رئيس وزراء الصين في ألمانيا وسط تحول في العلاقات

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الألماني فرانك- فالتر شتاينماير خلال استقباله رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج- 19 يونيو 2023 - REUTERS
الرئيس الألماني فرانك- فالتر شتاينماير خلال استقباله رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج- 19 يونيو 2023 - REUTERS
برلين-أ ف ب

استقبل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الاثنين، رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج الذي يقوم بأول زيارة له إلى الخارج، في اختبار للعلاقات بين برلين وبكين التي تتخللها منافسة متنامية على خلفية التوتر بين الصين والولايات المتحدة.

وشدّد الرئيس الألماني اللهجة خلال محادثاته مع المسؤول الصيني، إذ أكّد أنّ التعاون بين البلدين "يظلّ مهماً ولكنّه تغيّر في السنوات الأخيرة"، وفقاً لتغريدات نشرتها المتحدّثة باسمه سيرستين جاميلين.

وأضاف أن "الصين شريكة لألمانيا وأوروبا، لكنّها أيضاً خصم ومنافس على نحو متزايد في الساحة السياسية".

وأكد المسؤول الصيني أن بلاده مستعدة للعمل مع ألمانيا للمساهمة في "الاستقرار والازدهار العالميين" وفقاً لوكالة "شينخوا". وستجري معظم المشاورات الحكومية مع فريق المستشار أولاف شولتز، الثلاثاء.

ولي تشيانج الذي عُيّن رئيساً للوزراء في مارس سينتقل بعد ذلك إلى فرنسا، حيث سيشارك في القمّة من "أجل ميثاق مالي عالمي جديد"، يهدف إلى إصلاح هيكلية المالية العالمية للاستجابة بشكل أفضل لتحديات الاحترار المناخي.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن اختيار ألمانيا لتكون المحطة الأولى في أول زيارة خارجية لرئيس الوزراء بعد توليه منصبه "يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لعلاقاتها مع ألمانيا".

ويأتي الحوار مع باريس وبرلين في وقت تشهد العلاقات بين بكين وواشنطن توتراً كبيراً. وزار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بكين، الأحد والاثنين، في محاولة لتحسين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

لكن بالنسبة لبرلين، فإنّ العلاقات بين الصين والولايات المتّحدة لها "أهمية خاصة للأمن والتعاون العالميين"، حسبما أكد شتاينماير.

ودعا شتاينماير القوتين العظميين "لتقوية قنوات الاتصال بينهما".

"قوة معادية"

ولطالما راعت برلين الصين التي تعتبر الشريك التجاري الأول لها وسوقاً حيوية لقطاع السيارات الألماني القوي.

وفي عهد أنجيلا ميركل الذي استمر حتى نهاية عام 2021، كان هذا النوع من المباحثات الصينية-الألمانية منتظماً ويركّز على التعاون الاقتصادي.

إلا أن ألمانيا شددت من لهجتها أمام التهديدات التي تطال تايوان والاتهامات باضطهاد الأويجور. وساهم غياب التنديد الصيني بالغزو الروسي لأوكرانيا في تعميق الهوّة. والدليل على ذلك، نشر برلين في 14 يونيو وثيقة تصف الصين على أنها "قوة معادية".

وجاء في وثيقة "استراتيجية الأمن الوطني" أنّ الصين رغم كونها "شريكاً" لألمانيا تتصرف بطريقة "تتعارض مع مصالحنا وقيمنا".

ورأت برلين في الوثيقة أنّ تحرّكات بكين "تزيد من الضغوط على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي"، في حين "لا تحترم حقوق الإنسان".

ولم تنظر الحكومة الصينية بعين الرضا إلى هذه الاستراتيجية الألمانية التي تستهدف روسيا كذلك.

وحذّر الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ونبين من أنّ "بناء العلاقات الدولية باعتبار الآخرين منافسين لا بل خصوماً، وتحويل التعاون الطبيعي على صعيد المسائل الأمنية أو السياسية، سيدفع عالمنا إلى دوامة الانقسام والمواجهة".

إلا أن الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الصيني الذي يلقى صعوبة في تجاوز تداعيات "كوفيد-19" تقف وراء زيارة لي تشيانج لألمانيا.

من جانبها، تسعى ألمانيا لتقليل اعتمادها التجاري على بكين. وأدرك الألمان خطر الاعتماد الكبير جداً على الصين مع انتشار جائحة كوفيد-19 والاضطرابات التي لحقت بالمبادلات الدولية. وباتت برلين تعتمد مبدأ تنويع الشركاء التجاريين.

وأكد أولاف شولتز، الاثنين، أمام الصناعيين الألمان أن ألمانيا "ليس لديها مصلحة في إعاقة التنمية الاقتصادية للصين".

وأضاف: "في الوقت نفسه نراقب عن كثب لنتجنب مستقبلاً الاعتماد الاقتصادي الذي ينطوي على مخاطر".

إنعاش الاقتصاد   

وأوضح يان جونسون الخبير بالشؤون الصينية في مركز الأبحاث الأميركي "Council for foreign relations" أنّ لي تشيانج "هو المسؤول عن ملف الاقتصاد لدى شي (الرئيس الصيني) وهو مكلّف إنعاش الاقتصاد الذي يواجه صعوبات".

وتابع: "بالتالي من الطبيعي زيارة أول شريك تجاري للصين في أوروبا".

وأكد ثورستن برينر من المعهد الدولي للسياسات العامة أنّ "الصين تعتبر أنّ ألمانيا هي الطرف الأهمّ في أوروبا ومع استمرار العلاقات مع الولايات المتحدة بالتدهور من مصلحة بكين أن تظهر أنها تقيم علاقات بنّاءة مع أكبر لاعب في أوروبا".

وأضاف برينر: "يبقى السؤال في معرفة ما إذا كان الألمان سيستمرون في اللعبة مدّعين أنّ ثمة توافقاً واسعاً مع بكين"، أم أنهم "سيختارون طريقاً جديداً ويتحدثون صراحة على أن يقتصر الإعلان النهائي على المجالات التي ثمة سبيل فعلي فيها للتعاون".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات