إسبانيا تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي وسط استعدادها للانتخابات

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يحضر قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بلجيكا. 29 يونيو 2023 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يحضر قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بلجيكا. 29 يونيو 2023 - REUTERS
مدريد-أ ف ب

تستعد إسبانيا لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، السبت، قبل أن تنصرف إلى انتخابات مبكرة مقررة في يوليو، قد تطيح الحكومة اليسارية وتصرف انتباه مدريد عن أهدافها القارية.

وفي 15 يونيو كتب رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز: "مرحبا أوروبا" على تويتر، عارضاً لأولويات إسبانيا خلال توليها رئاسة التكتل القاري الذي يضم 27 دولة.

إلا أن سانشيز الذي يتمتع بحضور وازن على الساحة الدولية، كان قد فاجأ الجميع في 29 مايو بالدعوة الى انتخابات مبكرة في 23 يوليو، غداة خسارة اليسار في انتخابات محلية وإقليمية أجريت في البلاد.

وفي حين تبقى الرئاسة الدورية مسؤولية رمزية لا تمنح البلد الذي يتولاها تأثيراً يفوق تأثير الأعضاء الآخرين، إلا أنها تتيح لإسبانيا التي ستشغلها لـ6 أشهر اعتباراً من الأول من يوليو، فرصة للدفع نحو تحقيق تقدم في قضايا أساسية تهمّ التكتل.

ولكن محللين يرون أن انشغال مدريد بانتخاباتها خلال تولي رئاسة الاتحاد الأوروبي قد يؤثر على انخراطها بشؤون القارة.

إصلاحات بشأن الهجرة

وقال رئيس معهد جاك دولور سيباستيان مايار، إن "الخطر هو في رئاسة ينصرف تركيزها في اتجاه آخر"، على رغم تأكيده "عدم وجود تهديد حقيقي بخروج الأمور عن مسارها" لأن إسبانيا "بلد مؤيد بقوة لأوروبا".

وأضاف مايار: "بالطبع (الانتخابات) تعقّد الأمور. بعض وزراء (الحكومة الإسبانية) سينشغلون بحملاتهم أو يركزون على ما ستكون عليه وظيفتهم المقبلة. سيكون لديهم وقت وطاقة أقل لزملائهم الأوروبيين ولإبرام اتفاقات معهم".

وحاول سانشيز طمأنة الأوروبيين على ثبات التركيز الإسباني على رئاسة الاتحاد، وشدد على "عدم وجود أي خطر لئلا نحقق خلال هذه الرئاسة، الأهداف التي تم وضعها قبل الدعوة إلى الانتخابات".

وفي ردّ على منتقديه، أشار المسؤول الإسباني إلى أن فرنسا أجرت انتخابات رئاسية في أبريل 2022، تزامناً مع توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي.

ومن بين الأولويات التي وضعها لفترة الرئاسة الإسبانية، أعرب سانشيز عن أمله في انجاز إصلاح سياسة الهجرة للاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام، إضافة إلى اتخاذ "خطوات مهمة" نحو المصادقة على اتفاق التجارة مع مجموعة "ميركوسور" التي تضم عدداً من دول أميركا الجنوبية.

وفي مقابل الدعم الذي يلقاه من سانشيز، أثار الاتفاق تحفظات كبيرة في فرنسا على خلفية مخاوف بيئية.

وأكد رئيس الوزراء أن أي تغيير محتمل في الحكومة الإسبانية بنتيجة الانتخابات، لن يؤدي إلى تبدّل الأهداف التي وضعتها مدريد خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي، نظراً لأنه تمّ إعدادها بالتعاون مع "كل الأطراف المؤسسيين والاجتماعيين والسياسيين".

لكن هذا الموقف قوبل باستهزاء من زعيم المعارضة اليمينية ألبرتو نونيس فيخو الذي أكد أن لديه "معلومات عن الرئاسة السويدية (المنتهية ولايتها) للاتحاد الأوروبي.. أكثر من الإسبانية".

تحالف مع اليمين

ويتمحور السؤال الأكبر لشركاء سانشيز الأوروبيين على قدرته على البقاء على سدة الحكم في ظل ترجيح استطلاعات الرأي خروج الحزب الشعبي بزعامة نونيس فيخو فائزاً في انتخابات الشهر المقبل.

ورأى دبلوماسي أوروبي طلب عدم كشف اسمه، أنه "في حال نجح سانشيز، قد نفقد بضعة أسابيع (بسبب الانتخابات) لكن الأمر لن يكون سيئاً لهذا الحد".

وأضاف: "لكن إذا خسر وطالت الأمور والمساومات والمفاوضات لتشكيل ائتلاف" قبل تولي رئيس جديد للوزراء المنصب "عندها يمكن للأمور أن تصبح معقّدة".

ويمكن للأوضاع أن تتعقّد بشكل إضافي في حال فاز نونيس فيخو المؤيد لأوروبا، بالانتخابات لكن بنتيجة تفرض عليه تشكيل ائتلاف مع حزب "فوكس" اليميني المتطرف للتمكن من تشكيل حكومة.

وترجح استطلاعات الرأي هذا الاحتمال.

وسبق لحزب "فوكس" أن أكد منذ تحقيقه مكاسب في الانتخابات المحلية التي أجريت في 28 مايو، أن الثمن الذي سيطلبه للمشاركة في أي تحالف مع نونيس فيخو سيكون مرتفعاً، ما يرجح إطالة المفاوضات بين الطرفين في حال منحتهما نتائج الانتخابات أفضلية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات