منطاد التجسس الصيني.. تكنولوجيا أميركية وتضارب بشأن جمع المعلومات

time reading iconدقائق القراءة - 7
رسم توضيحي لبالون مطبوع عليه العلم الصيني على علم الولايات المتحدة - REUTERS
رسم توضيحي لبالون مطبوع عليه العلم الصيني على علم الولايات المتحدة - REUTERS
دبي/ واشنطن -الشرقرويترز

قال مسؤولون أميركيون إن المنطاد الصيني الذي حلق فوق الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري، واعتبرت واشنطن أنه للتجسس، كان محملاً بمعدات أميركية الصنع ساعدته في جمع صور ومقاطع فيديو، لكن وزارة الدفاع قالت إنه لم يجمع معلومات بالأراضي الأميركية.

واستشهد المسؤولون بالنتائج الأولية لتحقيق تم إجراؤه عن كثب.

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير، الخميس، بأن العديد من وكالات الدفاع والاستخبارات الأميركية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، حللت حطام المنطاد الذي تم انتشاله بعد أن اكتشفه الجيش الأميركي وأسقطه منذ ما يقرب من 5 أشهر، في حدث أضاف تقلبات جديدة وغير متوقعة إلى العلاقة المشحونة بالفعل بين الولايات المتحدة والصين.

المسؤولون الأميركيون أشاروا إلى أن المنطاد، وفقاً للتحليل، كان مكتظاً بمعدات أميركية متاحة تجارياً، بعضها يُباع عبر الإنترنت، وتتخللها أجهزة استشعار صينية أكثر تخصصاً، ومعدات أخرى لجمع الصور، ومقاطع الفيديو وغيرها من المعلومات لنقلها إلى الصين.

وأوضحوا أن هذه النتائج تدعم الاستنتاج بأن المنطاد كان مخصصاً للتجسس وليس لرصد أحوال الطقس كما قالت بكين.

ووصف المسؤولون المنطاد بمزيجه من المعدات الجاهزة والمتخصصة، بأنه محاولة مبتكرة من جانب بكين للمراقبة.

وقال المسؤولون إنه في حين أن المنطاد التقط بيانات خلال مروره الذي استمر 8 أيام فوق ألاسكا وكندا ومجموعة من الولايات الأميركية المتجاورة، إلا أنه لا يبدو أنه كان يرسل هذه المعلومات إلى الصين.

وامتنعوا عن القول بشأن ما إذا كان المنطاد تعطل، رغم أن وزارة الدفاع "البنتاجون" قالت إن الجيش الأميركي استخدم إجراءات مضادة لمنع جمع المعلومات بواسطة المنطاد.

البنتاجون: المنطاد لم يجمع معلومات

في المقابل قال البنتاجون، الخميس، إن المنطاد لم يجمع معلومات أثناء تحليقه فوق البلاد.

وأضاف المتحدث باسم البنتاجون، الجنرال باتريك رايدر، للصحافيين: "خلُصت تقييماتنا إلى أنه لم يجمع معلومات بينما كان يحلق فوق الولايات المتحدة".

اكتشاف الولايات المتحدة للمنطاد وإسقاطه عرقل الجهود الوليدة للتقارب البلدين، ما أدى إلى تبادل الاتهامات وتفاقم انعدام الثقة والتوتر بين القوتين. وفي الأسابيع الماضية فقط بدأت إدارة الرئيس جو بايدن والقيادة الشيوعية في الصين بإعادة ضبط هشة للعلاقات، ويشير كلاهما إلى أنهما يريدان طي صفحة المنطاد.

في الوقت نفسه، أعرب مسؤولون صينيون عن قلقهم من أنه إذا أصبح تقرير المحققين الأميركيين بشأن المنطاد علنياً، فستضطر بكين إلى رد فعل قوي، ما قد يؤدي إلى إخراج الانخراط الدبلوماسي رفيع المستوى بين واشنطن وبكين عن مساره.

ومن المتوقع أن تسافر وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، إلى بكين، الشهر المقبل، بعد مسار حدده وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وتُحاول الحكومتان الإعداد لاجتماع بين بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج، في وقت لاحق من العام الجاري.

وقال المسؤولون إن أذرعاً بالجيش الأميركي، بما في ذلك وكالة استخبارات الدفاع، أرادت عرض أجزاء من حطام المنطاد على الملأ، وفعل البنتاجون شيئاً مشابهاً في عام 2017 مع الأسلحة الإيرانية التي قالت إنها استُخدمت في اليمن والخليج لإظهار ما وصفته وزارة الدفاع بأنه نشاط إيران الخبيث في الشرق الأوسط.

