رهن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف، الأحد، مسألة استخدام روسيا للأسلحة النووية بـ"نجاح هجوم أوكرانيا المضاد" والمستمر منذ أسابيع، في حين أعلن الرئيس فلاديمير بوتين خلال عرض للسفن الحربية والغواصات النووية، أن البحرية ستستقبل 30 سفينة جديدة خلال العام الجاري.
وقال مدفيديف في رسالة على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي إن "القوات المسلحة الروسية بتصديها للهجوم المضاد من جانب العدو الجماعي، تدافع عن أرض روسيا ومواطنيها".
وشدد مدفيديف على أن "هذه الحقيقة لا غبار عليها، وهي واضحة لجميع الأشخاص المحترمين"، معرباً عن "ثقته بأن القوات المسلحة الروسية تقوم خلال ذلك بمنع اندلاع نزاع عالمي".
وأضاف: "لو تصورنا أن هجوم عصابات بانديرا الأوكرانية نجح بدعم من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتمكنت من الاستيلاء على جزء من أرضنا، فسنضطر عند ذلك، بموجب قواعد المرسوم الرئاسي الصادر بتاريخ 6 فبراير 2023 لاستخدام الأسلحة النووية". لافتاً إلى أن بلاده "لن يبقى لديها أي مخرج آخر"، في إشارة إلى أنصار القومي المتطرّف الأوكراني ستيبان بانديرا (1909-1959) الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وشدد مدفيديف على ضرورة أن "يتضرع أعداء روسيا للرب لكي يوفق المقاتلين الروس في مهمتهم، لأنهم لا يسمحون باشتعال نيران الحرب النووية العالمية".
وأعاد الغزو الروسي لأوكرانيا وإعلان بوتين في 27 فبراير الماضي وضع "قوة الردع النووي" في حالة التأهب القصوى، التساؤلات بشأن "الظروف القاهرة"، التي قد تدفع إلى استخدام هذا السلاح المدمر في الحروب والصراعات.
وعلى الرغم من أن استخدام مثل هذا السلاح أمر مستبعد، ولم يطرحه أي طرف خلال الصراع الحالي على نحو جديّ، إلا أن موسكو أقرت بالفعل في 2 يونيو 2020 وثيقة وقعها بوتين بنفسه ونشرها الكرملين على موقعه الرسمي، تتضمن "المبادئ الأساسية" لسياسة الاتحاد الروسي الرسمية بشأن الردع النووي.
وحددت الوثيقة الروسية 4 حالات تبرر استخدام الأسلحة النووية، تتمثل في "إطلاق صواريخ بالستية ضد روسيا أو حليف لها، واستخدام الخصم للسلاح النووي، ومهاجمة موقع أسلحة نووية روسي، أو التعرّض لعدوان يهدد وجود الدولة".
سفن جديدة
وفي سياق أخر، تابع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرضاً للسفن الحربية والغواصات النووية في مسقط رأسه بمدينة سانت بطرسبرج، الأحد، معلناً أن البحرية ستستقبل 30 سفينة جديدة خلال العام الجاري.
وشاركت 45 سفينة وغواصة في يوم البحرية الروسي، وهو حدث سنوي يشهد مراسم تقليدية لاستعراض القوة العسكرية في خليج فنلندا وعلى نهر نيفا بسانت بطرسبرج.
وقال الكرملين إن نحو 3 آلاف من جنود البحرية شاركوا أيضاً في عرض بري.
وتفقد بوتين، برفقة وزير الدفاع سيرجي شويجو، وقائد البحرية الأدميرال نيكولاي يفمينوف، بعض السفن من زورق في نهر نيفا قبل إلقاء كلمة.
وقال بوتين: "اليوم، تنفذ روسيا بثقة المهام واسعة النطاق لسياستنا البحرية الوطنية وتعمل باستمرار على تعزيز قدرات قوتنا البحرية هذا العام وحده، سنضيف 30 سفينة من مختلف الفئات إلى الأسطول".
ولم يشر في تصريحاته إلى ما تسميه روسيا "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، فيما حضر 4 زعماء أفارقة الحدث وأرسلت 5 دول إفريقية أخرى ممثلين لها، بحسب الكرملين.
وتلقوا الدعوة بعد قمة روسية-إفريقية في سانت بطرسبرج اختتمت، الجمعة، وناقشت فيها الوفود إمدادات الحبوب ومحادثات السلام المحتملة بشأن أوكرانيا.