بلينكن يحض صربيا وكوسوفو على تخفيف التوترات

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي في لندن، 21 يونيو 2023 - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي في لندن، 21 يونيو 2023 - REUTERS
بريشتينا/دبي-الشرقأ ف ب

حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، صربيا على تخفيف حدة التوترات مع كوسوفو، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش.

وتوترت العلاقات بين العدوين السابقين منذ تعيين بريشتينا في مايو رؤساء بلديات من ألبان كوسوفو في بلديات ذات غالبية صربية بشمال كوسوفو بعد انتخابات قاطعها الصرب، ما قاد إلى أعمال شغب للصرب في شمال البلاد، أدَّت إلى إصابة 30 من عناصر قوة حفظ السلام بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنَّ بلينكن دعا خلال الاتصال صربيا إلى "اتخاذ خطوات فورية لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقية التطبيع" مع كوسوفو، وفقاً لما نقلته "رويترز".

وكتب بلينكن عبر "تويتر": "لقد تحدَّثت مع الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش اليوم للتأكيد على أهمية التهدئة الفورية للتوترات"، مضيفاً: "نواصل دعمنا القوي لخطة الاتحاد الأوروبي المكونة من ثلاث نقاط باعتبارها أفضل طريقة للمضي قدماً". 

من جانبه، قال الرئيس الصربي، إنَّ وزير الخارجية الأميركي شدَّد في محادثة هاتفية معه، على "تهدئة الوضع" في شمال كوسوفو، و"يؤيد بالكامل الخطة الأوروبية لوقف التصعيد".

وأضاف فوسيتش عبر تطبيق "إنستجرام"، أنه أكد لبلينكن أنَّ استقالة رؤساء البلديات المتنازع عليها والانسحاب الفوري لقوات شرطة كوسوفو الخاصة من شمال كوسوفو، "له أهمية رئيسية في تهدئة التوترات".

وبحسب الخارجية الأميركية، تحدَّث بلينكن أيضاً، الاثنين، مع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، وحضه على الخفض الفوري للتصعيد في شمال كوسوفو، بما يشمل عمل رؤساء البلديات في شمال البلاد من مواقع بديلة.

حرب كلامية

يأتي ذلك فيما أفرجت صربيا الاثنين عن ثلاثة عناصر من شرطة كوسوفو اعتقلتهم قوات الأمن التابعة لها في منتصف يونيو، في خطوة رحب بها بلينكن، ما يخفّف حدة التصعيد الأخير بين الدولتين الواقعتين في البلقان.

وأثار اعتقال عناصر الشرطة الثلاثة حرباً كلامية بين حكومة كوسوفو وصربيا، ففي حين أكدت بريشتينا أنهم "خُطفوا"، قالت بلجراد إن المجموعة التي وصفتها بأنها "إرهابية" عبرت إلى صربيا.

وتسعى الحكومة في بريشتينا إلى القضاء على ما تقول إنه عمليات تهريب منتشرة على حدود كوسوفو الشمالية، متهمة بلجراد باللجوء إلى الجريمة المنظمة والسوق السوداء، لاستغلال المناطق التي تسكنها غالبية صربية في المنطقة.

وكان كورتي قد اعتبر أن توقيف العناصر الثلاثة ربما يكون "رداً انتقامياً" على اعتقال زعيم مفترض لمجموعة شبه عسكرية صربية في كوسوفو، على علاقة بعصابات التهريب.

ارتفاع منسوب التوتر

ودعت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الجانبين إلى التهدئة بينما انتقدت واشنطن، أقرب حليف لبريشتينا، قرار كوسوفو المتعلق بتنصيب رؤساء البلديات.

وحاول الاتحاد الأوروبي خفض التوتر، بتنظيم محادثات رعاها مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل في بروكسل الأسبوع الماضي، لكن يبدو أنَّ الاجتماع لم يسفر عن تفاهمات، كما لم يلتق زعيما كوسوفو وصربيا وجهاً لوجه.

ورحب الاتحاد الأوروبي الاثنين، بالإفراج عن الشرطيين الثلاثة، ودعا إلى إجراء انتخابات في أربع بلديات "بمشاركة غير مشروطة من صرب كوسوفو".

وصرَّح بوريل للصحافيين في لوكسمبورغ، أن كل من بلجراد وبريشتينا بحاجة إلى إظهار استعداد لتنفيذ التزامات الحوار، مضيفاً أن الدول الأعضاء في التكتل تظل مستعدة لاتخاذ "مزيد من الإجراءات إذا لم يسجل تحقيق تقدم".

وقال في وقت لاحق، إن الإجراءات يمكن أن تكون دبلوماسية ومالية، من دون أن يحدد ما إذا كان يمكن أن تستهدف كلا الجانبين أم جانب واحد فقط، موضحاً أنها ليست عقوبات.

هذا الخلاف هو الأحدث في قائمة طويلة من الحوادث التي تشهدها المنطقة منذ إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008، بعد نحو عقد من مساعدة قوات "الناتو" في طرد القوات الصربية من الإقليم خلال حرب دامية أسفرت عن سقوط حوالى 13 ألف شخص، معظمهم من الإثنية الألبانية.

ولم تعترف صربيا بدعم من حلفائها الروس والصينيين، بالاستقلال الذي أعلنه إقليمها السابق. ويعيش حوالي 120 ألف صربي في كوسوفو البالغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، غالبيتهم العظمى من الألبان.

ويعتبر العديد من الصرب كوسوفو مهدهم القومي والديني، وما زالوا موالين إلى حدّ كبير لبلجراد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات