قال السفير الأميركي لدى الخرطوم جون جودفري، الجمعة، إن طرفي الحرب في السودان أثبتا أنهما غير صالحين لحكم البلاد التي قد تواجه "كارثة إنسانية"، داعياً إلى إنهاء الصراع ونقل السلطة لحكومة انتقالية مدنية.
وحث جودفري على تويتر، "الأطراف المتحاربة، التي أثبتت أنها غير صالحة للحكم"، على "إنهاء الصراع ونقل السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية"، لافتاً إلى أن "المستقبل الذي يبنيه الشعب السوداني بنفسه لا يمكن أن يتحقق إلا بعد استعادة الأمن".
جاء ذلك وسط تصاعد الهجمات في الخرطوم، بين الجيش وقوات الدعم السريع من أجل السيطرة على العاصمة.
وزار قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في أبريل الماضي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين حكوميين، قولهم إن البرهان يعتزم أيضاً مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار، بعد زيارة قواعد للجيش وبورتسودان، مقر الحكومة المؤقت.
وغادر البرهان، الخميس، مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، الذي تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصره، وشوهد في مقاطع فيديو وصور بمدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل.
وتداول الجيش السوداني، الجمعة، مقاطع فيديو للبرهان وهو يزور قاعدة لسلاح المدفعية في عطبرة بولاية نهر النيل شمالي الخرطوم، فيما ظهر الجنود وهم يحملون البرهان.
كما نشر الجيش السوداني على حسابه بفيسبوك، مقطع فيديو للبرهان وهو يحي عدداً من سكان مدينة الدامر في ولاية نهر النيل شمال السودان.
وفي المقابل، اعتبر مستشار قائد الدعم السريع مصطفى محمد إبراهيم خروج قائد الجيش السوداني، من مجمع القيادة العامة للجيش، وظهوره وسط قواته في أم درمان "انتصاراً للدعم السريع".
وقال إبراهيم لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): "نحن في قوات الدعم السريع ننظر إلى هذا الأمر أنه هروب الجندي من الميدان، أو هروب القائد من الميدان".
ولفت إلى أن "هروب القائد من الميدان يعنى هزيمته أمام خصمه، وهذا يمثل بالنسبة لنا انتصاراً كبيراً، أن يهرب قائد قوات الجيش من الميدان، ويترك خلفه مجموعة من الضباط والجنود، ولا يعرف مصيرهم".
وبينما يقاتل الجيش قوات الدعم السريع في الخرطوم ومنطقتي كردفان ودارفور إلى الغرب، لا تزال مناطق وسط وشمال وشرق البلاد هادئة وتحت سيطرة الجيش.
"آفاق كارثية"
حذرت منظمة "أطباء بلا حدود"، الجمعة، من الهجمات العشوائية على المدنيين التي بلغت "آفاقاً كارثية" في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور السودانية، واصفة الوضع بـ"المأساة".
وشهدت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، مؤخراً قتالاً عنيفاً بين قوات الجيش والدعم السريع ما اضطر الآلاف إلى الفرار، والبحث عن ملاذ آمن في مناطق أخرى.
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان، إن موظفيها وعشرات الآلاف "محاصرون في المنطقة"، وإن المدنيين يُستخدمون دروعاً بشرية بينما "يعيشون في ظروف قاسية".
وشددت المنظمة على ضرورة "تأمين ممرات آمنة وتوفير إمدادات ضرورية في نيالا جنوب دارفور"، مضيفة أنه "مع تصاعد أعمال العنف وانقطاع الطرق، يضيق الوقت أمام الجرحى. نعمل جاهدين لضمان وصول المساعدات الطبية إلى نيالا، ولكن الوضع يزداد سوءاً ونناشد بتوفير الحماية لحياة المدنيين والسماح بمرورهم بأمان".
"كارثة إنسانية"
كما حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، من أن النزاع الذي طال أمده في السودان، يمكن أن يدفع المنطقة بأكملها إلى "كارثة إنسانية".
وقال جريفيث، منسق الإغاثة أثناء حالات الطوارئ في بيان، أن الحرب في السودان "تغذي حالة طوارئ إنسانية ذات أبعاد جسيمة، إذ إن هذا النزاع المرير وما خلفه من جوع ومرض ونزوح يهدد الآن بإغراق البلاد بأكملها".
واعتبر أنه "كلما طال أمد القتال أصبح تأثيره أكثر تدميراً"، مشيراً إلى "نفاد الطعام بالفعل في بعض الأماكن، ومعاناة مئات الآلاف من الأطفال من سوء التغذية الحاد، كما يواجهون خطر الموت الوشيك إذا تركوا دون علاج".
وفيما يتعلق بعمليات النزوح الناجمة عن الصراع، قال المسؤول الأممي إن "ملايين الأشخاص نزحوا داخل السودان، بينما فر ما يقرب من مليون إلى خارج البلاد، موضحاً أن المجتمعات المضيفة "تعاني بسبب وصول المزيد من اللاجئين إلى البلدان المجاورة".
ودعا المنسق الأممي جميع المتحاربين في السودان إلى وضع الشعب "في المقام الأول، متجاوزين السعي وراء السلطة أو الموارد".
وفر أكثر من 4 ملايين شخص من منازلهم، وانهارت الخدمات الأساسية، وأفسح القتال المجال أمام هجمات عرقية تشنها قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها في دارفور.