يدير الوزير الإسرائيلي السابق جدعون ساعر، المجاهر بأفكاره اليمينية المحافظة، الحزب الأصغر سناً في إسرائيل، والذي يحمل اسم "أمل جديد"، ويطمح من كان من أقرب حلفاء نتنياهو يوماً إلى إزاحته الآن عن الحكم.
انشق جدعون ساعر، الصحافي والقانوني السابق (54 عاماً) عن حزب الليكود بزعامة نتنياهو العام الماضي لتشكيل حزبه الخاص "تكفا حدشاه" وتعني "الأمل الجديد"، متعهداً بأن يقود حركة لها هدف واضح هو "استبدال نتنياهو".
منذ ذلك الحين، جذب حزب "تكفا حدشاه" العديد من المنشقين عن الليكود، ووعد بإعادة النزاهة إلى المعسكر اليميني الإسرائيلي، متهماً نتنياهو بوضع مصالحه الشخصية فوق مصالح البلاد.
وأشارت استطلاعات للرأي في أواخر العام الماضي إلى أن الحزب يمكن أن يحصل على 15 إلى 20 مقعداً في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) المكون من 120 مقعداً، لكن حظوظه تراجعت بعد ذلك، وأعطته الاستطلاعات الأخيرة أقل من عشرة مقاعد.
لكن الحزب يأمل أنه إذا كانت الانتخابات غير حاسمة، كما هو متوقع، فقد يظهر ساعر كخيار وحيد ممكن لشغل منصب رئيس وزراء ضمن كتلة متباينة أيديولوجياً مناهضة لنتنياهو.
وقال المتحدث السابق لنتنياهو الذي يعمل الآن مع حزب "أمل جديد" يوعاز هندل، إن ساعر "هو الشخص الوحيد الذي يمكنه جمع كل من حوله".
اعتزال وعودة
انتخب ساعر لعضوية البرلمان الإسرائيلي على قائمة حزب الليكود عام 2003. شغل منصب وزير التربية ووزير الداخلية، لكن في 2014 ابتعد عن السياسة، وقال حينها إنه يريد تمضية المزيد من الوقت مع أسرته.
ولم يستمر السياسي الإسرائيلي كثيراً بعيداً عن الأضواء، إذ أعلن العودة في عام 2017 وسجل نتائج جيدة في الانتخابات التمهيدية المتتالية لحزب الليكود، لكنه فشل في إبعاد نتنياهو من قيادة الحزب بعد منافسة شرسة وجهاً لوجه في عام 2019.
يُنظر إلى ساعر على نطاق واسع على أنه من الناحية الأيديولوجية إلى يمين نتنياهو، ولكن بأسلوب جماعي أكثر يؤيد ضم مستوطنات الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، في حين وافق نتنياهو على تجميد خطوة الضم مقابل اتفاقات تطبيع دبلوماسي مع الإمارات والبحرين.
ومثل نتنياهو، يعارض ساعر التدخل القضائي في القضايا الدستورية ويريد كبح جماح المحكمة العليا الإسرائيلية.
فرص ضئيلة
وُلد ساعر في تل أبيب في التاسع من ديسمبر 1966، وهو متزوج من مذيعة الأخبار التلفزيونية الإسرائيلية البارزة غيئولا إيفن، ولديه طفلان. كما أن لديه أطفالاً من زواج سابق.
حتى الآن، تعهد ساعر، مهما كانت نتيجة الانتخابات، بعدم الانضمام إلى ائتلاف بقيادة نتنياهو. وبدلاً من ذلك، يريد السياسي الإسرائيلي أن يحشد حوله تحالفاً من أحزاب اليمين والوسط من أجل التغيير، لكن فرصته في تولي مركز الصدارة تبدو ضئيلة.
في استطلاعات الرأي، يتنافس حزب "تكفا حدشاه"، وحزب "يش عتيد" (يوجد مستقبل) الوسطي المتوقع أن يفوز بعشرين مقعداً، وحزب "يمينا" اليميني المتشدد بزعامة نفتالي بينيت الذي يُنظر إليه على أنه سيحصل على تسعة مقاعد. ويتوقع أن يحصل الليكود، رغم ذلك، على أعلى نسبة من الأصوات (28 مقعداً).