تعتزم الولايات المتحدة تعميق تعاونها مع منغوليا الجارة الشمالية للصين، في استخراج المعادن النادرة التي تدخل في صناعات التكنولوجيا المتقدمة، بحسب ما أعلن رئيس وزراء منغوليا لوفسان نامسراي الأربعاء.
يأتي ذلك في وقت تشدد فيه الصين القيود على صاردات المعادن شائعة الاستخدام في الصناعات المتقدمة، وسط تنافس متصاعد على الهيمنة في مجال التكنولوجيا، بين الصين من جهة والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى.
وقال رئيس وزراء منغوليا لوفسان نامسراي خلال زيارته لواشنطن، الأربعاء، إن بلاده ستعمق تعاونها مع واشنطن في مجال التنقيب عن المعادن النادرة، ولكنه حذر من أن "الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين ستضر بالاقتصاد العالمي".
وتمتلك منغوليا رواسب هائلة من المعادن النادرة والنحاس، وهي عناصر بالغة الأهمية في صناعة التكنولوجيا الفائقة، بما في ذلك صناعة المعدات الدفاعية، إضافة إلى أهميتها لجهود الرئيس الأميركي جو بايدن في التوسع في سوق السيارات الكهربائية للمساعدة في حل أزمة تغير المناخ.
"التعاون قائم"
وتحدث أويون إردين إلى "رويترز" بعد لقائه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الأربعاء، وموافقته على توقيع اتفاقية "الأجواء المفتوحة" للطيران المدني، ضمن تعهدات بمزيد من التعاون الاقتصادي.
وقال رئيس وزراء منغوليا: "لقد ناقشنا التعاون المحتمل فيما بيننا في تعدين العناصر النادرة واستخراج المعادن المهمة بما في ذلك النحاس".
وأكد رئيس الوزراء المنغولي أن التعاون مع الولايات المتحدة، التي وصفها بـ "الجار الاستراتيجي الثالث المهم" بشأن العناصر الأرضية النادرة والمعادن المهمة "قائم بالفعل"، وسوف يزداد بموجب مذكرة تفاهم تم توقيعها في يونيو بين وزارة التعدين والصناعات الثقيلة المنغولية ووزارة الخارجية الأميركية.
ووفق "رويترز" تأمل منغوليا في إقامة علاقات جيدة مع جارتها الصين التي تتحكم في معظم رواسب المعادن النادرة في العالم، وكذلك مع الولايات المتحدة، ولكن أويون إردين حذر من أن الدول غير الساحلية مثل دولته مثل دولته، التي تقع بين الصين وروسيا، ستعاني كثيراً في حال تفاقمت المنافسة بين القوى العظمى.
حرب باردة
وأعرب رئيس الوزراء المنغولي عن خشيته من أن تكون "الحرب الباردة الجديدة مختلفة تماماً وأكثر خطورة من الحرب الباردة الأولى"، في إشارة إلى التغير التكنولوجي المتسارع والمشكلات العالمية من قبيل تغير المناخ، ومضيفا: "لا يمكننا أن نتحمل وضعية حرب باردة جديدة".
ودعا رئيس وزراء منغوليا القوى الكبرى إلى "التحلي بالمزيد من المسؤولية" لتجنب "التداعيات السلبية الكارثية على العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، وبخاصة على الاقتصاد العالمي".
وأعلنت الصين في يوليو الماضي فرض ضوابط تصدير على بعض المعادن التي تستخدم على نطاق واسع في صناعة الشرائح في الشهر الماضي، وذلك بعد أن اتخذت الولايات المتحدة خطوات لمنع بكين من الحصول على تكنولوجيات أساسية مثل معدات صناعة الشرائح.
وحددت الصين الأول من أغسطس الجاري، موعداً لتطبيق ضابط التصدير على معدني الجاليوم والجرمانيوم، الرئيسيين في صناعات أشباه الموصلات والاتصالات وصناعة السيارات الكهربائية.
وجاءت قيود التصدير الصينية، في أعقاب الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتقييد صادرات تكنولوجيا صناعة الرقائق المتقدمة إلى الصين، ويٌعتقد إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخطط لمنع مبيعات بعض الرقائق المستخدمة لتشغيل برامج الذكاء الاصطناعي.
محادثات مع ماسك
وأوضح أوين إردين أن بلاده تجري محادثات مع إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" بشأن "الاستثمار والتعاون المحتملين في قطاع المركبات الكهربائية والفضاء"، لافتاً إلى أنه لن يلتقي ملياردير الصناعات التكنولوجية خلال هذه الزيارة.
وقال الزعيم المنغولي إنه خطط لزيارة كاليفورنيا ولقاء ماسك وغيره من رواد الصناعات التكنولوجية في رحلة منفصلة لم يتحدد موعدها بعد.
ولفت رئيس وزراء منغوليا الانتباه إلى اهتمام ماسك بكوكب المريخ الذي أعرب الملياردير عن رغبته في استعماره.
وقال أوين إردين لـ "رويترز" إن "أحد الموضوعات المثيرة للاهتمام التي ناقشتها مع السيد ماسك هو موضوع صحراء جوبي في منغوليا، والتي تتشابه بيئتها مع بيئة كوكب المريخ، وحثثته على إجراء بعض الأبحاث بهذا الشأن".
ومن المقرر أن يزور أوين إردين وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" خلال زيارته الولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
ووصف رئيس وزراء منغوليا الولايات المتحدة بأنها "النجم القطبي الذي نهتدي به في رحلتنا الديمقراطية"، وقال إن نقاشاته ستغطي "كيفية زيادة تعزيز قيمنا الديمقراطية".
وقال أويون إردين إنه بالنظر إلى حدود بلاده مع روسيا، خصم الولايات المتحدة، فقد عانت منغوليا من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، ومن ذلك تضخم السلع مثل المتفجرات المخصصة لعمليات التعدين.
وركزت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تطوير علاقاتها مع الدول في جميع أنحاء آسيا لمواجهة قدرة الصين المتنامية وما يسمى "شراكة بلا حدود" بين بكين وموسكو.
اقرأ أيضاً: