الشيشان.. مركز لتدريب المتطوعين لدعم الجيش الروسي في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
قوات أخمات الشيشانية بجروزني - "الشرق"
قوات أخمات الشيشانية بجروزني - "الشرق"
جوديرميس (الشيشان) -ديالا الخليلي

مع بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، أعلنت جمهورية الشيشان شمال القوقاز دعمها للعمليات العسكرية التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد جاره الغربي، وأرسل الرئيس الشيشاني رمضان قديروف مجموعات مسلحة من بلاده لتقاتل جنباً إلى جنب مع القوات الروسية، كما فتح مركزاً لتدريب المتطوعين لإرسالهم في ما بعد إلى الجبهة.

وأصبحت الشيشان منذ انطلاق الحرب في أوكرانيا، مركزاً يستقطب المتطوعين من سائر أنحاء روسيا، إذ انطلقت بين جدران الجامعة الروسية للقوات الخاصة، الواقعة في مدينة جوديرميس، دورات نظرية وأخرى عملية يقصدها يومياً، وفقا لإدارة الجامعة ما بين 20 و30 متطوعاً لتعلم تكتيكات القتال، والإسعافات الأولية، استعداداً للتوجه إلى جبهات القتال بعد إتمام أسبوعين من التدريب. 

وقال بايبيتار فايخانوف مساعد الرئيس الشيشاني ورئيس الجامعة الروسية للقوات الخاصة، إن عمليات تدريب المقاتلين لا تقتصر على الشيشان فقط بل يتم تدريب وحدات من أقاليم روسية أخرى.

وأضاف لـ"الشرق": "بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة بدأنا تدريب المتطوعين، وحتى اللحظة وصلت أعداد المتدرين إلى قرابة 13 ألف متطوع، وبالفعل تم إرسالهم إلى الجبهة".

وأشار فايخانوف إلى أنه في الوقت الحالي هناك بين 20 و30 متطوعاً يأتون إلى المركز يومياً، لكن "عندما تم الإعلان في روسيا عن التعبئة الجزئية كنا نستقبل بين 50 و60 متطوعاً يومياً. وكان الأمر يبدأ بتوجيه طلب إلى عمدة مدينة جروزني ومن ثم التجمع والقدوم إلى الجامعة".

حلم المشاركة في الحرب

وعادة ما يأتي المتطوعون الذين ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة من شتى مناطق روسيا، وروى بعضهم لـ"الشرق" أسباب وجودهم في الجامعة.

قال فلاديمير وهو شاب من مدينة نوفوسيبيرسك الروسية: "بسبب حالتي الصحية لم أستطع الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، على الرغم من أني كنت أحلم بالانخراط في الجيش، وسنحت لي الفرصة هنا للمشاركة في الحرب، كما أن أبي وعمي الآن موجودان هناك (على الجبهة)".

وأوضح ستانيسلاف من مدينة إيفانوفو، أن قراره بالتطوع للقتال يعود لرغبته في تقديم مساعدة لروسيا.

وأضاف: "أنا لا أشعر بالخوف، وقررت مساعدة بلدي، كما أن أخي متواجد في الجبهة حالياً".

مزايا الجيش

في منتصف يونيو الماضي، وقّعت وزارة الدفاع الروسية وكتيبة "أخمات" للمتطوعين، التي أعدتها الجامعة الروسية للقوات الخاصة، العقد الأول الذي يُحدد أنشطة الوحدات التطوعية في منطقة العملية العسكرية الخاصة، كما تسميها موسكو.

يأتي ذلك كجزء من تنفيذ تعليمات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، بشأن تحديد إجراءات تنظيم الأنشطة الرسمية للمنظمات التطوعية، والتي تحصل على المزايا والضمانات التي تملكها القوات المسلحة الروسية النظامية.

لا تشابه مع "فاجنر"

ورداً على سؤال "الشرق" بشأن كيفية توجه المتطوعين إلى الجبهة، قال بايبيتار فايخانوف، رئيس الجامعة: "بعد إتمام التدريبات يُوقع المتطوعون عقداً مع وزارة الدفاع الروسية، ونحن بدورنا وقعنا عقداً مع وزارة الدفاع، والمتطوعون يوقعون العقود معنا، ثم نوقع مع الوزارة ليبقى المقاتلون في ساحات المعارك 4 أشهر".

وأوضح أن "العقود التي أبرمناها مع وزارة الدفاع هي ذاتها التي تبرمها القوات الروسية معهم. فهم بذلك يحصلون على المزايا والضمانات التي يحصل عليها الجيش النظامي".

هذه الترتيبات بين موسكو والشيشان، تختلف عن قوات مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة بقيادة يفجيني بريجوجين، الذي رفض الخضوع لأوامر وزارة الدفاع وبالأخص لشويجو، ما دفع السلطات الروسية في ما بعد إلى تهديده بالحرمان من التمويل ما لم يُوقع عقداً بتاريخ أقصاه أول يوليو الجاري، مؤكدة عدم السماح له بالمشاركة في الحرب.

في وجه التمرد

التمرد الذي نفذته مجموعة فاجنر في 24 يونيو الماضي دفع القيادة الشيشانية ممثلة في رئيسها رمضان قديروف إلى إعلان دعمه للرئيس الروسي بوتين واستعداد قواته لتقديم العون في إحباط تمرد بريجوجين وحتى استخدام أساليب قاسية إذا لزم الأمر.

وسرعان ما تحركت قوات "أخمات" الشيشانية مؤقتاً نحو منطقة روستوف الحدودية الروسية التي اختارها قائد "فاجنر" وجهة له قبل تحركه نحو العاصمة موسكو، وبعد وقت قصير وردت أخبار عن وجود نحو 3 آلاف جندي شيشاني في ضواحي العاصمة لحمايتها إذا تطلب الأمر.

باخموت وماريوبل

في العام الماضي، خاضت القوات الشيشانية معارك ضد القوات الأوكرانية وكتيبة آزوف في مدينة ماريوبل بجمهورية دونيتسك، لتفرض في نهاية المطاف سيطرتها على المدينة.

لكن بعد نحو عام، وتزامناً مع الانتقادات الحادة التي وجهها بريجوجين إلى وزير الدفاع الروسي، ورئيس هيئة الأركان العامة، وتهديداته بالانسحاب من مدينة باخموت جراء نقص الذخيرة، أعربت وحدات "أخمات" عن استعدادها للانتقال إلى باخموت وفرض السيطرة عليها، الأمر الذي أدى، بحسب بعض الروايات، إلى تراجع "فاجنر"، بسبب عدم رغبتها في خسارة النصر المحتمل بعد أكثر من 7 أشهر على القتال لأجلها.

واليوم، على خلفية وجود أكثر من 10 آلاف جندي شيشاني في ساحات المعارك، قال قائد فوج شرطة الأغراض الخاصة "أخمات" في وزارة الداخلية الشيشانية زميد تشلايف لـ"الشرق"، إن "المعدات التي نستخدمها في القتال حصلنا عليها من الرئيس رمضان قديروف".

وأضاف: "في الوقت الحالي هناك أكثر من 10 آلاف جندي من قوات (أخمات) في منطقة العملية العسكرية، كما سينضم إليهم نحو 15 ألف جندي آخر".

ومع اقتراب الصراع الأوكراني من عام ونصف العام، لا يكتفي الرئيس الشيشاني بإرسال قواته إلى أوكرانيا وتدريب متطوعين، بل ويعلن تشكيل فوجين جديدين في المنطقة لإرسالهما إلى الحرب.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات