دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج، الأربعاء، أطراف النزاع في اليمن للكف عن التصعيد، واستخدام قنوات الحوار لحل الأزمة في البلاد، فيما حضت السعودية جماعة الحوثي على "الاحتكام لصوت العقل".
وأشار جروندبرج في إفادة أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي، إلى أن الاشتباكات ما زالت تحدث بشكل متقطع في اليمن على بعض الجبهات، خاصة في تعز ومأرب والحديدة وشبوة وصعدة، محذراً من "تهديدات علنية بالعودة إلى الحرب".
وأوضح أن مكتبه يعمل على دعوة الأطراف اليمنية، لمعالجة بعض أولوياتهم العاجلة لبناء الثقة، والتحرّك نحو تسوية سياسية شاملة ومستدامة في البلاد، مشيراً إلى تراجع مستوى الثقة بين الأطراف اليمنية.
وقال جروندبرج إن الأطراف "تواصل إظهار الاستعداد للبحث عن الحلول، إلا أنه لا زالت هناك حاجة إلى ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة"، مؤكداً أنه "لن يكون هناك تحسناً مستدام للوضع ما لم يجتمع الطرفان لمناقشة الحلول المستدامة للتحديات الاقتصادية والمالية لليمن والاتفاق عليها".
وشدد المبعوث الأممي على أنه يواصل تبني نهج "أكثر شمولاً يعالج القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية" في اليمن.
الناقلة "صافر"
وفيما يتعلّق بإعلان اكتمال تفريغ ناقلة النفط المتهالكة "صافر" إلى ناقلة بديلة، أكد المبعوث الأممي، أن هذه العملية حالت دون وقوع كارثة إنسانية وبيئية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الجمعة، اكتمال سحب أكثر من مليون برميل نفط من الناقلة "صافر" المتهالكة قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر، متفادية بذلك كارثة بيئية محتملة كان محو آثارها سيتكلف نحو 20 مليار دولار.
وأعلن البرنامج الأممي الإنمائي الانتهاء بنجاح من عملية تفريغ خزان الناقلة، ونقل 1.1 مليون برميل من النفط إلى ناقلة بديلة، في عملية تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 142 مليون دولار.
"تخفيف الضغط"
وتطرّق جروندبرج إلى مسألة الرحلات من مطار صنعاء وإليه، قائلاً إن التوسع فيها يمثل "شاغلاً ملحاً لتخفيف بعض الضغط على المدنيين اليمنيين ممن يسعون إلى السفر للحصول على الرعاية الصحية، أو فرص التعليم والعمل، أو من أجل لم الشمل مع أحبائهم وذويهم".
كما شدد المبعوث الأممي على "الحاجة الملحة"، إلى فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتسهيل تنقلات اليمنيين.
من جهتها، قالت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، إن "هجمات" الحوثيين في اليمن تمنع الانتعاش الاقتصادي، وتجعل حياة جميع اليمنيين أكثر صعوبة".
ونقل بيان للخارجية البريطانية عن المندوبة البريطانية قولها خلال جلسة مجلس الأمن، إن الأوضاع الإنسانية في اليمن مثيرة للقلق، داعية جميع الأطراف على السماح بالوصول غير المقيد للمساعدات.
وأكدت وودوارد أن عملية شاملة تدعمها الأمم المتحدة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام في اليمن.
السعودية تدعو "للاحتكام لصوت العقل"
وخلال الجلسة، دعا مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله الواصل، الحوثيين "للاحتكام لصوت العقل" بشأن الأزمة في اليمن، مشيراً إلى أن المملكة تأمل أن تؤدي الجهود الحالية للوصول لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
وأكد مندوب السعودية، أن الرياض مستمرة في تقديم كافة أشكال الدعم حتى استكمال عملية تفريغ خزان النفط المتهالك اليمني (صافر) بالكامل.
ولفت الواصل إلى أن السعودية خصصت 1.2 مليار دولار لدعم اليمن، وقدمت مليار دولار كوديعة للبنك المركزي اليمني.
اليمن تدعم إحياء الهدنة
من جانبه، أكد مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي، دعم الحكومة اليمنية لمساعي إحياء الهدنة، واستعادة العملية السياسية الشاملة برعاية أممية في البلاد.
وقال السعدي خلال جلسة مجلس الأمن، إن جماعة الحوثي "لا تمتلك الرغبة الجادة في تحقيق السلام، ولا تعترف بالحلول السياسية"، مشيراً إلى أنها صعدت عسكرياً منذ انتهاء الهدنة "باستهداف الموانئ النفطية والمنشآت الاقتصادية".
وأضاف السعدي، أن جماعة الحوثي صعدت أيضاً مؤخراً تهديداتها باستهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، واستهداف السفن التجارية وناقلات النفط.
ودخلت الهدنة في اليمن حيز التنفيذ في 2 أبريل 2022، لكنها انتهت في 2 أكتوبر الماضي.
وفي يناير الماضي، قال المبعوث الأممي الخاص لليمن هانز جروندبرج أمام مجلس الأمن، إن "تكثيف المحادثات" لإبرام هدنة جديدة في الحرب أمر "مشجّع".
اقرأ أيضاً: