أطاحت "أسباب سلوكية" بوزير الخارجية الصيني المقال تشين جانج، من منصبه، الثلاثاء، وسط توقعات بعدم حدوث تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية لبكين، وفق خبراء، خاصة بعد عودة الوزير السابق، وانج يي، إلى منصبه.
واستبعد خبراء ومحللون صينيون في تصريحات لـ"الشرق"، أن يكون للقرار أي تداعيات على شكل السياسة الخارجية للبلاد، فيما رأى البعض أن تزامن قرار الإقالة مع إعفاء محافظ البنك المركزي من منصبه، قد تؤثر على ثقة المستثمرين الأجانب في الصين.
جون جونج أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة العلاقات الدولية الصينية، أكد لـ"الشرق"، أن أداء الوزير السابق تشين جانج، كان يحظى برضا القادة في الصين، مشيراً إلى أن "علاقة عاطفية" كانت السبب في الإعفاء من المنصب، إذ أن الحزب الشيوعي الصيني الذي يحكم البلاد "لا يقبل مثل تلك السلوكيات".
جونج شدد على أن "السياسة الخارجية الصينية لا يقررها الوزير وحده، بل تُدرس على أعلى المستويات، وهو يتولى التنفيذ، وبالتالي إعفائه من منصبه لا يُشكل تحولاً في السياسة الخارجية".
واتفق كيندو شو الأستاذ المساعد في جامعة Renmin في بكين، مع رواية جونج، بقوله إن عزل وزير الخارجية يعود إلى "سلوكه الشخصي"، مستبعداً أن يكون لذلك دلالات ذات صلة بالسياسة الخارجية الصينية.
وأضاف، لـ"الشرق": "القيادة العليا في الصين هي التي تقرر السياسة. وتشين جانج لم يف بالمستوى السلوكي المطلوب من وزير خارجية ولهذا أُقيل".
تحديات النمو الاقتصادي
وفي الشأن الاقتصادي، أشار جونج إلى أن الصين "تواجه تحديات تتعلق بنسبة النمو مقارنة بالطموحات والتوقعات"، موضحاً: "مشكلتنا في الصين أننا نقارن بتطلعات أعلى، إذ أن معدل النمو أبطأ من التوقعات ولا سيما في أبريل ومايو. ومع ذلك يحدث التعافي الاقتصادي لكنه بطيء ولا سيما في القطاع الصناعي".
وتابع: "أداؤنا خلال النصف الأول من العام الجاري جيد، وتحقيق مستويات أعلى أمر ممكن جداً، وندرك أننا نواجه بيئة حارجية ووضع اقتصادي عالمي سيء، سواء ما يحدث في أوروبا أوالولايات المتحدة مع التضخم وانخفاض الطلب وغيره، وعلى الحكومة الصينية الكثير من الأمور الواجب أن تقوم بها، حيث تستهدف تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 5%".
ولفت جونج إلى وثيقة أصدرتها الحكومة الصينية قبل بضعة أيام تُظهر، وفق رأيه، التصميم الكبير لدى الحكومة لتحقيق قفزة نوعية في الفترة المقبلة.
في السياق نفسه، طالب شو الحكومة، بأن توفر تسهيلات أكبر لإتاحة بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
مخاوف بشأن الاستثمار
في المقابل، اعتبر روس فينجولد الكاتب المتخصص في الشؤون الآسيوية، أن إقالة وزير الخارجية ومحافظ البنك المركزي "تقلق المستثمرين الأجانب"، مشيراً إلى أنه "في الأسابيع الماضية اجتمع الكثير من المستثمرين الغربيين مع المسؤولين في الصين والذين أكدوا سلامة الوضع الاقتصادي والاستثماري".
وأضاف، في تصريحات لـ"الشرق": "هناك ضغوط سياسية على بعض المستثمرين الأجانب من قبل حكوماتهم سواء في أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة بشأن الاستثمار في الصين، لكن بكين تحاول القول إن تغيير وزير الخارجية لن يؤثر أبداً على الاستثمارات وتحاول مساعدتهم على مواجهة الضغوط لأن الصين تريد أن ترى المستثمرين الأجانب فيها، لكن الكثير من المستثمرين مترددين الآن".
واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن حقبة الاستثمارات الصينية الضخمة في الغرب انتهت، مشيرةً إلى أن الاستثمار الصيني تراجع مع تفاقم العداء تجاه بكين وشركاتها.
وباتت الشركات الصينية تنفق الأموال على نحو متزايد على المصانع في جنوب شرق آسيا ومشروعات التعدين والطاقة في آسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحول "يظهر كيفية استجابة بكين لتوتر العلاقات مع الغرب بقيادة واشنطن، وكيفية لجوئها إلى تعزيز الروابط الاستثمارية والتجارية مع أجزاء أخرى من العالم بطرق قد تخلق خطوط صدع جديدة في الاقتصاد العالمي".
اقرأ أيضاً: