"نقص الاستعداد وتقييم خاطئ".. تقرير أميركي ينتقد الإجلاء من أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود أميركيون يودعون رفاقهم الذين سقطوا خلال انفجار أمام مطار حامد كرزاي الدولي في كابول خلال الانسحاب الأميركي من أفغانستان. 27 أغسطس 2021 - REUTERS
جنود أميركيون يودعون رفاقهم الذين سقطوا خلال انفجار أمام مطار حامد كرزاي الدولي في كابول خلال الانسحاب الأميركي من أفغانستان. 27 أغسطس 2021 - REUTERS
واشنطن-أ ف ب

خلُص تقرير رسمي أميركي، الجمعة، إلى أنّ المسؤولين عن عمليّات الإجلاء الجماعيّة من أفغانستان في صيف عام 2021، واجهوا عراقيل بسبب عدم وجود إدارة مركزيّة للأزمة، إلى جانب الغموض الذي اعترى مسألة اتّخاذ القرار، والرسائل العلنيّة المُلتبسة التي صدرت عن واشنطن آنذاك.

وانتهى العمل على هذا التقرير الداخلي لوزارة الخارجيّة الأميركيّة قبل أكثر من عام، لكنّه نُشر، الجمعة، عشيّة عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الولايات المتحدة بمناسبة العيد الوطني في الرابع من يوليو.

ودعا التقرير إلى إجراء إصلاحات تشمل تعيين مسؤول واحد فقط في أيّ أزمة مستقبليّة، وفصل التخطيط للإجراءات الطارئة عن الاعتبارات السياسيّة.

وكان وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن أمر بإجراء هذه المراجعة بعد مشاهد الفوضى في مطار كابول الدولي في أغسطس 2021، عندما نظّم الجيش الأميركي عمليّة إجلاء واسعة، إثر عودة حركة "طالبان" إلى السلطة.

وفي أغسطس 2021، أعلنت إدارة بايدن، نقل أكثر من 122 ألف شخص جواً من مطار حامد كرزاي الدولي، وتم إجلاء أكثر من 6000 مدني أميركي، عندما أكملت الولايات المتحدة انسحابها.

"نقص نسبيّ"

وأشاد التقرير بنجاح هذا الجسر الجوّي الذي أتاح إجلاء 125 ألف شخص، بينهم 6 آلاف أميركي. لكنّه أشار إلى أنّ عمليّة الإجلاء واجهت "تحدّيات كبرى" مرتبطة بواقع أنّ كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن "لم يتّخذوا قرارات واضحة" منذ البداية لناحية إجلاء الأفغان المعرّضين للخطر.

وأضاف التقرير أنّ "التغييرات المستمرّة في التوجيهات، والرسالة التي بُعِثت من واشنطن (..) زادت الارتباك". كما ذكر أنّ إدارة بايدن ورثت تأخيراً في ملفّات طلبات التأشيرات التي تراكمت خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.

وتُظهر هذه الوثيقة التي تستند إلى أكثر من 150 مقابلة مع مسؤولين سابقين وحاليّين، تبايناً كبيراً في النهج بين الإدارتَين، يتمثّل في "نقص نسبيّ" في الاستعدادات من جانب الأجهزة الحكوميّة في ظل الإدارة الجمهوريّة (ترمب)، وإجراءات "شديدة" في ظلّ الإدارة الديمقراطيّة (بايدن) التي فوجئت بسرعة الأحداث.

وأوضح التقرير أنّ "الأمر الذي أعاق إلى حدٍّ ما الاستعداد للأزمة وتخطيط الاستجابة لها" تمثّل في "الخشية من إرسال إشارة خاطئة، خصوصاً رسالة قد توحي بأنّ الولايات المتحدة لم تعُد تثق في الحكومة الأفغانيّة" وبالتالي تسريع سقوطها.

تقييم خاطئ

وكانت الاستخبارات الأميركيّة تعتقد أنّ الحكومة الأفغانيّة الموالية للغرب قادرة على الاحتفاظ بالسيطرة على كابول "أسابيع أو حتّى أشهراً".

واقترح التقرير أن توضَع برامج للإجلاء بشكل روتيني، في حين تحدّثت تقارير صحافيّة في الآونة الأخيرة عن استعدادات أميركيّة في حال اندلاع أزمة في تايوان.

وفي مذكّرة وجّهها إلى موظّفي وزارة الخارجيّة، الجمعة، أشاد بلينكن بصفات "الشجاعة والبراعة والتفاني" الاستثنائيّة لدى الموظّفين الأميركيّين في أفغانستان، واعداً باتّباع توصيات التقرير. 

وقال إنّ "الدروس المستفادة (بعد الانسحاب) ساعدتنا بالفعل في استجاباتنا في أوكرانيا، والسودان، وأماكن أخرى".

من جهته، كشف مسؤول أميركي كبير تحدّث شريطة عدم كشف اسمه، أنّ أجزاء من التقرير بقيت سرّية لأسباب أمنيّة.

وأشار إلى أنّ وزارة الخارجيّة اتّبعت بالفعل توصيات واردة في التقرير، ولا سيّما من خلال تحديد أشخاص قد يُكلّفون الاستجابة لأزمات مستقبليّة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات