أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الخميس، أن مجموعة بريكس قررت توسيع عضويتها بدعوة كل من السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا للانضمام إلى المجموعة في استجابة لدعوات تسريع إجراءات توسيع المجموعة وتعزيز دورها في العالم.
وقال رئيس جنوب إفريقيا إن الدول الخمسة الأعضاء اتفقت على معاير ومسار توسيع التكتل، قائلاً إنه تم التوافق بالإجماع بشأن المرحلة الأولى من التوسع، فيما سيتم الاتفاق على باقي المراحل في ما بعد.
وأضاف: "اتفقنا على دعوة الأرجنتين، مصر، إثيوبيا، إيران، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، لكي تصبح دولاً كاملة العضوية في بريكس"، موضحاً أن العضوية ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من أول يناير 2024.
وأشار سيريل رامافوزا إلى أن بريكس تقدر اهتمام الدول الأخرى بإقامة شراكات معها، مشيراً إلى تكليف وزراء الخارجية بالتكتل لتطوير نموذج الشراكات مع الدول وتحضير قائمة بشأن الدول التي يمكن الدخول في شراكات معها، على أن يتم تقديم القائمة خلال القمة المقبلة للتكتل.
وقال إن بريكس بدأت فصلاً جديداً خلال قمتها بجنوب إفريقيا، ضمن جهودها لبناء عالم عادل وشامل ومزدهر.
46% من سكان العالم
من جانبه، قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إن أهمية بريكس في العالم يعكسها عدد الدول الراغبة في الانضمام إلى المجموعة.
وأضاف أن البرازيل ترحب بانضمام الأعضاء الجدد، قائلاً إن ذلك سيرفع من الناتج المحلي الإجمالي لبريكس إلى 37% من الناتج الإجمالي العالمي، كما سيجعل التكتل يمثل 46% من مجموع سكان العالم.
وأكد على أن بريكس سيبقى منفتحاً على ضم أعضاء جدد، لافتاً إلى الاتفاق على إجراءات بهذا الصدد.
كما أشار إلى اتفاق قادة المجموعة على تشكيل مجموعة عمل تتولى مهمة دراسة اعتماد عملة موحدة لبريكس، ما يوفر خيارات جديدة في دفع الأموال ويقلل قابلية التأثر بمتغيرات النظام المالي العالمي.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو، عن ترحيب بلاده بالأعضاء الجدد في التكتل، قائلاً إن العمل سيتواصل لتعزيز دور بريكس العالمي.
وأشاد بوتين برئيس جنوب إفريقيا وقال إنه "أظهر مهارة دبلوماسية خلال مناقشة مسألة توسع بريكس".
وأكد الرئيس الروسي أن مسألة إصدار عملة موحدة لمجموعة "بريكس" تعتبر مهمة "صعبة للغاية لكننا سنتحرك في هذا الاتجاه".
نفوذ بريكس
وقال الرئيس الصيني شي جين بينج إن الصين ترحب بالأعضاء الجدد بالمجموعة، معتبراً أن توسع بريكس "خطوة تاريخية" ستعطي "دفعة قوية" لنوعية التعاون من أجل العمل المشترك والتنمية وإحلال السلام.
وقال إن دول بريكس ستعمل بشكل وثيق بعد استكمال إجراءات انضمام الأعضاء الجدد على فتح فصل جديد للمجموعة بفتح أسواق جديدة.
وأكد على أن دول بريكس لها نفوذ كبير وتقع على عاتقها مسؤولية إحلال السلام واستقرار الوضع في العالم.
كما اعتبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قرار بريكس التوسع بدعوة الانضمام لدول جديدة "قرار تاريخي"، مؤكداً أن الهند "تدعم توسيع المجموعة إذ تؤمن بأن انضمام أعضاء جدد سيعزز فعالية بريكس وسيعطي ديناميكية جديدة لجهودنا المشتركة بما يعزز ثقة باقي الدول في عالم متعدد الأقطاب".
وأشار إلى أن توسيع بريكس رسالة يجب على كل المؤسسات الدولية سماعها، مشدداً على الحاجة لإصلاحها لكي تصبح أكثر تمثيلاً.
واختتمت المجموعة، التي تضمّ البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، الخميس، أعمال القمة الـ15 التي انطلقت في جوهانسبرج، الثلاثاء، لأول مرة حضورياً منذ جائحة كورونا، بعد أن بحثت عدة ملفات رئيسية كان في مقدمتها انضمام دول أخرى إلى المجموعة، وتعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة بين الدول الأعضاء بهدف تقليل الاعتماد على الدولار.
تعليقات الأعضاء الجدد
في المقابل، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، عن تثمينه إعلان مجموعة بريكس دعوة بلاده للانضمام بداية من ينيار 2024، معبراً عن تطلع مصر للتعاون والتنسيق مع المجموعة خلال الفترة المقبلة.
كما عبر السيسي، في بيان للرئاسة المصرية، عن تطلع القاهرة للتعاون مع الدول المدعوة للانضمام لبريكس "لتحقيق أهداف التجمع نحو تدعيم التعاون الاقتصادي فيما بيننا، والعمل على إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية".
وقال الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، الخميس، إن بلاده تقدر موافقة قادة مجموعة بريكس على ضم الإمارات إلى هذه المجموعة "المهمة".
وأضاف رئيس الإمارات على تويتر: "نتطلع إلى العمل معاً من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم".
من جانبه، قال الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات، إن الموافقة على انضمام بلاده لمجموعة بريكس "يمثل نجاحاً لسياستها الدولية المتوازنة".
وأضاف على تويتر أن انضمام الإمارات للمجموعة "يرسخ مكانتها الاقتصادية والتجارية الدولية كشريك موثوق يربط شمال العالم بجنوبه وشرقه بغربه".
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، إن المملكة تمتلك "أدوات فعالة ودوراً مسؤولاً" في تحقيق استقرار أسواق الطاقة.
وأكد الأمير فيصل في كلمة المملكة أمام جلسة حوار لمجموعة بريكس في جوهانسبرج استمرار السعودية في كونها "مصدراً آمناً وموثوقاً" لإمدادات الطاقة بجميع مصادرها.
كما شدد على أن المملكة تمضي قدماً بخطوات "واثقة" نحو تحقيق الأهداف العالمية والتنمية المستدامة.
وقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز إن "مساراً جديداً" ينفتح أمام الأرجنتين مع الدعوة الموجهة للدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية للانضمام إلى بريكس.
وأضاف فرنانديز أن الانضمام للمجموعة سيمثل "فرصة عظيمة" لتعزيز قوة الدولة التي تعاني من أزمة اقتصادية مع ضعف العملة وشح الاحتياطيات الأجنبية وزيادة التضخم.
وقال في كلمة إن الأرجنتين أرادت الحصول على عضوية بريكس بسبب الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية للمجموعة في فترة صعبة عالمياً.
نظام عالمي أكثر توازناً
وكانت تقارير في الفترة التي سبقت القمة، تحدثت عن خلاف بين الهند والصين بشأن التوسع، ونقلت عن أشخاص مطلعين على تفاصيل المواقف قولهم إن التوترات تتصاعد بشأن ما إذا كان ينبغي أن تكون دول "بريكس" بمثابة "نادي عدم الانحياز للمصالح الاقتصادية للدول النامية" أو "قوة سياسية تتحدى الغرب علانية".
وأشار مسؤولون من جنوب إفريقيا إلى أن 23 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة.
وتشير تقديرات وكالة "بلومبرغ إيكونوميكس" الأميركية إلى أن المجموعة الموسعة ستمثل حوالي نصف الناتج العالمي بحلول عام 2040، أي ضعف حصة مجموعة السبع، كما ستضم المجموعة الموسعة نصف سكان العالم تقريباً، ارتفاعاً من 42% حالياً.
وعلى الرغم من أن التكتل أخفق في تحويل قوته الاقتصادية المتنامية إلى نفوذ سياسي ضخم منذ أن بدأ عقد قمم الزعماء قبل 15 سنة، إلا أن حالة التشرذم الراهنة في النظام العالمي، مع تفاقم الخلافات بين الولايات المتحدة والصين، والانقسامات إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا، تعطيه فرصة جديدة ليصبح صوتاً أعلى لمنطقة جنوب الكرة الأرضية، وربما ينافس الولايات المتحدة وحلفاءها، بحسب "بلومبرغ".
اقرأ أيضاً: