هل نجح قراصنة روس في اختراق قمة الناتو؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
ضباط أمن خلال قمة الناتو في عاصمة ليتوانيا فيلنيوس. 10 يوليو 2023 - REUTERS
ضباط أمن خلال قمة الناتو في عاصمة ليتوانيا فيلنيوس. 10 يوليو 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

فتحت السلطات الليتوانية تحقيقاً في تسريب مزعوم لوثائق أمنية "حساسة" عن قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" الأخيرة التي احتضنتها العاصمة فيلنيوس، وتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتشمل هذه الوثائق، التي لم تؤكد السلطات الليتوانية صحتها، تفاصيل وأسماء المسؤولين عن حماية الوفود الرسمية، وخرائط مسارات تنقل الوفود، والفنادق التي تقيم فيها، والأنظمة الأمنية المستخدمة، وغيرها من المعلومات السرية بشأن القمة.

وقالت المتحدثة باسم دائرة أمن الدولة في الاستخبارات الليتوانية أوريليا فيرنيتشكايتي لوكالة "BNS" المحلية، إن "الوضع معروف، ويتم التحقيق في الحادثة بالتعاون مع الجهات المسؤولة".

ونقلت قناة "LRT" الليتوانية، عن خبراء في الأمن السيبراني، قولهم إن هذا التسريب "إذا تبين أنه صحيح، فإنه لا يشكل خطراً، باعتبار أنه حدث بعد القمة".

ولكن التسريب المزعوم الذي تم تداوله، نشره المدون العسكري الروسي بوريس روزهين في اليوم الأخير من القمة (12 يوليو)، حتى قبل بدء المؤتمر الصحافي الختامي للأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج.

تفاصيل التسريب

وتشير المعلومات المزعومة التي تم نشرها إلى أن مجموعة قراصنة تطلق على نفسها "من روسيا مع الحب"، تمكنت من الحصول على معلومات سرية حول قمة "الناتو" وخطط الأمن التي تم اعتمادها، وقامت بتسريب 29 وثيقة.

وأجرى موقع "Cybernews" بحثاً في هذه الوثائق التي تم تداولها على حسابات "تليجرام"، ويشمل أحد الملفات قائمة الفنادق، ويوضح بالتفصيل مكان إقامة وفد كل دولة خلال القمة، فيما حوت وثيقة أخرى قائمة مفصلة بأوقات وصول الوفود الرسمية.

وتحتوي وثيقة أخرى مسربة، على معلومات عن عناصر الأمن التي ترافق الوفود الرسمية لكل من بلغاريا وفنلندا والنرويج وفرنسا ولاتفيا وهولندا وبولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد وتركيا. كما تشمل أنواع الأسلحة التي كانوا يحملونها، ومواصفات أجهزة الاتصال الخاصة بهم.

ويبدو أن هذه المستندات أكثر حساسية، لأنها تحتوي على معلومات تعريف شخصية لكل ضابط، بما في ذلك الأسماء الكاملة وأرقام جوازات السفر ومعلومات حول فصيلة الدم وأرقام هواتفهم.

ووفق المعلومات المزعومة التي سربها المدون الروسي روزهين، فإن تركيا هي من أحضرت أكبر عدد من رجال الأمن (55 ضابطاً)، ثم بولنداً بـ23 ضابطاً، ثم فرنسا بـ12 ضابطاً، فيما لا توجد أي بيانات عن عدد ضباط الاستخبارات الأميركية.

ويحتوي التسريب أيضاً على قائمة "الشخصيات المهمة جداً" (VIP) بحسب الدول والترتيب، ومعلومات أخرى عن الحركة الجوية، وقيود حركة المرور، بالإضافة إلى حركة المرور بين روسيا وبيلاروس.

ويحتوي التسريب على قائمة وأسماء القناصين (17 قناصاً)، والمشرفين عليهم، بالإضافة إلى محاضر الاجتماعات الأمنية في الفترة التي سبقت انطلاق القمة.

تهديدات سبقت القمة

وفي الفترة التي سبقت قمة الناتو في ليتوانيا، وجّه القراصنة الروس تهديدات بـ"يوم القيامة"، وسيناريو لكارثة عالمية.

ومع ذلك، صرح رئيس مركز ليتوانيا الوطني للأمن السيبراني ليوداس أليسوسكاس، لموقع  Cybernews، الأربعاء، أنه "بمنظور الأمن السيبراني، كانت القمة مملة جداً"، في إشارة إلى عدم تسجيل هجمات كبيرة.

وقال أليسوسكاس إن مثل هذه التهديدات "مفيدة فقط للدعاية الروسية الداخلية"، مضيفاً: "لم نسجل أي حادث في البنية التحتية الحيوية".

وتم رصد عدة هجمات سيبرانية (DDoS) ضد مواقع ليتوانية مختلفة خلال الأيام الماضية، ولكنها لم تسبب تعطلاً كبيراً. وخلال القمة، تمكن قراصنة روس من اختراق خدمة بث للموسيقى، واستخدموها لنشر "دعاية روسية" لزوار أحد المتاجر، وفق "Cybernews".

وقبل انطلاق قمة الناتو في ليتوانيا، أشارت وحدة الأمن السيبراني في شركة "بلاكبيري"، إلى أن مجموعة قراصنة مرتبطة بروسيا معروفة باسم "RomCom" استهدفت كيانات تدعم أوكرانيا، بما في ذلك المشاركون في قمة الناتو، فيما لم يتم التأكد من حجم وتأثير هذه الهجمات.

ونقل موقع "securityweek"، عن شركة "بلاكبيري"، قولها إنه تم الوصول إلى نطاقات السيطرة والتحكم وعناوين بروتوكولات الإنترنت "IP" للضحايا من خادم واحد، وقد لوحظ أنه يتصل ببنية تحتية معروفة تنتمي لـ"RomCom".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات