التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، كبار القادة العسكريين المسؤولين عن "العملية الخاصة في أوكرانيا"، فيما حذر وزير خارجية روسيا من إمكانية اندلاع حرب نووية.
وقال الكرملين، في بيان، إن بوتين عقد اجتماعاً في مقر مجموعة العمليات العسكرية الخاصة في مدينة روستوف، التي تقع على بعد 100 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، وهي مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية التي يخوض جيشها القتال في أوكرانيا.
وجاء في البيان أن بوتين، القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، استمع إلى تقارير من فاليري جيراسيموف رئيس هيئة أركان الجيش المسؤول عن عمليات موسكو في أوكرانيا، وغيره من كبار القادة العسكريين والضباط.
جاء الاجتماع بعد أن قالت أوكرانيا إنها حررت قرية صغيرة على طول خط المواجهة، وهو أول تقدم من نوعه منذ يوليو. وكان الهجوم المضاد الأوكراني لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا في الأشهر الأولى من الحرب أبطأ مما كان متوقعاً.
ولم يقدم الكرملين مزيداً من التفاصيل عن الاجتماع ولم يتضح موعد عقده. وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وكالة الإعلام الروسية الرسمية جيراسيموف وهو يحيي بوتين في وقت بدا أنه في الليل ويقوده إلى مبنى بعد مصافحته.
وكان جيراسيموف، الذي نادراً ما كان يظهر علناً في الأشهر الماضية، هدفاً لانتقادات لاذعة شنها رئيس مجموعة فاجنر الخاصة يفجيني بريجوجين وبعض المدونين العسكريين الروس بشأن إخفاقات روسيا في الحرب.
وأعلن الجيش الأوكراني، الخميس، تحرير قرية أوروجَيني الصغيرة في منطقة دونيتسك، متقدماً صوب بحر آزوف لقطع الجسر البري الروسي المؤدي إلى شبه جزيرة القرم، وهو حيوي لطرق إمداد موسكو.
منع المواجهة
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا تعتقد أن من الممكن والضروري منع أي مواجهة مسلحة بين القوى النووية، واتهم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بالمخاطرة بمثل هذا الصراع "مع تصعيد الأعمال العدائية في أوكرانيا".
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن لافروف قوله: "في سياق النزاع الأوكراني، يتمثل الخطر الأكبر في أن يؤدي تصعيد الأمر إلى خطر أن ينتهي الأمر بالولايات المتحدة ودول الناتو في حالة صدام مسلح مباشر بين القوى النووية. ونعتقد أن مثل هذا التطور للأحداث يجب منعه".
ولفت لافروف إلى أن "روسيا مضطرة لتذكير الغرب بالمخاطر العسكرية والسياسية، لأنها تعتقد أن الحرب النووية لن يكون فيها منتصر"، مشيراً إلى البيان المشترك للدول الخمس النووية في يناير 2022، والذي أكد أنه لا ينبغي إطلاق العنان للحرب النووية.
وتابع: "في سياق الردع، تعد حيازة الأسلحة النووية حالياً الرد الوحيد الممكن على بعض التهديدات الخارجية المهمة لأمن بلدنا. وقد أكد تطور الوضع حول أوكرانيا صحة مخاوفنا في هذا المجال".
قصف روسي
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت مطاراً عسكرياً في منطقة نوفجورود الروسية، شمال غرب موسكو، مما أدى إلى نشوب حريق وألحق أضراراً بطائرة حربية.
وقالت الوزارة إن الهجوم لم يسفر عن إصابات، ووصفته بأنه "هجوم إرهابي"، وأضافت أن الحريق تم إخماده بسرعة.
وكانت الوزارة الروسية قالت، في ساعة مبكرة من صباح السبت، إن أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية دمرت في الجو صاروخ "إس-200" استخدمته القوات الأوكرانية لمهاجمة منشآت في شبه جزيرة القرم، خلال الليل. وأضافت الوزارة أنه لم تقع إصابات أو أضرار مادية.
كما قال رئيس المركز الصحفي لمجموعة القوات الروسية ألكسندر سافتشوك، السبت، إن القوات الروسية صدت 6 محاولات هجومية للقوات الأوكرانية على محور كراسني ليمان، وقضت على أكثر من 40 مسلحاً.
من جهتها، قالت القوات الجوية الأوكرانية، السبت، إن روسيا أطلقت 17 طائرة مسيرة أثناء الليل في محاولة لقصف مناطق تقع في شمال ووسط وجنوب البلاد.
وأضافت القوات الجوية أنها أسقطت 15 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد. ولم يتضح بعد مصير الطائرتين المسيرتين اللتين لم يتم إسقاطهما.
ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق بشكل مستقل من صحة تلك التقارير. كما لم يتضح بعد ما هي الأهداف أو المناطق التي كانت تستهدفها روسيا.