كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن بلاده وقعت على "أكبر صفقة تصدير في مجالي الدفاع والطيران مع دول الخليج"، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، متوقعاً أن يزور "ليبيا ودولاً أخرى في شمال إفريقيا خلال الفترة المقبلة".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحافيين على متن طائرة خلال عودته من جولة شملت السعودية وقطر والإمارات وجمهورية شمال قبرص المعترف بها من قبل تركيا فقط.
وأعرب الرئيس التركي عن اتجاه بلاده لـ"تعزيز التعاون مع دول الخليج عبر مشاريع ملموسة في الفترة المقبلة"، أملاً بأن "ينعكس ذلك على اقتصاد تركيا بشكل إيجابي بأقرب وقت"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية "الأناضول".
وذكر أردوغان أن بلاده "وقعت على أكبر صفقة تصدير في مجال الدفاع والطيران مع الخليج خلال زيارته الأخيرة للمنطقة".
"مراحل متقدمة"
واعتبر أردوغان أن العلاقات بين بلاده والسعودية "دخلت مرحلة جديدة"، مضيفاً: "مع توقيع 5 اتفاقيات جديدة فإن التعاون سينتقل إلى مراحل متقدمة".
ولفت إلى أن بلاده وقطر "تحتفلان هذا العام بالذكرى 50 لتأسيس العلاقات الثنائية"، مؤكداً أن "علاقات التعاون مع هذا الشريك الاستراتيجي تسير في مستويات رائعة".
وأكد أنه اتفق مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على "نقل علاقات التعاون الثنائي إلى مجالات مختلفة"، مشدداً على أن "الإمارات تعتبر من أهم شركاء تركيا الاقتصاديين والتجاريين في المنطقة"، فقد "زاد حجم التجارة بنسبة 25% العام الماضي، مسجلاً 10 مليارات دولار".
وأشار إلى أن تركيا والإمارات "تمتلكان طاقات مهمة جداً في مجال التجارة والاستثمار"، موضحاً أنه تناول خلال الزيارة "سبل إطلاق تلك الطاقات، وأن البلدين عززا العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال الاتفاقيات الأخيرة".
وبيّن أردوغان أن البلدين "وضعا أسس إنشاء آلية المجلس الاستراتيجي التركي الإماراتي رفيع المستوى، الأمر الذي سيساهم في ضمان رفع العلاقات بين الجانبين إلى أعلى مستوى".
وأفاد بأن أنقرة وأبو ظبي "وقعتا 13 اتفاقية تعاون في قطاعات مختلفة بقيمة 50.7 مليار دولار"، وتابع: "العلاقات بين البلدين تدخل عامها الـ50 العام الجاري، وأن الزيارة كانت مهمة بشكل يتناسب مع أهمية هذا العام".
وركزت زيارة أردوغان للخليج، خلال الأسبوع الجاري، على تعزيز العلاقات الثنائية والاستثمار والتمويل على أمل إنعاش الاقتصاد التركي الذي يعاني من تراجع قيمة الليرة، وزيادة حادة في التضخم.
ووقعت تركيا مع السعودية اتفاقيات ثنائية في مجالات الطاقة، والتعاون الدفاعي، فضلاً عن عقدين مع شركة "بايكر" Baykar التركية المتخصصة في الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي، كما أبرمت أنقرة وأبو ظبي اتفاقيات استراتيجية ومذكرات تفاهم بلغت قيمتها 50.7 مليار دولار.
وشهد حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول الخليج ارتفاعاً خلال الـ20 عاماً الأخيرة من 1.6 مليار دولار إلى نحو 22 مليار دولار، بحسب ما ذكره الرئيس التركي.
مصر وليبيا
وتوقع الرئيس التركي أن يزور "ليبيا ودولاً أخرى في شمال إفريقيا خلال الفترة المقبلة"، مؤكداً على أن "تطوير العلاقات مع مصر سيعزز بشكل كبير من إمكانات تركيا الاقتصادية".
ولفت أردوغان إلى أنه "لمس من قادة دول الخليج التي زارها ترحيباً بإعلان تركيا ومصر رفع علاقاتهما الدبلوماسية إلى مستوى السفراء مؤخراً".
وقال: "في لقاءاتي الخاصة مع القادة خلال زيارتي لدول الخليج، لمست أن الخطوة التي اتخذناها بشأن مصر جعلتهم سعداء حقاً، وجميعهم شكرونا بشأن الخطوة".
وبيّن أن "الوزراء ورجال الأعمال يطورون العلاقات مع مصر"، مؤكداً أن "علاقات مع القاهرة ستتطور بشكل مختلف للغاية".
ورفعت مصر وتركيا مؤخراً مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، ورشحت القاهرة عمرو الحمامي ليكون سفيراً لها لدى أنقرة، فيما عينت تركيا صالح موتلو شن سفيراً لها في القاهرة.
واعتبرت مصر أن الخطوة تهدف لـ"تأسيس علاقات طبيعية بين البلدين من جديد"، فيما قالت تركيا إنها تمثل "مرحلة محورية في عودة العلاقات إلى طبيعتها".
وتحسنت مؤخراً العلاقات بين القاهرة وأنقرة التي شهدت خلافات وقطيعة دامت لسنوات، عقب زيارات متبادلة بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية في العام الجاري.
وفي 29 مايو الماضي، اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي، على "البدء الفوري في ترقية العلاقات الدبلوماسية" بين الدولتين و"تبادل السفراء".
العلاقات مع إسرائيل
وأعلن الرئيس التركي أنه "سيعقد لقاءاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أواخر يوليو الجاري"، معرباً عن تمنياته بأن تكون هذه الخطوة "بداية لمرحلة أفضل بكثير في العلاقات التركية الإسرائيلية".
وكانت دائرة الاتصال برئاسة التركية أعلنت في بيان، الخميس، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور تركيا في 25 يوليو الجاري، فيما يزورها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في 28 من الشهر ذاته.
وقالت دائرة الاتصال إن "زيارة عباس ونتنياهو إلى أنقرة تأتي تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان" الذي سيبحث معهما "المستجدات الحاصلة على الساحتين الإقليمية والدولية".
وذكرت أن "عباس سيناقش مع نظيره التركي العلاقات التركية الفلسطينية وآخر تطورات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية"، مشيرةً إلى أن "الزعيمين سيبحثان الخطوات التي يمكن اتخاذها لتعزيز التعاون بين تركيا والدولة الفلسطينية الشقيقة والصديقة".
ولفت البيان إلى أن أردوغان "سيستعرض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل بكل أبعادها".
كما "ستتم مناقشة الخطوات الواجب اتخاذها لتحسين التعاون بين الجانبين، ومن المقرر تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية".
وكانت إسرائيل وتركيا في الماضي حليفتين مقربتين في المنطقة ثم تدهورت العلاقات قبل أكثر من 10 سنوات بعدما طردت أنقرة السفير الإسرائيلي في أعقاب هجوم إسرائيل في عام 2010 على سفينة قادت أسطولاً يحمل مساعدات إلى قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 10 مواطنين أتراك.
وبدأت العلاقات تتحسن مع إجراء زيارات رفيعة المستوى العام الماضي مثل زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحق هرتسوغ لأنقرة.