قمة الناتو.. مساع لاحتواء الانقسامات وعضوية أوكرانيا على رأس الأجندة

time reading iconدقائق القراءة - 7
زعماء دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) يلتقطون صورة تذكارية قبيل انطلاق القمة السنوية للحلف، فيلنيوس، ليتوانيا. 11 يوليو 2023 - Bloomberg
زعماء دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) يلتقطون صورة تذكارية قبيل انطلاق القمة السنوية للحلف، فيلنيوس، ليتوانيا. 11 يوليو 2023 - Bloomberg
دبي/فيلنيوس-الشرقرويترز

اجتمع زعماء حلف شمال الأطلسي "الناتو" في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، الثلاثاء، سعياً للتغلب على انقسامات تهدد وحدة الحلف، فيما بحثوا عضوية أوكرانيا ودعمها بالمعدات والأسلحة لمساعدتها في الانتصار على الغزو الروسي.

وتعني الانقسامات بين الدول الأعضاء وعددها 31 دولة أن الحلف لن يحدد موعداً لانضمام أوكرانيا أو يوجه لها دعوة مباشرة للانضمام له، وهي الخطوة التي تقول موسكو إنها ستشكل تهديداً لأمنها القومي.

وأعاد الرئيس الأميركي جو بايدن تأكيد التزام واشنطن تجاه الحلف، بينما كان يتحدث وإلى جانبه الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا، الذي تشعر بلاده بـ"قلق بالغ" من عواقب الغزو الروسي على أوروبا الشرقية.

وقال بايدن: "تعهدنا بأن نكون معكم لم يتزعزع". ومن المقرر أن توافق القمة على أول خطط دفاعية شاملة للحلف منذ نهاية الحرب الباردة في مواجهة أي عدوان روسي.

 "رسالة إيجابية"

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج، إن أوكرانيا ستتلقى "رسالة إيجابية" فيما يتعلق بسعيها للانضمام إلى الحلف العسكري الغربي.

وأضاف ستولتنبرج: "ستحصل كييف على المزيد من المساعدات العسكرية والضمانات الأمنية وتيسيراً للشروط الرسمية لانضمامها، بالإضافة إلى شكل جديد للتعاون مع الحلف يسمى مجلس حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا".

بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن الاجتماع "سيرسل إشارة إيجابية حول طلب كييف الانضمام للحلف"، وذلك فيما أبدى دبلوماسيون تفاؤلهم مع اقتراب المفاوضين من التوصل إلى اتفاق نهائي.

 ألمانيا تعد بضمانات 

من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إنه سيتم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية بعد الانتهاء من الغزو الروسي.

وأضاف: "بالنسبة لنا من المهم منذ البداية أن تكون هناك ضمانات أمنية لأوكرانيا، يمكن أن تكون فعالة بمجرد أن يكون هناك سلام، ولهذا سنقوم أيضاً بالاتفاقات الضرورية".

وفي الإطار، تعهدت وزارة الدفاع الألمانية بإرسال أسلحة وحزمة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 700 مليون يورو (769.9 مليون دولار)، وفق ما أوردته "CNN".

وقالت الوزارة في بيان إن "بعض المعدات التي ستسلمها تشمل قاذفتي باتريوت و40 مركبة قتال مشاة من طراز (ماردير)، بالإضافة إلى إرسال 25 دبابة قتال رئيسية من طراز Leopard 1 A5 وخمس دبابة Bergepanzer 2 من مخزونها".

وأضاف البيان أن ألمانيا تعهدت بتقديم "31 قطعة في المجموع من مخزونات القوات المسلحة الألمانية، بما في ذلك 20 ألف طلقة من ذخيرة المدفعية و 5 آلاف طلقة من عيار 155 ميليميتر من الذخيرة الدخانية، إضافة إلى نظام طائرات بدون طيار LUNA".

لا جدول زمني

في السياق، قال بيتر سيارتو وزير خارجية المجر إن البيان الختامي لقمة الحلف "لا يتضمن جدولاً زمنياً محدداً لعملية انضمام أوكرانيا إلى الحلف العسكري".

وأضاف الوزير في مقطع فيديو بث على صفحته في فيسبوك: "في هذا الجزء من البيان الختامي للقمة، لم يرد ذكر موعد لانضمام أوكرانيا أو جدول زمني بتواريخ محددة".

أوكرانيا تنتظر

من جانبها انتقدت روسيا القمة، قائلة إن توسع الحلف شرقاً "كان سبباً رئيسياً للنزاع في أوكرانيا قبل ما يقرب من 17 شهراً".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن دبلوماسي روسي كبير في فيينا تحذيره من أن أوروبا ستكون "أول من يواجه عواقب كارثية، إذا تصاعدت الحرب في أوكرانيا".

ويتفق أعضاء حلف الأطلسي على عدم إمكانية ضم كييف أثناء الغزو، لكنهم اختلفوا بشأن وتيرة وشروط عملية الانضمام بعد ذلك.

ويضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الحلف من أجل رسم مسار واضح لأوكرانيا للانضمام إليه بمجرد انتهاء الغزو، إذ قال زيلينسكي في بيان شديد اللهجة على حسابه الرسمي في "تويتر" إن "عدم اليقين" بشأن عضوية أوكرانيا في "الناتو" هو دافع لروسيا "لمواصلة إرهابها".

وأضاف زيلينسكي: "نقدر حلفائنا. نحن نقدر أمننا المشترك. ونقدر دائماً إجراء محادثة مفتوحة. سيتم تمثيل أوكرانيا في قمة الناتو بفيلنيوس. لأن الأمر يتعلق بالاحترام".

وتابع: "لكن أوكرانيا تستحق الاحترام أيضاً. الآن، في الطريق إلى فيلنيوس، تلقينا إشارات تفيد بأنه تتم مناقشة صياغة معينة بدون أوكرانيا، هنا أود التأكيد أن هذه الصياغة تتعلق بالدعوة للانضمام إلى عضوية الناتو، وليس حول عضوية أوكرانيا".

وأردف زيلينسكي: "إنه أمر غير مسبوق وعبثي عندما لا يتم تحديد إطار زمني لا للدعوة ولا لعضوية أوكرانيا، يبدو أنه لا يوجد استعداد لدعوتنا أو لضمنا في الحلف. وهذا يعني أن هناك فرصة سانحة للمساومة على عضوية أوكرانيا في الناتو في المفاوضات مع روسيا، ما يجعله دافعاً لمواصلة الإرهاب".

موقف مغاير في الكتلة الشرقية

في الإطار، حض الرئيس التشيكي بيتر بافل، وهو قائد سابق للجيش ومستشار سابق لـ"الناتو"، إلى عدم التأخر في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.

وقال: "تفتقر أوكرانيا إلى القوة الجوية والذخيرة اللازمة لهجومها المضاد الذي يسير ببطء، على الدول الأعضاء في الحلف ألا يتأخروا في تقديم المساعدة العسكرية".

وأيد أعضاء الحلف في أوروبا الشرقية موقف كييف، وقالوا إن وضع أوكرانيا تحت مظلة الأمن الجماعي للحلف هو الطريقة المثلى لردع روسيا عن شن هجوم آخر.

لكن دولاً مثل الولايات المتحدة وألمانيا، أبدتا موقفاً أكثر حذراً، إذ عبرتا عن مخاوف من أن يؤدي أي تحرك إلى انجرار الحلف إلى صراع مباشر مع روسيا وربما إلى حرب عالمية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات