أظهرت صور أقمار اصطناعية أن بيلاروس تبني بوتيرة متسارعة ما يبدو أنه منشآت مؤقتة في قاعدة عسكرية مهجورة، وسط توقعات بأن يكون الموقع مقراً محتملاً لمجموعة "فاجنر" الروسية العسكرية الخاصة، والتي مُنحت خيار الانتقال إلى البلاد، بعد تمرد مسلح فاشل، نهاية الأسبوع الماضي، ضد روسيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء، أن عمليات البناء ظهرت لأول مرة في صور أقمار اصطناعية التقطتها شركة "بلانيت لابز" (Planet Labs)، الاثنين، وهي شركة خاصة لديها شبكة أقمار اصطناعية، بعد يومين من وقف قوات "فاجنر" بشكل مفاجئ تقدمها نحو موسكو، إثر تدخل من الرئيس البيلاروسي.
والثلاثاء، أظهرت الصور أن ملعباً رياضياً مساحته قرابة 8 أفدنة (الفدان يعادل 4200 متر مربع) داخل المنشأة العسكرية المغلقة طرأ عليه تغيير، وظهرت 6 صفوف على الأقل مما يبدو أنه مبان مؤقتة، مثل الخيام الكبيرة. كما ظهرت إنشاءات مماثلة في مناطق مفتوحة بجوار الملعب.
وأشارت الصحيفة إلى أن حجم ولون وتصميم المنشآت يتشابه مع مخيمات عسكرية أخرى شُيدت في روسيا وبيلاروس منذ أوائل عام 2022، لافتة إلى أن الصور تبدو غير واضحة، لأنها التقطت بواسطة أقمار اصطناعية متوسطة الدقة، ولم تتمكن الأقمار عالية الدقة التابعة للشركة حتى الآن من التقاط صورة واضحة للموقع منذ بدء البناء.
وتقع القاعدة على بعد نحو 80 ميلاً من العاصمة البيلاروسية مينسك، ونحو 13 ميلاً شمال غرب مدينة أسيبوفيتشي، التي تضم العديد من المنشآت العسكرية، بما في ذلك ساحة للتدريب وموقع تخزين الذخيرة.
كانت القاعدة تستخدم سابقاً من قبل "كتيبة الصواريخ 465" في بيلاروس، التي تشكلت عام 1988 ونقلت بالقرب من أسيبوفيتشي عام 2018.
وهذه الوحدة هي الكتيبة البيلاروسية الوحيدة، التي تمتلك صواريخ من طراز "إسكندر" روسية الصنع القادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية، وفقاً لما ذكره ويليام ألبيرك، خبير الأسلحة النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني، للبحوث الدفاعية والأمنية.
وأظهرت صورة قمر اصطناعي تعود إلى منتصف يونيو الجاري، أن الحقل في القاعدة السابقة كان فارغاً تماماً، وأن هناك نشاطاً ضئيلاً أو معدوماً في مناطق أخرى منها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لم تصدر إعلانات رسمية بشأن مكان إقامة "فاجنر" في بيلاروس أو متى سيسافرون إليها، وليس من الواضح ما إذا كانوا سيغادرون روسيا أو ساحة المعركة في أوكرانيا أو متى سيغادرون. كما مُنحت قوات "فاجنر" خيار الانضمام إلى الجيش الروسي.
لكن وكالة أنباء الروسية المستقلة، "فيرستكا"، ذكرت، الاثنين، لأول مرة أن مدينة أسيبوفيتشي ستكون موقع إقامة مقاتلي "فاجنر"، كما تطابقت القاعدة مع التفاصيل التي قدمها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في بيان، الثلاثاء، وصف فيه مكان إقامتهم.
ونقلت الصحيفة عن لوكاشينكو قوله: "عرضنا عليهم إحدى القواعد المهجورة. هناك سياج، كل شيء هناك، امضوا قدماً، وانصبوا الخيام. سوف نساعد بما في وسعنا".
يأتي ذلك بعد أيام من انتهاء تمرد مسلح نفذته مجموعة "فاجنر" بقيادة يفجيني بريجوجين استمر 24 ساعة، نهاية الأسبوع الماضي، وسيطرت المجموعة لفترة وجيزة على قيادة عسكرية ثم بدأت مسيرة إلى موسكو قبل إجهاضها.
اقرأ أيضاً: