اقتحام سفارة السويد في بغداد احتجاجاً على مخطط لحرق نسخة من المصحف

time reading iconدقائق القراءة - 4
متظاهرون يتجمعون عند مدخل السفارة السويدية في بغداد بعد يوم من حرق متظاهر نسخة من القرآن في السويد. 29 يونيو 2023 - REUTERS
متظاهرون يتجمعون عند مدخل السفارة السويدية في بغداد بعد يوم من حرق متظاهر نسخة من القرآن في السويد. 29 يونيو 2023 - REUTERS
بغداد - رويترز

قال مصدر مطلع وشاهد من "رويترز"، إن مئات المحتجين اقتحموا السفارة السويدية في بغداد في الساعات الأولى من صباح الخميس، وأشعلوا فيها النيران، تنديداً بموافقة ستوكهولم على تجمع جديد يخطط لحرق نسخة من المصحف، إضافة إلى العلم العراقي.

وقال المكتب الصحافي لوزارة الخارجية السويدية لوكالة "رويترز"، إن "جميع موظفي سفارتنا بأمان"، مؤكدة أنها على اتصال منتظم بهم، معربة عن إدانتها لجميع الاعتداءات على الدبلوماسيين وموظفي المنظمات الدولية.

وأضافت، أن السلطات العراقية تتحمل مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية وموظفيها، منبهة إلى أن الهجمات على السفارات والدبلوماسيين، "تشكل انتهاكاً خطيراً لاتفاقية فيينا".

ودعا أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى ذلك الاحتجاج، قبل حرق متوقع آخر لنسخة من المصحف في السويد. وأدى حرق المصحف في السابق، إلى احتجاجات وإدانات واسعة النطاق.

وأظهرت سلسلة من مقاطع الفيديو نشرتها قناة "واحد بغداد" وهي قناة شهيرة على "تيليجرام" تدعم الصدر، تجمع أشخاص حول السفارة في حوالي الساعة الواحدة من صباح الخميس (22:00 بتوقيت جرينتش الأربعاء)، واقتحامهم مجمع السفارة بعد ساعة تقريباً.

وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت لاحقاً دخاناً يتصاعد من مبنى داخل مجمع السفارة. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من صحة المقاطع، في حين شاهد مراسل "فرانس برس" من سطح مبنى في الحي الذي تقع فيه السفارة، الدخان يتصاعد من مبنى السفارة، المحاط بعشرات المتظاهرين، ووسط انتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب.

وكانت وكالة "فرانس برس" أفادت في وقت سابق، بأن شخصين ينويان التجمع الخميس، أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وحرق نسخة من المصحف، والعلم العراقي.

وبحسب وكالة الأنباء السويدية، فإن أحد المنظمين لتجمع الخميس، هو اللاجئ العراقي سلوان موميكا الذي قام بحرق صفحات من نسخة من المصحف أمام أكبر مسجد في ستوكهولم يوم عيد الأضحى، الشهر الماضي.

الخارجية تدين

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية العراقية بـ"أشد العبارات، حادثة حرق سفارة مملكة السويد لدى بغداد"، مشيرة في بيان إلى أن "هذا الفعل يأتي في سياق الاعتداء على البعثات الدبلوماسية وتهديد أمنها".

وأكدت الوزارة أن الحكومة أوعزت إلى الجهات الأمنية المختصة، بـ"التحقيق العاجل، واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، بهدف كشف ملابسات الحادثة، والتعرف على هوية مرتكبي هذا الفعل ومحاسبتهم وفق القانون".

انتقادات دولية

وأثار فعل موميكا السابق انتقادات دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية وتركيا، معتبرة أنها تشكل مساساً بالمشاعر الدينية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان آنذاك، إن "إحراق النصوص الدينية أمر مؤذ ويظهر عدم الاحترام".

وأعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين بسبب" إقدام أحد المتطرفين على حرق نسخة من المصحف الشريف عند مسجد ستوكهولم المركزي في السويد بعد صلاة عيد الأضحى المبارك"، واستدعت سفيرة السويد لدى الرياض.

وطالبت المملكة الحكومة السويدية "بوقف كافة الأعمال، التي تتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول"، حسبما أفادت (واس).

وأضرت الواقعة أيضاً بمحاولة السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لا يمكنها الموافقة على طلب السويد الانضمام إلى الحلف، قبل أن تتوقف وقائع إحراق المصحف.

كما أدانت الحكومة السويدية نفسها، إحراق المصحف معتبرة ما قام به عملاً "معادياً للإسلام"، لكنّها ذكّرت في بيانها بأنّ "حريّة التجمّع والتعبير والتظاهر هي حقّ يحميه دستور السويد".

اقرأ أيضاً: 

تصنيفات