
التقى زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الأربعاء، الوفدين العسكريين لكل من روسيا والصين خلال زيارتهما بيونج يانج لحضور احتفالات الذكرى الـ 70 لما تسميه بيونج يانج "يوم النصر" في إشارة إلى هدنة الحرب الكورية (1950-1953).
وقالت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية إن الوفدين العسكريين الروسي برئاسة وزير الدفاع سيرجي شويجو، والصيني بقيادة عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي لي هونج تشونج، وصلا لحضور فعاليات الذكرى.
وجاءت زيارات مسؤولي البلدين، اللتين تربطهما علاقات قوية مع كوريا الشمالية، نتاج "دعوة نادرة" للضيوف الأجانب تلقوها من دولة منعزلة حافظت على قيود حدودية صارمة منذ جائحة كورونا.
زيارة معرض الأسلحة
ووفقاً لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية (KCNA)، زار كيم وشويجو "معرض الأسلحة 2023"، الأربعاء، رفقة مسؤولين رئيسيين، إذ قدم كيم أسلحة أنتجتها بلاده في إطار خطتها لتطوير الدفاع الوطني، وشارك بآرائه حول الاتجاه العالمي لتطوير الأسلحة واستراتيجيتها والأجندة الأمنية التي تواجه البلدين.
وأظهرت الصور، التي نشرتها وسائل الإعلام، أسلحة مختلفة معروضة، بما في ذلك صواريخ باليستية عابرة للقارات، بالإضافة إلى طائرات مسيرة ظهرت على غرار طائرة المراقبة الأميركية "جلوبال هوك".
كما أجرى وزير الدفاع الروسي محادثات مع نظيره الكوري الشمالي كانج سوننام، فيما أعرب عن عزمه تعزيز العلاقات الثنائية.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن وزير الدفاع قوله: "إنني على ثقة من أن محادثات اليوم ستساعد على تعزيز التعاون بين وزارتي دفاع البلدين".
بدورها، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن الجانبين "توصلا إلى توافق بشأن المواضيع التي تمت مناقشتها"، فيما أثار الاجتماع تكهنات بأن الجانبين ربما ناقشا تزويد روسيا بأسلحة كورية شمالية.
وتعمل كوريا الشمالية على تعزيز علاقاتها مع روسيا، رغم الإدانة الدولية للغزو الروسي ضد أوكرانيا، وسط مزاعم بأن بيونج يانج قدمت أسلحة لموسكو لاستخدامها في النزاع.
رسالتان من بوتين وشي
وذكرت "يونهاب" أن شويجو منح كيم رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما قام لي بتسليم كيم رسالة من الرئيس الصيني شي جين بينج.
ولدى تلقيه رسالة الرئيس الصيني، قال كيم إن زيارة وفد بكين تعكس "رغبة شي في إيلاء أهمية كبيرة للصداقة بين كوريا والصين"، متعهداً بتعزيز العلاقات مع "الشعب الصيني".
وقال مراقبون إن كوريا الشمالية تهدف على ما يبدو إلى استخدام احتفالاتها لإظهار علاقاتها الوثيقة مع الصين وروسيا علناً في مواجهة التعاون الدفاعي المعزز بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان ضد استفزازات بيونج يانج.
ووفقاً لوكالة "كيودو" اليابانية للأنباء، من النادر أن يستضيف الزعيم الكوري الشمالي مسؤولين عسكريين في مكان تُعرض فيه الأسلحة المتطورة للبلاد.
بدوره، أعرب كيم عن آرائه حول "القضايا ذات الاهتمام المشترك في النضال من أجل حماية سيادة وتنمية ومصالح البلدين من الممارسات الاستبدادية والتعسفية للإمبرياليين".
وتقول بيونج يانج إن الحرب الكورية انتهت بانتصار على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، إذ قاتلت قوات الأمم المتحدة بقيادة أميركا إلى جانب كوريا الجنوبية ضد الشمال، الذي كان مدعوماً من الصين والاتحاد السوفيتي آنذاك.
وتقيم كوريا الشمالية الفعاليات التذكارية للذكرى التاريخية لتوقيع الهدنة في 27 يوليو 1953، والذي يُحتفل به في كوريا الشمالية باسم "يوم النصر".