ينظر أكثر من 10 مرشحين جمهوريين محتملين في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024، إلى ولاية نيو هامبشير المعروفة بدعم المرشحين ذوي الفرص الضعيفة، على أنها حلقة مهمة في مسار وقف مسيرة تقدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات، للمرة الثالثة على التوالي.
وقبل أشهر من انطلاق الانتخابات التمهيدية للاقتراع الرئاسي الأميركي لعام 2024، لا يزال جزء كبير من الناخبين الجمهوريين منفتحين على مرشح رئاسي جديد ضد ترمب الذي يواجه أزمات عدة، بحسب "أسوشيتد برس" التي قالت إن أسماءً عدة دخلت سباق الترشح لكن ليس هناك ما يشير إلى قدرتها على تحقيق التقدم أمام الرئيس السابق المهيمن على أجواء الانتخابات التمهيدية.
واعتبرت الوكالة أن حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس أقوى بديل لترمب على الورق، لكنه بدأ في تسريح موظفيه، وسط تحديات مالية غير متوقعة، وتراجع أرقام استطلاعات الرأي التي أشارت إلى فشل المرشحين المحتملين الآخرين في الخروج من خانة الآحاد.
ويبدو أن ترمب أحكم قبضته على الحزب الجمهوري أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من استعداده لاحتمال مواجهة لائحة اتهام جنائية ثالثة، بحسب الوكالة.
وذكرت "أسوشيتد برس" أن الجمهوريين يعترفون بهيمنة ترمب، لكنها اعتبرت أن الجمهوريين في جميع أنحاء ولاية نيو هامبشير، حتى داخل مكتب حاكم الولاية يبذلون قصارى جهدهم لمنع الرئيس السابق من الفوز في الانتخابات التمهيدية الأولى في البلاد.
وتعتبر نيو هامبشير محطة توقف مهمة للمرشحين في الانتخابات الرئاسية بسبب موقعها المبكر في سلم تقويم الانتخابات التمهيدية، بحسب "رويترز" التي رأت أنها ولاية مهمة لـ"بناء الزخم مبكراً".
"حملة هزيلة"
ومن بين الأسماء الجمهورية البارزة مايك بنس، نائب ترمب السابق، الذي تودد للناخبين مراراً في الأيام الماضية لكسب ثقتهم، وفقاً لـ"أسوشيتد برس" التي وصفت حملته الانتخابية بـ"الهزيلة".
وقال بنس لجمهوره: "أعتقد حقاً أن الأوقات المختلفة تتطلب قيادة مختلفة، وأنا أعلم أنكم جميعاً ستقومون بعملكم، لأن لدي إيمان ولدي ثقة في الشعب الأميركي".
وذكرت "أسوشيتد برس" أن بنس اعترف هذا الأسبوع، بأنه ليس لديه حتى الآن ما يكفي من المانحين للتأهل للمناظرة الرئاسية الافتتاحية، الشهر المقبل، وهو موقف استثنائي لنائب الرئيس الأميركي.
وخلال محطات متعددة في ولاية نيو هامبشير، هذا الأسبوع، ناشد بنس الناخبين بالتبرع حتى بمبلغ دولار واحد لزيادة أرقامه.
وقال حاكم نيو هامبشير الجمهوري كريس سونونو: "من الواضح أنه يتمنى لو كان في وضع أفضل. لن تجد شخصية أفضل من مايك بنس. إنه مجرد رجل عظيم. لكن رسالته لا تلقى صدى لدى الناس".
ووقف بنس في السنوات الأخيرة أمام موجة غضب قادها الموالون لترمب ومنتقدوه على حد سواء، إذ يعتبره بعض كارهي ترمب أنه مساعد الرئيس السابق الذي مكّن "سلوكه السيء" لمدة 4 سنوات، أما أولئك الذين يحبون ترمب فيلومون بنس على عدم عرقلة التصديق على فوز جو بايدن في انتخابات عام 2020، وهي سلطة لم يكن يتمتع بها نائب الرئيس السابق.
وكان موالون لترمب رددوا هتاف "اشنق مايك بنس" أثناء اقتحام مبنى الكابيتول الأميركي في 2021، فيما لم تتحسن مكانته السياسية داخل الحزب الجمهوري أبداً، إذ قالت رئيسة الحزب الجمهوري السابقة في نيو هامبشاير جينيفر هورن: "أعتقد أن مايك بنس قد تدمر حقاً، ولا يمكنه الفوز، كما أنه لا يوجد سباق يمكن أن يفوز به مايك بنس على الإطلاق".
وستكون ولاية نيو هامبشير، وهي ولاية تتجنب تقليدياً المسار الديني المحافظ الذي يتبناه بنس، نقطة انطلاق "غير محتملة" لعودة المسيحي الإنجيلي الذي أطلق حملته لعام 2024 من ولاية أيوا.
وفي أول محطة له في نيو هامبشير هذا الأسبوع، تجنب بنس إلى حد كبير الحديث عن السنوات التي قضاها كنائب للرئيس ولم ينطق باسم ترمب، كما أنه قدم نفسه بهذه الطريقة: "أنا مايك بنس. أنا من ولاية إنديانا. وأنا أترشح للرئاسة".
ودعا بنس إلى "سياسة خارجية قوية"، كما شدد على ضرورة "إعادة الالتزام بالقيم الاجتماعية المحافظة" و"خفض حاد في الإنفاق الفيدرالي"، لكنه لم يعلن دعمه لقرار حظر الإجهاض.
وشجع زعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ بوب كليج، كل الحاضرين على التبرع بمبلغ دولار واحد لحملة بنس لضمان وصوله إلى عتبة الـ40 ألف متبرع التي حددتها اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري للتأهل.
ورد بنس ساخراً: "يمكنهم تقديم المزيد، نحن نعمل على مدار الساعة للتأكد من حصولنا على عدد كاف من المانحين"، في حين قالت "أسوشيتد برس" إن بعض حلفاء بنس يعترفون سراً بأن الفشل في التأهل لأول مناظرة للحزب الجمهوري سيكون حكماً سياسياً بالإعدام.
ويراهن حاكم نيو هامبشير سونونو أيضاً على ثقل التاريخ للمساعدة في وقف ترمب، مشيراً إلى أن "الناخبين ينتظرون عادة حتى الأسابيع الأخيرة التي تسبق الانتخابات التمهيدية لتحديد قرارهم، لذلك آمل أن يعود معظم الناس إلى رشدهم".