وحتى الآن، قررت الإدارة الأميركية، عدم مشاركة النتائج التي توصلت إليها علناً بشأن المنطاد، حسبما قال أحد المسؤولين.

ويضغط أعضاء الكونجرس على الإدارة الأميركية لمعرفة ما تعلمه عن قدرات المنطاد، ولماذا سمحت بمروره فوق قواعد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وغيرها من المنشآت العسكرية التي يحتمل أن تكون حساسة.

وانتقد البعض الإدارة لتأخرها في إصدار تقرير لتجنب صفعة أخرى للعلاقات الأميركية الصينية.

وكتب السيناتور الجمهوري روجر ويكر من ميسيسيبي، وماركو روبيو من فلوريدا إلى بايدن، هذا الشهر، متابعة لطلب مماثل يعود إلى فبراير الماضي، جاء فيه: "لم تقدم إدارتكم بعد للشعب الأميركي حساباً كاملاً عن كيفية السماح لمنصة التجسس هذه بالمرور عبر الأراضي الأميركية ذات السيادة وما حمله المنطاد وما جمعه خلال مهمته".

تحقيق لا يزال جارياً

وبعد أن أسقطت القوات الجوية الأميركية، المنطاد، قبالة ساحل ساوث كارولاينا في 4 فبراير، قاد مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI في البداية فحص الحطام الذي تم انتشاله. وقال المسؤولون إن وكالة استخبارات الدفاع، شاركت أيضاً لمعرفة المعدات ذات البعد العسكري، من بين أمور أخرى.

ورفضت وكالة استخبارات الدفاع التعليق، قائلة إن "التحقيق لا يزال جارياً"، كما رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق أيضاً.

وأحالت وزارة الخارجية والقيادة الشمالية الأميركية، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في أميركا الشمالية والتي رصدت وتتبعت المنطاد، الأسئلة إلى مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، الذي رفض التعليق.

ومع ذلك، تم تعميم النتائج الأولية للتحقيق داخل وكالات الاستخبارات والدفاع بدءاً من النصف الثاني من مارس، وفقاً للمسؤولين.

وقال المسؤولون إن جهازاً شبيها بالأقمار الصناعية، مزوداً بأجهزة استشعار وألواح شمسية للطاقة وأجهزة أخرى لالتقاط الصور والتقاط مقاطع الفيديو والتقاط بيانات الرادار كانت مثبتة في المنطاد.

وأوضحوا أنه باستخدام جهاز دفع، كان بإمكان المنطاد المناورة والتجول فوق الموقع لفترات طويلة، اعتماداً على الطقس. ووصف بايدن المنطاد بأنه يحمل "شاحنتين مليئتين بمعدات التجسس".

وأضاف المسؤولون أن تجويفاً إضافياً للحطام أعطى الولايات المتحدة معلومات بشأن كيفية عمل المنطاد، وكيف تم التحكم فيه، ومن المفترض أن ينقل البيانات وأجهزة الاستشعار الموجودة عليه.

وتتبع المحققون أيضاً طلبيات شراء لبعض المعدات وعلاقة المشترين بالحكومة الصينية.

ولفت البنتاجون إلى أن المنطاد كان جزءاً من برنامج مراقبة عالمي من قبل الصين، إذ تم اكتشاف مناطيد فوق أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية، وكذلك الولايات المتحدة. ووصف أحد المسؤولين البرنامج بأنه متطور لإجراء مراقبة في المجال الجوي فوق 60 ألف قدم.

ويُوصف المجال الجوي، فوق هذا الارتفاع مباشرة وأقل من 330 ألف قدم، وهو حدود الفضاء الخارجي حيث تعمل الأقمار الصناعية، أحياناً بأنه "الفضاء القريب"، والأنشطة في هذا النطاق لا يحكمها القانون الدولي.

واتهمت وزارة الخارجية الصينية، الولايات المتحدة بتضخيم قضية المنطاد. وكررت متحدثة باسم الوزارة، الأسبوع الماضي، الموقف الذي اتخذته بكين منذ فبراير، بأن المنطاد كان مركبة مدنية انحرفت عن مسارها.

وفي حين أن نتائج التحقيق خلصت إلى أن المنطاد كان مخصصاً للمراقبة، يتفق أحد المسؤولين وغيرهم في إدارة بايدن على أنه من المحتمل أن يكون المنطاد سار في مسار لم يقصده المشغلون في الأصل.

وقال أحد المسؤولين: "لقد استغلوا المسار الذي وجدوا أنفسهم فيه".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات