![دخان يتصاعد فوق المباني الواقعة خلف شارع شبه مهجور في العاصمة السودانية الخرطوم على خلفية المواجهات بين قوات الدعم السريع والجيش. 10 يونيو 2023 - AFP](https://assets-news.asharq.com/images/articles/416x312/4-3/2654f817-ef1d-4841-8bf8-0067b7dca5b1.jpg)
أعلنت السعودية والولايات المتحدة، السبت، اتفاق ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد، لمدة 72 ساعة، اعتباراً من 18 إلى 21 يونيو الجاري، على أن تبدأ الهدنة في 6 صباحاً بتوقيت الخرطوم (4 صباحاً بتوقيت جرينتش).
وقالت الخارجية السعودية، إن الطرفين "اتفقا على أنهما خلال فترة وقف النار سيمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية، أو الطائرات المسيّرة، أو القصف المدفعي، أو تعزيز المواقع، أو إعادة إمداد القوات، أو الامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار".
كما اتفق الجانبان على السماح بحرية الحركة، وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.
وفي ضوء مؤتمر المانحين الإنساني، المقرر أن يعقد، الاثنين المقبل، دعا الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار، الطرفين إلى "النظر في المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الشعب السوداني، وضرورة الالتزام التام بوقف النار وتوقف حدة العنف". وفي حال عدم الالتزام بوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، "سيضطر المسهلان إلى النظر في تأجيل محادثات جدة".
ويأتي الإعلان عن الهدنة الجديدة وسط اشتباكات في أماكن متفرقة بالخرطوم، خلال وقت سابق، السبت، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
الجيش يعلن التزامه
وأعلن الجيش السوداني، موافقته على مقترح الميسرين لمحادثات جدة (السعودية والولايات المتحدة)، بهدف "تيسير النواحي الإنسانية لمدة 72 ساعة، تبدأ اعتباراً من تمام الساعة السادسة من صباح يوم 18 يونيو، وتنتهي في الساعة السادسة من صباح 21 يونيو".
ونوه الجيش السوداني في بيانه، إلى أنه "رغم التزامنا بالهدنة، إلا أننا سنتعامل بالرد الحاسم حيال أي خروقات يقوم بها المتمردون خلال مدة سريان" الهدنة، وذلك في إشارة إلى قوات "الدعم السريع".
قوات الدعم السريع ترحب
من جانبها، رحبت قوات الدعم السريع، بإعلان وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة.
وأضافت في بيان: "نؤكد الالتزام التام خلال فترة وقف النار في البلاد بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية، لا سيما تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وزيارة المرافق العامة كالمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء، من أجل إصلاحها وإعادة تشغيلها، وفتح الممرات الآمنة للمواطنين".
وتابعت: "نلتزم بشكل تام بإعلان جدة واحترام قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، واتفاق جنيف بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب".
وختمت قوات الدعم السريع بيانها بـ"الإشادة بجهود الوساطة السعودية - الأميركية التي بذلتها خلال المرحلة الماضية لحل الأزمة في السودان"، معربةً عن تطلعها "أن تفي المليشيا الانقلابية (الجيش) وفلول النظام البائد، بالهدنة الإنسانية وعدم عرقلة جهود المساعدات الإنسانية لرفع المعاناة عن الشعب".
وكانت الرياض وواشنطن أعلنتا، الأسبوع الماضي، توصل ممثلو الجيش والدعم السريع، إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في أنحاء السودان كافة لمدة 24 ساعة.
وجاء في بيان نشرته الخارجية السعودية آنذاك، أن الطرفين سيلتزمان بموجب هذا الاتفاق "بوقف الهجمات والقصف المدفعي والجوي وعدم استخدام الطائرات المسيّرة وتحريك القوات وإعادة تمركزها وإمدادها، وعدم السعي للحصول على ميزة عسكرية أثناء فترة وقف إطلاق النار".
كما حذر البيان حينها، من أنه في حالة عدم التزام الطرفين السودانيين بهذه الهدنة "سيضطر الميسران (السعودية والولايات المتحدة) إلى تأجيل محادثات جدة".
بدورها، قالت الخارجية الأميركية، في بيان حينها، إن الولايات المتحدة تراقب أنشطة طرفي الحرب في السودان من خلال صور الأقمار الاصطناعية وتحليل البيانات، مؤكدة أنها وثقت "انتهاكات جسيمة" ارتكبها الجانبان في الفترة السابقة.
وذكرت الخارجية الأميركية أنها ستنشر بعض نتائج المراقبة للهدنة في السودان عبر منصة "مرصد الصراع في السودان".
30 ضحية في يومين
نقابة أطباء السودان، قالت، السبت، إن "الحرب لا تزال تُلقي بظلالها على المدنيين"، مشيرةً إلى تدهور الوضع في دارفور، والحصار الذي يطوق كردفان، إضافة إلى معاناة العاصمة الخرطوم.
وأضافت النقابة في بيان: "عانت السبت، منطقة جنوب الخرطوم وبالأخص منطقة مايو-سوق عزبة، من قصف عنيف أسفر عن إصابات بين المدنيين وتدمير عشرات المنازل".
كما كانت مدينة الخرطوم أيضاً مسرحاً لقصف عنيف في مناطق متفرقة: "حي اللاماب ومنطقة شرق النيل وبيت المال بأم درمان وشارع الوادي جنوب طلمبة النيل، وأسفر القصف الهمجي عن سقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين، وتم فيه تدمير عشرات المنازل وما يفوق الثلاثين ضحية خلال يومين".
كما طالبت النقابة بإيقاف الحرب، وفتح ممرات آمنة لإيصال المعينات، وتوفير حركة آمنة للكوادر الطبية والمرضى ولدفن الموتى حفظاً لكرامتهم وحقهم الإنساني.
اقرأ أيضاً: