أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، مساء الجمعة، عزم الائتلاف الحكومي تقديم استقالته والدعوة إلى انتخابات جديدة، بعد فشله في الاتفاق على الإجراءات اللازمة للحد من تدفق المهاجرين.
وقال مارك روته، إنه سيقدم استقالة الحكومة إلى الملك فيليم ألكسندر، موضحاً أن الخطوة المقبلة ستكون الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة، مؤكداً في الوقت ذاته أن الحكومة الانتقالية ستستمر في دعم أوكرانيا.
وأشرف روته، وهو رئيس الوزراء الأطول عهداً في تاريخ هولندا، على مباحثات لحل الأزمة بين الشركاء الأربعة في الائتلاف، أخفقت في التوصل الى اتفاق، بحسب قناتي NOS وRTL ووكالة ANB المحلية.
وتمكّن روته من البقاء في السلطة طوال 12 عاماً على الرغم من الفضائح، وشكل ائتلافه الرابع في يناير 2022 بعد 271 يوماً من المفاوضات.
وأراد روته (56 عاماً)، وهو زعيم حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، اليميني الليبرالي، أن يفرض قيوداً على لم شمل عائلات طالبي اللجوء، في أعقاب فضيحة اكتظاظ مراكز الهجرة في هولندا، العام الماضي.
وطالب روته، بتحديد سقف لأقارب المهاجرين من دول النزاع الذين يمكن لهولندا استقبالهم عند 200 شخص شهرياً، إلا أن الحزب الديمقراطي المسيحي المنضوي في الائتلاف الحاكم، عارض الخطة بشدة.
إخفاق "زر الطوارئ"
وأجرت الأحزاب الأربعة للائتلاف، مباحثات أزمة، الأربعاء وحتى وقت متأخر من الخميس، في محاولة لإنقاذ الحكومة المتعثرة التي مر على توليها السلطة 18 شهراً.
لكن التسوية التي اصطلح على تسميتها "زر الطوارئ" وتقضي باعتماد القيود الجديدة فقط في حال وصول أعداد كبيرة من المهاجرين، لم تكن كافية لإنجاح مباحثات اللحظة الأخيرة، الجمعة.
ورجحت وسائل إعلام محلية، أن يكون روته سعى إلى اتخاذ موقف متصلّب بشأن قضايا الهجرة لامتصاص ضغوط يتعرض لها من الجناح الأكثر يمينية في حزبه.
وغالباً ما وجد رئيس الوزراء نفسه، تحت ضغوط متزايدة في مسألة الهجرة نظراً لقوة الأحزاب اليمينية في هولندا، بما يشمل السياسي المناهض للإسلام جيرت فيلدرز.
طموح في العودة
ويأمل روته، وهو الثاني في أوروبا من حيث طول عهده في رئاسة الوزراء بعد المجري فيكتور أوربان، أن يحصل من خلال الدعوة إلى انتخابات مبكرة على تأييد لتشكيل خامس حكومة ائتلافية له منذ عام 2010.
إلا أنه قد يواجه منافسة داخلية على خلفية تزايد ضيق صدر الناخبين حيال طول المدة التي أمضاها في الحكم، حتى في ظل غياب المنافسين الجادين له.
ونجح روته بحنكته السياسية في خط مساره إلى قمة الهرم في السلطة التنفيذية الهولندية عبر 4 ائتلافات متتالية، الا أنه واجه سلسلة من المشكلات التي كادت أن تطيح بحكمه.
وأُرغمت حكومته السابقة على الاستقالة عام 2021 على خلفية فضيحة معونات حكومية كانت تستهدف بشكل أساسي أطفال العائلات المنتمية إلى أقليات عرقية.
وتعرّض في 2017 لانتقادات واسعة لجنوحه نحو اليمين قبل الانتخابات في مسعى لمنع فوز فيلدرز في فترة شهدت صعود الأحزاب الشعبوية بعد انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة والاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016.
اقرأ أيضاً: