أعلنت أوكرانيا الثلاثاء، أنها تعتزم بناء تحصينات جديدة وبنية تحتية عسكرية في المناطق الشمالية الشرقية المتاخمة لروسيا وبيلاروس، فيما شنت موسكو هجوماً جوياً على منطقتين في غرب البلاد بالقرب من حدود بولندا، واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن أوكرانيا "منهكة"، وقدرتها على القتال "مُستنفدة تقريباً".
وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إنه قام بزيارة إلى منطقة زابوروجيا جنوب شرقي البلاد والتقى مع قوات تشارك في الهجوم المضاد على القوات الروسية في الجنوب.
وفي مقطع فيديو نشره على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، ظهر زيلينسكي مع جنود أوكرانيين كبار وهم ينظرون في خريطة لساحة القتال عند ما وصفه مكتب الرئيس بأنه نقطة قيادة بالقرب من بلدة أوريخيف.
وذكر المكتب في بيان "استمع الرئيس إلى تقارير القادة بخصوص مسار الأعمال القتالية في مناطق الخطوط الأمامية.. وناقش مع الألوية والمقاتلين القضايا التي تُمثل أكبر المشكلات بالنسبة لوحداتهم".
ومع بداية يونيو الماضي، بدأت أوكرانيا هجومها المضاد في الجنوب والجنوب الشرقي، على أمل إحداث صدع وسط القوات الروسية عن طريق التقدم جنوباً صوب بحر أزوف.
تحصينات على الحدود
وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن الحكومة تعتزم بناء تحصينات جديدة وبنية تحتية عسكرية في المناطق الشمالية الشرقية المتاخمة لروسيا وبيلاروس بتكلفة تقارب 35 مليون دولار.
وأشار شميهال عبر تطبيق "تيليجرام" الثلاثاء "بناء على طلب خاركوف وتشرنيهيف.. نُخصص 911.5 مليون هريفنيا (24.7 مليون دولار) لخاركيف، و363 مليوناً (9.8 مليون دولار) لتشرنيهيف، لتشييد بٌنى هندسية عسكرية وتحصينات".
ويخضع جزء من منطقة تشرنيهيف المتاخمة لروسيا وبيلاروس لسيطرة موسكو منذ في بداية الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، لكن تم تحريرها لاحقاً.
ودعمت بيلاروس، الحليف الأقرب للكرملين منذ بداية الحرب وفتحت حدودها أمام القوات الروسية الزاحفة للعاصمة كييف.
كما فتحت مينسك أبوابها لاستقبال مقاتلين من مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة الذين كان انتقالهم إلى بيلاروس جزءاً من اتفاق أنهى محاولتهم التمرد في يونيو. ولا تزال منطقة خاركوف الشرقية، المتاخمة لإقليم بيلجورود الروسي، محتلة جزئياً وكانت موقعاً لقتال نشط في الأسابيع الأخيرة.
ومنذ تحرير جزء من أراضيها، تعمل كييف بنشاط على بناء تعزيزات دفاعية على حدودها لمنع التعرض للغزو مرة أخرى. وتحتفظ بقوة كبيرة في الشمال.
وتُسيطر القوات الروسية على مساحات شاسعة من جنوب أوكرانيا وشرقها.
ضربات بالقرب من بولندا
وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا شنت، الثلاثاء، هجوماً جوياً على منطقتين غربي البلاد متاخمتين لبولندا العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" ومناطق أخرى، مما أدى إلى مصرع 3 أشخاص بأحد المصانع وإصابة ما يزيد على 12 آخرين.
ووصفت وسائل إعلام أوكرانية هجوم اليوم بأنه أكبر هجوم جوي على منطقة لفيف منذ بدء الغزو في فبراير 2022.
وأفادت تقارير بأن الضحايا سقطوا في فولين بشمالي غرب البلاد. وقال مسؤولون إن شركة صناعية في لوتسك عاصمة المنطقة تعرضت للقصف في الهجوم الذي وقع الليلة الماضية. وأشار يوري بوهوليايكو حاكم منطقة فولين إلى أن عدة أشخاص نُقلوا إلى المستشفى.
وقالت شركة "إس كيه إف" السويدية إن مصنعها في لوتسك أُصيب بصاروخ خلال الليل مما أودى بحياة 3 موظفين.
وزير الدفاع الروسي: أوكرانيا منهكة
وفي موسكو، قال وزير الدفاع سيرجي شويجو إن قدرة أوكرانيا على القتال "مُستنفدة تقريباً"، معتبراً أن "الحرب أظهرت نقاط ضعف في أنظمة الأسلحة الغربية ستكشفها موسكو قريباً".
وفي حديثه أمام مؤتمر أمني في موسكو، الثلاثاء، حضره وزير الدفاع الصيني، أكد شويجو (68 عاماً) أن "الصراع كان اختباراً مهماً لروسيا".
وأضاف شويجو في كلمة معلنة نادرة بحسب نص قدمته وزارة الدفاع الروسية "في العملية العسكرية الخاصة، كشف الجيش الروسي زيف أساطير كثيرة حول تفوق المعايير العسكرية الغربية".
وأردف "النتائج الأولية للعمليات القتالية تُظهر أن الموارد العسكرية الأوكرانية شبه مستنفدة"، مشيراً إلى أنه سيعرض تفاصيل "نقاط ضعف الأسلحة الغربية التي لا يخلو سلاح منها من نقاط ضعف".
وتابع وزير الدفاع الروسي "لدينا بيانات عن.. تدمير دبابات ألمانية ومدرعات أميركية وصواريخ بريطانية وأنظمة أسلحة أخرى.. نحن مستعدون لمشاركة تقييماتنا.. مع شركائنا".
كما اتهم شويجو أوكرانيا بأنها دأبت على استخدام البنية التحتية المدنية لإخفاء جنود ومعدات عسكرية ثقيلة، وبأن كييف قصفت تجمعات سكانية مدنية في شرق أوكرانيا الخاضع للسيطرة الروسية.
وقال إن أوكرانيا استخدمت صفقة الحبوب في البحر الأسود كغطاء لبناء مخازن أسلحة وذخائر في أوديسا وموانئ أخرى. ولطالما نفت أوكرانيا استخدام البنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية وأي استهداف للمدنيين.
وفي تصريحات عن الصين، قال شويجو إن الغرب تعمد إثارة التوتر حول تايوان، وقارن الوضع هناك بالحرب في أوكرانيا، مضيفاً "في ظل هذه الظروف، تجاوزت العلاقات الثنائية بين روسيا والصين مستوى العلاقات الاستراتيجية من جميع النواحي، لتصبحا أكثر من مجرد حليفين".
إحباط هجوم مسيّرة أوكرانية
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أن الدفاع الجوي الروسي أحبط "عملاً إرهابياً أوكرانياً" بطائرة مسيرة فوق أراضي مقاطعة بيلجورود، من دون وقوع خسائر أو أضرار.
وبحسب ما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، جاء في بيان وزارة الدفاع الروسية "اليوم عند الساعة 17:00 بتوقيت موسكو، تم إحباط محاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بطائرة مسيرة فوق أراضي مقاطعة بيلجورود".
وتابع البيان "تم رصد الطائرة المسيّرة وتدميرها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي، ولم تقع إصابات أو خسائر مادية نتيجة للهجوم الإرهابي الذي تم إحباطه".
وتقول روسيا إنها ستحقق كل أهدافها في أوكرانيا التي تعتبرها دمية في يد الغرب. ودأبت على الإشارة إلى أنها مستعدة لخوض حرب طويلة، وأنها خصصت حصة كبيرة من اقتصادها الذي تبلغ قيمته تريليوني دولار لخدمة الحرب.
ويُصور الكرملين الصراع على أنه معركة وجود مع غرب معادٍ يقول إنه يريد تمزيق روسيا، وفي المقابل، تتهم أوكرانيا والغرب روسيا بارتكاب جرائم حرب، وتعتبرا غزو موسكو استيلاءً استعمارياً على الأراضي.
ويصف الغرب الحرب بأنها أكبر خطأ استراتيجي فادح لموسكو منذ الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979.
اقرأ أيضاً: