إلى روسيا، أكد بوتين الجمعة، أن الهجوم الأوكراني المضاد على الجبهة "لا يملك أي فرصة للنجاح" وأن الدول الغربية ستضطر في النهاية للحوار معه بشروطه، مضيفاً: "سنرى متى سنتحدث إليها وما هي مواضيع البحث".
عملية "غش"
وكان الوفد الإفريقي اقترح وساطة سلام في النزاع، مشدداً من كييف على ضرورة "وقف التصعيد من الجانبين"، إلا أن الرئيس الأوكراني رفض ذلك مندداً بعملية "غش" من جانب روسيا في خضم هجوم مضاد تشنه القوات الأوكرانية.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع القادة الأفارقة المشاركين في الوفد: "من الواضح أن روسيا تحاول مجدداً استخدام تكتيكها القديم القائم على الغش، لكنها لن تنجح بعد اليوم في الاحتيال على العالم. لن نمنحها فرصة ثانية".
وأضاف: "قلت اليوم بوضوح، خلال لقائنا الوفد الإفريقي، إن السماح بأي تفاوض مع روسيا الآن، فيما المحتل لا يزال على أرضنا، يعني تجميد الحرب وتجميد الألم والمعاناة".
وكان الوفد الإفريقي وصل قبل ظهر الجمعة إلى كييف، وبعيد ذلك، استهدفت صواريخ روسية العاصمة الأوكرانية، ما أدى إلى إطلاق صفارات المضادات الأرضية التي تلتها انفجارات.
وأدى الهجوم إلى إصابة ما لا يقل عن 7 أشخاص، فيما وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا هذه الضربات بأنها "رسالة إلى إفريقيا" وشدد في تغريدة على أن "روسيا تريد مزيداً من الحرب وليس السلام"، متحدثاً عن "أكبر هجوم صاروخي يستهدف كييف منذ أسابيع".
اقرأ أيضاً: