حذر دبلوماسيون غربيون من أن التردد الأميركي قد يكبح الدعم الأوروبي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، في ضوء تعثر هجوم مضاد، روجت له كييف ضد القوات الروسية، بسبب محدودية الموارد العسكرية وتباين المواقف الدولية بشأن دعم عسكري "غير محدود" للأوكرانيين.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن الدبلوماسيين قولهم إن "من غير المرجح أن يزيد الزعماء الأوروبيون دعمهم لأوكرانيا بشكل كبير، إذا شعروا بتردد الولايات المتحدة".
ويستعد الرئيس الأميركي جو بايدن للانتخابات الرئاسية المقررة في خريف 2024، ما يجعله أكثر تحفظاً في السياسة المتبعة بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن العديد من أعضاء الكونجرس في واشنطن يعتقدون أن قلق البيت الأبيض بشأن تأثير الحرب على الحملة الانتخابية يدفعهم إلى التحفظ بشكل أكبر ومتزايد على حجم الدعم المقدم لأوكرانيا.
كما أن تعثر الهجوم الأوكراني المضاد، وتضاؤل فرص تحقيق اختراق كبير هذا العام، يزيد القلق لدى واشنطن وحلفائها من احتمال استمرار الحرب لفترة طويلة، قد تتطلب ضخ كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة وتدريبات أكثر تطوراً لتمكين كييف من فرصة للنجاح بما يعنيه كل ذلك من عبء اقتصادي وسياسي وأمني.
فرص نجاح الهجوم المضاد
ويدرك المسؤولون العسكريون الغربيون أن كييف لا تملك الموارد العسكرية التي تحتاجها لطرد القوات الروسية، بدءاً من الذخائر وصولاً إلى الطائرات الحربية، وفق "وول ستريت جورنال".
وتواجه الجيوش الأوروبية صعوبة في تأمين الموارد الكافية لدعم أوكرانيا وتزويدها بما تحتاجه لاستعادة حوالي 20٪ من أراضيها، تسيطر عليها حالياً روسيا.
وتسبب تعثر الهجوم الأوكراني المضاد في ظهور توترات بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين أمريكيين خلال قمة حلف الأطلسي (الناتو) الأخيرة في ليتوانيا.
وانتقد زيلينسكي علانية موقف "الناتو" خلال القمة، واعتبر البيان الختامي "غير مسبوق وغير معقول"، لكن أنصار أوكرانيا، الذين دعموها بالمليارات على الصعيد العسكري والاقتصادي، شعروا "بالصدمة" لغضب زيلينسكي.
ويعتقد مراقبون عسكريون غربيون أن القوات الأوكرانية بحاجة إلى تدريبات إضافية على التكتيكات العسكرية المعقدة، وعلى نظم دفاع جوي أكثر فاعلية.
ووفق معلومات استخباراتية غربية وأوكرانية، أوردتها "وول ستريت جورنال"، فإن روسيا غير قادرة على استغلال المبادرة وشن هجمات على مواقع أوكرانية، بسبب مشاكل التعب ونقص الإمدادات والصراعات الداخلية بين القادة العسكريين، لكن القوات الروسية لا تزال قوية بما يكفي لتأمين مئات الأميال من التحصينات، بالإضافة إلى قوتها الجوية، ما يمنع تقدم القوات الأوكرانية.
ويرى القادة العسكريون الغربيون أنه لمهاجمة خصم متحصن في مواقع دفاعية، يجب أن تكون القوة المهاجمة ثلاثة أضعاف حجم العدو، وأن تستخدم تنسيقاً محكماً بين القوات الجوية والبرية، وهو ما تفتقده أوكرانيا حالياً.
"مأزق" الهجوم
وتشكل حقول الألغام العميقة والخطرة والتحصينات الكبيرة والقوة الجوية الروسية حاجزاً أمام تقدم القوات الأوكرانية على الأرض، فيما تتزايد المخاوف لدى غربيين من أن تتحول الحملة العسكرية إلى مأزق، ما يعرض الأرواح والمعدات للخطر من دون تحقيق تقدم جوهري.
وكانت أوكرانيا تأمل في إيجاد ثغرات في التحصينات الروسية، وإحداث تقدم كالذي حققته قواتها العام الماضي، وبدلاً من ذلك، أدت حقول الألغام الكثيفة بشكل غير متوقع إلى إبطاء القوات المهاجمة، ما جعلها عرضة لضربات الطائرات والصواريخ الروسية.
وأثبتت المسيرات والمروحيات الهجومية الروسية، لا سيما مروحيات "كا-52"، أنها خطيرة للغاية.
وتُعتبر "كا-52" من بين أحدث المروحيات الروسية، وتمتلك القدرة على البقاء بعيداً خلف خطوط الجبهة، والاعتماد على بيانات الاستهداف من الطائرات المسيرة للتجسس على المناطق المستهدفة.
وتمتلك صواريخها الموجهة بالليزر "فيخر" مدى يبلغ حوالي 5 أميال، وهو أكبر بأكثر من مرتين من مدى أي صواريخ مضادة للطائرات في ترسانة أوكرانيا.
وتُظهر هذه المروحيات والمسيرات قدرات هجومية دقيقة ومدى طويل، ما يجعلها تشكل تحدياً كبيراً أمام القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في هذه التكنولوجيا الحديثة.
وهذه الأنظمة الروسية ذات القدرات المتقدمة تجعل الصراع أكثر تعقيداً، وتقلل من فرص النجاح السريع للقوات الأوكرانية في المعارك، بحسب الصحيفة.