أعد الاتحاد الأوروبي خطة طويلة الأمد تشمل قائمة من "الالتزامات الأمنية" تجاه أوكرانيا، بهدف دعم كييف في صد الغزو الروسي.
وتشمل الخطة التي يصل مداها الزمني حتى 2027، وكشفت عنها مجلة "بوليتيكو"، إذ اطلعت على "وثيقة مسربة"، اقتراحات من بينها ضمان "التدفق المستمر" للأسلحة إلى كييف، والتدريب العسكري المستمر، بالإضافة إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في ربط شركات الدفاع الأوكرانية بالاتحاد الأوروبي.
وتضيف مسودة الوثيقة الصادرة عن دائرة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنه في المستقبل "ستكون عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي بحد ذاتها التزاماً أمنياً"، وترى أنه من أجل مساعدتها على تحقيق ذلك، يتعين على الاتحاد الأوروبي صياغة "دعم مالي طويل الأجل ويمكن التنبؤ به" حتى تتمكن أوكرانيا من إعادة البناء.
وأوضح التقرير أن التوصيات هي في الغالب ملخص لجهود الاتحاد الأوروبي الجارية بالفعل لدعم أوكرانيا، لكن إذا تم جمعها معاً، فهي جديرة بالاهتمام من حيث اتساع مداها ومدتها الزمنية، بالإضافة إلى تخصيص مليارات من الدعم المحتمل في السنوات المقبلة، وهو موضوع حساس سياسياً لأن بعض الدول لا ترغب في منح الاتحاد الأوروبي المزيد من الأموال.
تأتي تلك الخطة على خلفية نقاش أوسع بين الحلفاء الغربيين، بشأن كيفية ضمان استمرار صمود أوكرانيا، ليس فقط هذا الصيف، ولكن في المستقبل المنظور.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، رفض كشف هويته "كلما تحدثنا أكثر عن الضمانات طويلة الأمد، كلما أرسلنا رسالة إلى بوتين مفادها أنه لا يستطيع الاعتماد على الإرهاق الأوروبي، بسبب الانتخابات أو لأي سبب آخر". وأضاف أن هذا "لا يعني أننا نراهن على استمرار الحرب".
وقال متحدث باسم دائرة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنهم "لا يعلقون على الوثائق المسربة".
مظلة أمنية
وإلى جانب الاتحاد الأوروبي، تعمل القوى الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا على صياغة "مظلة أمنية خاصة بها"، من شأنها أن تسمح للدول الأخرى بالانضمام وتقديم تعهدات مختلفة لتقديم مساعدات عسكرية مستمرة لأوكرانيا.
وعلى نحو منفصل، يعمل حلف شمال الأطلسي، على إيجاد طرق لتعزيز الجيش الأوكراني وتدريبه، ليكون مستعداً للانضمام يوماً ما إلى الناتو.
وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي مقيد فيما يمكنه القيام به عسكرياً، إذ يمكنه تقديم مساعدات مثل التدريب والتعليم العسكري، على سبيل المثال، لكنه لا يستطيع منح أوكرانيا أسلحة.
وبدلاً من ذلك، شجع الاتحاد، الدول الأعضاء، على إرسال أسلحتها من خلال تقديم تعويضات جزئية لمثل هذه التبرعات.
وتصف الوثيقة ذلك، بأنه "أحد أعمدة الدعم العسكري الأوروبي على المدى الطويل لأوكرانيا"، قائلة إن المسؤولين سيقدمون "قريباً" خطة لـ"تخصيص قدر من المال" لمثل هذه الجهود التي ستستمر حتى عام 2027.
وتقول: "سيكون هذا عنصراً أساسياً في تحديد مدى الالتزام الأمني للاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا على المدى القصير، بل على المدى الطويل".
مرفق السلام الأوروبي
كان الاتحاد الأوروبي يعوض الدول جزئياً مقابل تبرعاتها بالأسلحة، عن طريق صندوق لم يكن معروفاً في السابق يُطلق عليه اسم مرفق السلام الأوروبي، وهو صندوق خارج الميزانية العادية للاتحاد الأوروبي ويُسمح بشراء أسلحة من خلاله.
ويتيح الصندوق أيضاً لزعماء الاتحاد الأوروبي، التوقيع على عمليات ضخ نقدية جديدة، دون التأثير على الميزانية العادية للاتحاد الأوروبي.
وفي الآونة الأخيرة، سمح القادة بضخ 3.5 مليار يورو إضافية للصندوق، ليصل إجماليه إلى 12 مليار يورو.
ومن المتوقع تخصيص مليار يورو على وجه التحديد لصالح أوكرانيا، وفقاً للعديد من الدبلوماسيين الذين تحدثوا عن هذه الخطط دون الكشف عن هوياتهم.
وتقول مسودة الوثيقة، إن الاتحاد الأوروبي سينفق 4 مليارات يورو من الصندوق هذا العام وحده للمساعدة في شراء الأسلحة لصالح أوكرانيا. وتضيف أنه بمرور الوقت، يجب أن يتطور الصندوق، بحيث ينتقل من سداد تكاليف عناصر مثل الذخيرة إلى دعم مشتريات الأسلحة المشتركة في الاتحاد الأوروبي و"أنظمة أسلحة أكثر تطوراً وتكلفة".
بشكل منفصل، تحرص الوثيقة على إبراز حجم التدريبات العسكرية المقدمة من الاتحاد الأوروبي، قائلة إن 25 ألفاً من أفراد الجيش الأوكراني قد أكملوا أو يخضعون حالياً للتدريب.
وتصف الوثيقة الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه "تحدٍ أساسي للسلام والأمن الأوروبيين". وتقول إن روسيا "من غير المرجح أن تتخلى عن هدفها في إخضاع أوكرانيا".
وبسبب ذلك، تضيف الوثيقة أن "أوكرانيا ستظل بحاجة إلى التزام ودعم الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل لتأمين مستقبلها الأوروبي الحر والديمقراطي".
الانضمام للناتو
وكانت كييف تأمل أن تتلقى دفعة إيجابية في جهودها للإنضمام لحلف الناتو، خلال قمة التكتل الدفاعي في فيلنيوس، لكن الانقسامات بين الدول الأعضاء وعددها 31 دولة أدت إلى عدم تحديد الحلف موعداً لانضمام أوكرانيا، أو أن يوجه لها دعوة مباشرة للانضمام له، وهي الخطوة التي تقول موسكو إنها ستشكل تهديداً لأمنها القومي.
وقال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف الناتو، في وقت سابق، الثلاثاء، إن أوكرانيا ستحصل على المزيد من المساعدات العسكرية والضمانات الأمنية، وتيسيراً للشروط الرسمية لانضمامها، بالإضافة إلى شكل جديد للتعاون مع الحلف يسمى مجلس الناتو وأوكرانيا.
ولفت ستولتنبرج لدى وصوله إلى مقر انعقاد قمة الحلف في فيلنيوس، أنه يتوقع أن يبعث الحلفاء برسالة واضحة ومتحدة وقوية بشأن مسار عضوية أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: