بعد محاكاة صينية.. تايوان تشكك في قدرة بكين على إغراق حاملة طائرات أميركية

time reading iconدقائق القراءة - 6
طائرة مقالتة تحلق فوق حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس جيرالد آر فورد" بالمحيط الأطلسي. 28 يوليو 2017 - REUTERS
طائرة مقالتة تحلق فوق حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس جيرالد آر فورد" بالمحيط الأطلسي. 28 يوليو 2017 - REUTERS
دبي -الشرق

شككت تايوان في دراسة رجحت قدرة الصين على إغراق أسطول حاملة الطائرات الهجومية الأميركية الأكثر تطوراً بسهولة، في الوقت الذي تسعى فيها تايبيه إلى تعزيز ثقة الشعب والتصدي إلى الترهيب المستمر من قبل بكين.

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن باحثين بجامعة شمال الصين، المدعومة من جيش التحرير الشعبي الصيني، قولهم في دراسة نُشرت، في مايو الماضي، إن محاكاةً لمناورة حربية، أظهرت أن شن هجوم باستخدام 24 صاروخاً مضاداً للسفن تفوق سرعتها سرعة الصوت سيؤدي بالتأكيد إلى إغراق أسطول تقوده حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد". 

"حرب معرفية"

ورفض مسؤولو الأمن القومي في تايوان، نتائج الدراسة، والتي أوردتها وسائل إعلام في الصين وهونج كونج، ونقلتها وسائل إعلام تايوانية في وقت لاحق، باعتبارها جزءاً من "الحرب المعرفية" الصينية.

وقال خبراء تايوانيون، إن تكرار المحاكاة وفقاً لمعايير واقعية سيؤدي إلى نتائج مختلفة تماماً. 
 
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن الخلاف بشأن المناورات الحربية يسلط الضوء على مخاوف إدارة رئيسة تايوان، تساي إينج ون، من أن "يؤدي تزايد المناورات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان وحملة التضليل، إلى تأجيج المخاوف من نشوب حرب وتقوض إرادة البلاد للدفاع عن نفسها".

وتعتبر الصين أن تايوان جزءاً من أراضيها، وهددت بضمها باستخدام القوة العسكرية، وكثفت التدريبات الجوية والبحرية حول الجزيرة، كما زادت من عمليات التوغل العسكرية عبر خط المنتصف لمضيق تايوان، والذي يمثل عازلاً غير رسمي بين الجانبين. 

واستخدمت السلطات الصينية، أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي، والمنافذ الإعلامية التقليدية للسخرية من الجيش التايواني، وتصوير الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، على أنها "خيار بين السلام والحرب"، حسبما ذكرت الصحيفة. 

وقالت رئيسة المخابرات التايوانية، تساي مينج، في مقابلة معها، هذا الأسبوع، إن سلوك الصين يجب أن يُنظر إليه باعتباره "ترهيباً وليس عدواناً". 

"سيناريو الإغراق"

 وقال لين تشوان كاي، الخبير في المناورات الحربية بمعهد الدفاع الوطني وأبحاث الأمن التابع لوزارة الدفاع التايوانية، إن تكرار المحاكاة التي أجرتها جامعة شمال الصين في المعهد أدى إلى غرق 2.2 فقط من السفن الـ6 في مجموعة حاملة الطائرات الأميركية، مقارنة بـ5.6 سفينة في المحاكاة الخاصة بالباحثين الصينيين.

وأضاف لين: "لقد وجدوا أنهم قادرون على القضاء على المجموعة بأكملها تقريباً، ولكن نتائجنا أظهرت أنهم لن يتمكنوا من إحداث سوى أضرار طفيفة". 

ووجد معهد الدفاع الوطني وأبحاث الأمن، أن الصواريخ الصينية ستتمكن من إغراق معظم الأسطول الأميركي فقط عندما تتوقف السفن عن الحركة.

قدرات صاروخية

وقالت "فاينانشيال تايمز"، الجمعة، إن الدراسة مثلت أول إعلان من جانب الصين عن محاكاة الجيش الصيني لضربات ضد حاملة طائرات أميركية باستخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت. 

واستخدمت الصين صواريخ باليستية من طراز "دونج فينج-20" و"دونج فينج-26" في المحاكاة. وتُعرف هذه الصواريخ باسم "قاتل حاملات الطائرات"، لأنها مصممة لاستهداف السفن البحرية أثناء تنقلها، بحسب الصحيفة. 

وفي مارس الماضي، أكدت وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أن الصين تسبق روسيا في تطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتمتلك حالياً الترسانة الرائدة في العالم من الأسلحة الأسرع من الصوت.

وأفادت "بلومبرغ" الأميركية، في مارس 2022، بأن مساعي واشنطن للحاق بالصين وروسيا في تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت "بدا أنها تتعثر"، بعد تسجيل 3 إخفاقات متتالية في الاختبارات على صاروخ يطلق من الجو تابع لشركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.

وبعكس الصواريخ الباليستية، التي تحلق بسرعات تفوق سرعة الصوت ولكنها تنطلق على طول مسار محدد، فإن الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قادرة على المناورة رغم تحليقها بسرعة "5 ماخ"، أو خمسة أضعاف سرعة الصوت.

ووفقاً لمسؤولي الدفاع الأميركيين، فإن هذه القدرة على المناورة عالية السرعة تجعل من الصعب بشكل خاص اكتشاف تلك الأسلحة، وبالتالي يصعب اعتراضها.

ووفقاً لوكالة الاستخبارات الدفاعية، والمعلومات التي جمعتها خدمة أبحاث الكونجرس، فإن الصين تدير موقعين بحثيين للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، مع ما لا يقل عن 21 نفقاً للرياح. ويمكن لبعض أنفاق الرياح اختبار المركبات التي تحلق بسرعات تصل إلى "12 ماخ".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات