قمة "كامب ديفيد" تجمع قادة أميركا واليابان وكوريا الجنوبية

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا وبجانبه رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول على هامش قمة السبع في هيروشيما. 21 مايو 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا وبجانبه رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول على هامش قمة السبع في هيروشيما. 21 مايو 2023 - REUTERS
دبي/ واشنطن-الشرقهبة نصر

يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، نظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، لعقد قمة ثلاثية "غير مسبوقة" تهدف لإظهار التضامن في مواجهة كوريا الشمالية والصين.

ووصل رئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء اليابان، الخميس (بالتوقيت المحلي الأميركي)، إلى قاعدة أندروز في ولاية ماريلاند الأميركية.

ووصف كيشيدا، في مؤتمر صحافي قبل مغادرته، القمة المرتقبة بـ"الفرصة التاريخية لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين الدول الثلاث على أساس العلاقات الثنائية التي أصبحت أقوى من أي وقت مضى".

وشدد كيشيدا على أن "من المفيد أن يجتمع قادة الدول الثلاث بعد أن أصبحت البيئة الأمنية المحيطة باليابان أكثر خطورة".

ومن المقرر أن يحتضن منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ولاية ماريلاند القمة الثلاثية، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها قادة الدول الثلاث في قمة ثلاثية قائمة بذاتها، وليست على هامش حدث متعدد الأطراف، بحسب وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.

وتم اقتراح القمة من قبل بايدن عندما التقى القادة الثلاثة على هامش قمة مجموعة السبع باليابان، في مايو الماضي.

وتسعى الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات بين سول وطوكيو التي شهدت تحسناً أخيراً في إطار ثلاثي يتصدى لتعاضد الصين وروسيا المتزايد، وفق الوكالة.

خط ساخن للأزمات

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن القمة الثلاثية ستعقد بشكل سنوي، لافتاً إلى اتخاذ الدول الثلاث الخطوات اللازمة للاستثمار في التكنولوجيا المناسبة لبناء خط ساخن ثلاثي بهدف التواصل خلال الأزمات، موضحاً أن القادة الثلاثة سيلتزمون بضرورة التشاور عند حدوث أزمة قد تؤثر على أي بلد من البلدان الثلاثة.

وأضاف في بيان: "هذا لن يكون التزاماً رسمياً بالتحالف، لكنه التزام بين بلداننا الثلاثة بأنه إذا كان هناك طارئ أو تهديد إقليمي فسنستشير بعضنا البعض على الفور وبسرعة، وسنناقش طرق مشاركة المعلومات لمواءمة رسائلنا واتخاذ إجراءات سياسية جنباً إلى جنب مع بعضنا البعض". 

وأوضح المسؤول أن هذا الالتزام "لا ينتهك أي حق من حقوق أي دولة في الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي، كما أنه لا يغير أو يمس بأي شكل من الأشكال التزامات المعاهدات الثنائية القائمة، لكن ما نقوم ببنائه هنا هو إطار عمل أمني مشترك من شأنه أن يمنح قادتنا وكبار مسؤولي الأمن القومي لدولنا بشكل متزايد الحافز للعمل معاً عن كثب كلما واجه أحدنا تحدياً". 

وشدد على وجود مواقف ثلاثية قوية في عدد من المسائل بما فيها الموقف من بحر الصين الجنوبي، متعهداً بأن تشهد القمة "لغة قوية تعبر عن موقف مشترك من معارضة الإكراه والعسكرة".

عزل الصين ليس هدفاً

وبرر المسؤول ما تتخذه اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة من خطوات بأنه "رداً على التدابير الأمنية التي تتعارض مع مصالحنا.. الدول الثلاث ملتزمة بدبلوماسية عملية مع الصين، وتريد علاقات مستقرة معها وملتزمة بالعمل بشكل بناء لتحقيق ذلك".

وشدد على أن "هذه القمة لا تهدف إلى عزل الصين، وإنما تهدف لتحقيق الاستقرار والحفاظ على السلام والاستقرار، وأن نوضح للجميع أننا باقون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "

موقع للتاريخ الدبلوماسي

وتوقع النائب الرئيسي لمستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية كيم تيه-هو، في تصريحات للصحافيين، الأحد، أن "يتم تسجيل كامب ديفيد كموقع للتاريخ الدبلوماسي للقرن الحادي والعشرين الذي فتح صفحة جديدة في التعاون الثلاثي".

وقال: "المشاورات الثلاثية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان ستكتسب هوية مستقلة واضحة كهيئة تعاون بين المحيطين الهندي والهادئ"، بحسب "يونهاب".

وأضاف كيم أن "القمة ستساعد الدول على إنشاء إطار عمل رئيسي، وإضفاء الطابع المؤسسي عليه للتعاون الثلاثي في المستقبل، مع السماح للقادة بمناقشة رؤية مشتركة ومبادئ أساسية للتعاون الثلاثي، وبناء آليات تعاون شاملة ومتعددة المستويات عبر مختلف القطاعات في كل مستوى".

وثيقتا كامب ديفيد

ويخطط القادة الثلاثة لتبني وثيقتي "مبادئ كامب ديفيد" و"روح كامب ديفيد"، وتحتوي الأولى على مبادئ توجيهية مستدامة للتعاون الثلاثي في المستقبل، والثانية تحدد رؤية للتعاون الثلاثي وخطة تنفيذها، بحسب "يونهاب".

وأشار كيم إلى أن "قادة الدول الثلاث سيعلنون مبدأهم لتعزيز التعاون من أجل السلام والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك شبه الجزيرة الكورية، وبين دول (آسيان) والدول الجزرية في المحيطين الهندي والهادئ، وفي جميع أنحاء العالم، بناء على القيم والقواعد المشتركة".

وتابع أن "روح كامب ديفيد" ستكون "بياناً مشتركاً يحدد الإجراءات الملموسة لتعزيز التعاون الثلاثي من خلال إنشاء هيئة استشارية جديدة، والتعاون في الردع الموسع والتدريبات العسكرية المشتركة والأمن الاقتصادي".

وأضاف أن "هناك وثيقة ثالثة قيد المناقشة حالياً لكن لم يتم الانتهاء منها بعد".

تعاون أمني في المحيطين

منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي شدد على أن "القمة الثلاثية المرتقبة ستكون بمثابة فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الثلاثية"، معتبراً أن "القمة تتويج لجهود بايدن في إعطاء الأولوية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ وبشكل خاص العلاقات الأميركية مع اليابان وكوريا الجنوبية".

وقال كيربي، في تصريحات لهيئة الإذاعة اليابانية NHK، إن بايدن يسعى إلى أن "تسفر القمة عن نتائج ومبادرات حقيقية ملموسة يمكن أن تستمر على المدى الطويل".

وستبحث الدول الثلاث، خلال القمة تعزيز التعاون الأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع وضع تحركات كوريا الشمالية والصين في الاعتبار، بحسب هيئة الإذاعة اليابانية.

ويتطلب التعاون تدريبات مشتركة بين قوات الدول الثلاث، وفق الهيئة اليابانية التي قالت إنه سيتم بحث تفعيل آلية لمشاركة البيانات خلال عمليات إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ.

الصين محل خلاف

ولا يزال مسؤولو الدول الثلاث يبحثون بشأن ما إذا كان سيتم ذكر الصين صراحة في وثائق اجتماع القمة الثلاثية على أنها "تحدٍ للسلام والاستقرار في المحيطين الهندي والهادئ" أم لا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية اليابانية هيكاريكو أونو، في مؤتمر صحافي، إن "إحدى القضايا التي يجري التفاوض بشأنها هي مسألة إدراج كلمة الصين في النص النهائي للوثائق من عدمه".

وأضافت: "لا زلنا نناقش كيف نصف الصين في الوثائق"، فيما لم توضح أونو أياً من الدول الثلاث لا تزال مترددة في وضع اسم الصين، لكنها قالت إن "اليابان لا تعارض الإشارة إلى الصين في النصوص النهائية".

وأكدت أن طوكيو "لا تمانع" الإشارة إلى بكين في ملف بحر الصين الجنوبي، معتبرةً أن السلطات الصينية "تحاول من جانب واحد تغيير الوضع الراهن في البحر".

وأشارت مجلة "بوليتيكو" الأميركية إلى وجود خلاف واضح بين الدول الثلاث بشأن وضع الصين في مستوى متساوي مع كوريا الشمالية باعتبارهما "تهديد للسلام والاستقرار الإقليميين"، وسط مخاوف بشأن قدرة بكين على إلحاق أضرار اقتصادية بتلك الدول.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات