
تواجه الولايات المتحدة ودول أوروبية صعوبات في زيادة إمدادات الذخائر الحية إلى أوكرانيا، لدعم جهودها في الهجوم المضاد ضد القوات الروسية، وذلك بسبب الاستخدام الكثيف للذخيرة من قبل كييف.
ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن كانت تعلم منذ أشهر أن المعدلات المرتفعة لإطلاق الذخائر من قبل أوكرانيا سيؤدي إلى نفاد الإمدادات، وأن الإدارة كثفت جهودها لإيصال القذائف إلى خط المواجهة مع دخول الحرب مرحلة حاسمة.
وقال مسؤولون أميركيون إن أوكرانيا تطلق حالياً ما يصل إلى 8 آلاف قذيفة مدفعية يومياً.
وتركز الجهود الأميركية على تزويد أوكرانيا بالمزيد من قذائف المدفعية عيار 155 ملم، التي تُستخدم في مدافع "الهاوتزر" وتنشرها كييف على طول خط المواجهة.
وتشمل الجهود أيضاً الإمدادات المقدمة من الحلفاء الدوليين على المدى القصير، وخططاً لزيادة إنتاج الذخائر في الولايات المتحدة خلال العامين المقبلين.
الإمدادات الأوروبية
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن الإمدادات الأوروبية أيضاً تنفد، وأشارت إلى تقرير نشرته الأسبوع الماضي أفاد بأن أوكرانيا بدأت في إطلاق صواريخ مصنوعة في كوريا الشمالية.
وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقات مع بلغاريا وكوريا الجنوبية لتزويد أوكرانيا بالذخائر، وتجري مباحثات مع اليابان للقيام بمثل هذه الخطوة، حسبما قال مسؤولون للصحيفة.
وأضافوا أن زيادة الإنتاج الشهري من الذخائر الحيوية إلى 90 ألف قذيفة سيستغرق حتى عام 2025، ما يسلط الضوء على التحدي المتمثل في سرعة زيادة الإنتاج، خصوصاً أن الولايات المتحدة لم تركز على هذا الأمر من قبل.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لرابطة الصناعات الدفاعية الوطنية في الولايات المتحدة الجنرال جاي والش إن معظم تركيز الجيش الأميركي كان منصباً على تصنيع ذخائر جديدة للدبابات، قبل تسارع الأحداث في أوكرانيا.
وطلب البنتاجون شراء نحو 790 ألف قذيفة عيار 155 ملم فقط خلال السنوات الـ10 الماضية، واستُخدم معظمها في التدريبات، ما يشير إلى أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بكميات من الذخائر عيار 155 ملم أكثر من تلك التي اشترتها خلال العقد الماضي، وفقاً لمؤسسة "مركز الأمن الأميركي الجديد" البحثية في واشنطن.
وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن القرار، الذي اتخذته الولايات المتحدة بعد الحرب الباردة، بتخفيض حجم قاعدة الصناعات العسكرية أدى إلى تكثيف الجهود لزيادة الإنتاج في الوقت الحالي.
وقال مارك كانسيان، وهو مستشار كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "لم نتوقع أو نستعد لحرب طويلة، وكانت القاعدة الصناعية مقيدة الكفاءة".
وتأتي جهود الإمداد بالذخائر من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الوقت الذي تكثف فيه أوكرانيا هجماتها المضادة المستمرة منذ أسابيع في جنوب وشرق البلاد.
وقالت كييف، الخميس، إنها استعادت ستارومايورسك، وهي قرية تقع في جنوب شرق دونيتسك وقعت تحت الاحتلال الروسي منذ بداية الغزو الشامل.
القنابل العنقودية
وكان نقص الإمدادات الأميركية من القذائف عيار 155 ملم أحد أهم الأسباب وراء القرار المثير للجدل الذي اتخذه بايدن، الشهر الماضي، بتزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية.
وقال مسؤول أميركي إن قرار بايدن ساعد في التأكد من أن أوكرانيا لديها الذخيرة، التي تحتاجها، وضمان عدم نفادها.
ويطلب قادة أوكرانيا باستمرار من الحلفاء الغربيين زيادة إمدادات الأسلحة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة، في الوقت الذي تواجه فيه كييف ضغوطاً من شركائها الدوليين لتسريع هجومها المضاد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، إن الجهود بدأت بشكل أبطأ مما كان مأمولاً بسبب عدم وجود ما يكفي من الذخائر والأسلحة، بالإضافة إلى القوات المدربة تدريباً جيداً على استخدام هذه الأسلحة.
ودربت الولايات المتحدة وحلفاؤها الدوليين 66 ألف جندي أوكراني حتى الآن، وفقاً للمتحدث باسم الجيش الأميركي في أوروبا وإفريقيا، الكولونيل مارتن أودونيل، لكن كل ذلك لم يؤت ثماره على أرض المعركة حتى الآن.
اقرأ أيضاً: